آثار العصور الإسلامية في منطقة الحدود الشمالية في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
آثار العصور الإسلامية في منطقة الحدود الشمالية في المملكة العربية السعودية

آثار العصور الإسلامية في منطقة الحدود الشمالية في المملكة العربية السعودية.

 
- أم رضمة:
 
تقع قرية أم رضمة جنوب شرقي مدينة رفحاء بمسافة تصل إلى نحو 200كم، وهي من القرى التابعة لمدينة عرعر. وقد تشكلت النواة السكانية للقرية تبعًا لوجود موارد مائية (آبار) في وسط فيضتها المشهورة، الأمر الذي جعلها منهلاً مشهورًا لبادية المنطقة، وقد أدت قرية أم رضمة دورها في الماضي القريب مركزًا حدوديًا وجمركيًا خلال مراحل تكوين المملكة، واقترن اسمها باسم إحدى معارك التوحيد، ولاتزال القرية قائمة حتى الوقت الراهن بما فيها أطلال قصر الإمارة القديم المشيد وفقًا للعمارة التقليدية بمنطقة الحدود الشمالية  
 
- أم العصافير: 
 
تقع محطة أم العصافير (ذات التنانير) وسط فيضة أم العصافير، وهي واقعة إلى الشمال الشرقي من موقع الشيحيات بمسافة تصل إلى نحو 15كم، وإلى الجنوب من موقع زبالة بنحو 27كم.
 
يُعَدُّ الحربي وياقوت   من أشهر الجغرافيين الذين استطردوا في تحديد موقع أم العصافير (ذات التنانير) ووصف ما يحويه من منافع ومرافق. ومن الرحالة الأوروبيين الذين زاروا الموقع وشاهدوه الرحالة ألويس موزيل وكان ذلك عام 1333هـ / 1915م؛ حيث وجد بركة الموقع خلال زيارته مطمورة بالرمال، لم يضمّن الرحالة وصفه للموقع أي تفصيلات أخرى  . 
 
يشتمل الموقع الأثري في الوقت الحالي على آثار شاخصة أبرزها:
 
1 - البركة:
 
وهي بركة مربعة الشكل، وقد امتلأت الآن بالرمال والأتربة والطمي، وبخاصة تلك التي تجلبها مياه الأمطار والسيول.
 
2 - وحدات معمارية:
 
تقع بعض الوحدات المعمارية إلى الجهة الغربية من موقع البركة، وما زالت بعض الأطلال شاخصة بارتفاع يصل إلى نحو متر.
 
3 - علم الطريق:
 
يقع علم الطريق إلى الجنوب الغربي من موقع البركة؛ وقد تم تشييد علم الطريق فوق مرتفع من الأرض، ولم تزل بعض البقايا المعمارية لهذا العلم ظاهرة فيما يصل ارتفاع ما تبقى منه إلى نحو مترين ونصف المتر  .  كما كشفت الأعمال الأثرية الميدانية الأخيرة في الموقع عن وجود ثلاث منشآت بنائية، بالإضافة إلى وجود بركة أخرى وحوض ماء بالقرب منها  
 
- أم عمارة:
 
تقع أم عمارة إلى الشرق من بلدة ليْنة، شمال منطقة إِعيوج، زار الرحالة إلويس موزيل   هذا الموقع عام 1333هـ / 1915م، وتحدث بشيء من الاختصار عن آثاره وربط أطلاله بآثار موقع (الجلعودية) الواقعة على امتداد طريق الحج من العراق، مرورًا بليْنة، إلى المدينة المنورة.
 
وأم عمارة من المستوطنات السكنية الإسلامية التي تعود إلى العصر العباسي. تنتشر وحداتها المعمارية على مساحة تقدر بنحو 300 ×200م  ، وتقع أم عمارة حول فيضة من الفيضات الغنية بمياه الأمطار والسيول الموسمية. وفيها أطلال معمارية أثرية شاخصة فوق سطح الأرض لنحو خمسين مبنى صغيرًا، إلى جانب وجود ما لا يقل عن ثلاث آبار مطوية بالحجارة.
 
إن أطلال المباني ليست مرتفعة، إذ يبلغ ارتفاعها نحو 45سم، وقد شُيّدت جدرانها من الكتل والألواح الحجرية الرملية، وغطيت واجهاتها بطبقة من الطين، وهي مدعمة من أسفل بأساسات من اللّبن. وتتمثل هذه الأبنية في أفنية كبيرة تحيط بها غرف سكنية متصلة تأتي مساقطها الرأسية بأشكال مربعة ومستطيلة، كما يشتمل الموقع على غرف مربعة ومستطيلة مستقلة في بنيتها المعمارية.
 
وقد عُثر على كثير من كسر الأواني الفخارية العباسية المزججة ذات الطلاء الأخضر والأزرق والتركواز، بالإضافة إلى العثور على الخزف ذي البريق المعدني؛ كما عُثر على كسر من الزجاج والحجر الصابوني أيضًا مبعثرة في المساحات الوسطية من هذه المباني  
 
- البدع:
 
تقع البدع (الثعلبية) على بُعد 7.5كم شمال موقع قنعة، في شعيب البدع، ومن أبرز الجغرافيين العرب الذين أشاروا إلى البدع (الثعلبية) وقاموا بوصف منافعها ومرافقها: الحربي، وابن رستة، وابن خرداذبة، وياقوت  .  ومن الرحالة العرب الذين نـزلوا في الثعلبية وكتبوا عن وصف الموقع ومرافقه في كتاباتهم: ابن جبير وابن بطوطة  .  ويعد إلويس موزيل من الرحالة الغربيين الذين زاروا موقع البدع (الثعلبية) عام 1333هـ / 1915م، وقد أشار باختصار إلى آبارها القديمة وحصنها وبركها وبعض منازلها. 
 
تعد البدع (الثعلبية) من المواقع الرئيسة كبيرة المساحة، وتبلغ مساحة موقعها نحو 1.5كم  ؛ ما يدل على علو شأنها في العصور الإسلامية المبكرة، ويشتمل الموقع الأثري للبدع (الثعلبية) على المنشآت الأثرية الآتية:
 
1 - البركة:
 
وتقع في الجانب الجنوبي الشرقي من الموقع، وهي مستطيلة الشكل، وتُعَدُّ من كبريات البرك المائية؛ حيث تتصل بها مصفاة لاستقبال مياه الأمطار والسيول.
 
2 - الحصن:
 
يقع الحصن بالقرب من موقع البركة، وبالقرب منه تنتشر أساسات جدارية لبعض الوحدات المعمارية.
 
3 - الآبار:
 
يتوافر في الموقع عدد من الآبار، المعطلة والمستعملة؛ ولاتزال بعض آبار البدع تستعمل حتى الوقت الراهن. وبالإضافة إلى الآثار المعمارية في الموقع، تنتشر فوق سطحه كسر الأواني الفخارية والخزفية والزجاجية  
 
كما أسفرت الأعمال الأثرية الميدانية الأخيرة عن توثيق المنشآت المعمارية في موقع البدع، وتم تسجيل ما يقارب 120 وحدة معمارية، و 14 بئرًا، وبركة البدع الرئيسة، وثلاثة قصور محصنة  
 
- الثليمة:
 
تقع الثليمة (الهيثم) على بُعد 2كم شمال شرقي موقع الجميمة (الجريسي)، وعلى مسافة تصل إلى نحو 28.5كم شمال شرقي محطة زبالة، مسافة 12كم شرق مدينة رفحاء.
 
وأشار كل من الحربي وياقوت   إلى موقع الثليمة (الهيثم) وما يحويه من منشآت مائية وعمارة سكنية؛ أما ما يخص الرحالة الغربيين، فقد ذكرها الرحالة إلويس موزيل خلال رحلته عام 1333هـ / 1915م بشكل مقتضب خالٍ من التفصيل، بناءً على ما زوده به دليله خلال الرحلة من معلومات  
 
يحتوي موقع الثليمة (الهيثم) على بركة دائرية الشكل  تتصل بها مصفاة مستطيلة الشكل لاستقبال مياه الأمطار والسيول، وجدار معترض لصد التيار المائي نحو مصب المصفاة، ومن ثّمَّ البركة الرئيسة، بالإضافة إلى عدد من الوحدات المعمارية الحجرية المتناثرة فوق سطح الموقع، المتباينة في أحجامها  
 
وقد كشفت الأعمال الأثرية الميدانية الأخيرة عن اشتمال الموقع على عشر وحدات معمارية متفرقة بأحجام ووظائف متعددة، وكلها تقع في محيط البركة الرئيسة في الموقع وفوق المرتفعات المحيطة بالموقع الأثري  
 
- الجلبابي:
 
تقع الجلبابي (القبيبات) على مسافة 14كم إلى الشمال الشرقي من موقع زبالة، وعلى مسافة تصل إلى نحو 7كم من الطريق المعبد الذي يتصل بمدينة رفحاء  . 
 
لقد ورد ذكر موقع القبيبات وما يشتمل عليه من آبار وأحواض عند بعض الجغرافيين ومن أبرزهم: الحربي، وياقوت  .  فالجلبابي (القبيبات) موقع صغير المساحة يشتمل على بركة مياه مطمورة وغير واضحة المعالم؛ وبجانبها يوجد مصد جداري في بطن الوادي لعكس التيار المائي للبركة. وتوجد باتجاه الشمال الشرقي من موقع البركة بعض التلال الأثرية التي تظهر على أسطحها أساسات جدارية لوحدة معمارية واحدة  
 
- الجميمة:
 
تقع الجميمة (الجريسي) وسط فيضة الجميمة التي تبعد نحو 12كم إلى الشمال والشمال الغربي من موقع الجلبابي (القبيبات)، وعلى مسافة 2.5كم شمال الطريق المعبد المتصل بمدينة رفحاء.
 
وقد تم تحديد الموقع الجغرافي لمحطة الجميمة (الجريسي) من قِبَل ابن خرداذبة وابن رستة. أما الحربي وياقوت فأشارا إلى منافع المحطة ومرافقها بشيء من التفصيل  . 
 
وقد قام أربعة من الرحالة الغربيين بزيارة الموقع، ففي عام 1296هـ / 1879م توقفت السيدة آن بلنت   في هذا المكان وأشارت إلى بقايا منازله القديمة الشاخصة وإلى بئر كبيرة الحجم، أما الرحالة هوبر   فقد توقف عنده عام 1308هـ / 1891م وهو في طريقه إلى بغداد، وأعطى وصفًا للبركة التي قال عنها إنها كبيرة وفي حالة إنشائية جيدة.في حين شاهد الكابتن ليتشمان   بركة الموقع عام 1328هـ / 1910م، وكانت آنذاك مليئة بمياه الأمطار والسيول؛ كما شاهد بعض الأحواض المائية الواقعة بالقرب من البركة، وأعطى وصفًا للأعراب القاطنين في حمى الموقع. وأما آخر الرحالة الغربيين الذين زاروا الموقع فهو الرحالة إلويس موزيل   عام 1333هـ / 1915م؛ حيث وصف البركة المليئة بالماء - آنذاك - وأثنى على حسن عمارتها وصمودها.
 
وفي الوقت الحالي يشتمل الموقع على بركة مربعة الشكل، تغطي الرمال والأتربة الزاحفة وما تجلبه مياه الأمطار والسيول بطنها. وتوجد بالقرب منها بقايا يعتقد أنها لمصفاة دائرية الشكل تستقبل المياه قبل بلوغها وسط البركة. وإلى الجهة الشرقية من موقع البركة توجد إحدى آبار الموقع القديمة  ، أما إلى الجنوب من البركة فتوجد أطلال لمبنى مستطيل الشكل يعتقد أنه حصن أو قصر  
 
وتشير الأعمال الميدانية الأثرية الأخيرة إلى أن (الجميمة) من المواقع المتوسطة المساحة، وأنها تحتوي على ست وحدات معمارية مشيدة على نسق واحد؛ وفي وسط الفيضة عُثر على بئر ومصدات جدارية تتصل بمصب البركة، وبقايا لبعض الوحدات المعمارية  . 
 
- الحفيرة:
 
تقع الحفيرة على الحافة الشمالية لوادي الخشيبي، على مساحة تقدر بنحو 200×80م  .
 
ويمثل الموقع أطلال حاضرة إسلامية ترجع إلى فترة العصر العباسي، حيث وجد بها عدد كبير من الأبنية الحجرية، على هيئة مساكن مربعة ومستطيلة ودائرية، بعضها مفرد البناء وبعضها الآخر مركب ومتصل بأبنية أخرى، ويبلغ ارتفاع ما تبقى من جدرها 80سم، في حين يبلغ سمكها مترًا واحدًا. كما عُثر على مجموعة كبيرة من كسر الأواني الفخارية ذات الطلاءين الأخضر والأزرق، وعلى كسر زجاجية  
 
- حمد:
 
يقع موقع حمد (ردان - الشيخة) على مسافة 29كم إلى الشمال من موقع العشار، و 45كم شمال غربي بلدة ليْنة، وعلى مسافة تصل إلى نحو 13كم إلى الجنوب من موقع الحمراء (الرُّستمية).
 
وقد تعرض الحربي، وابن خرداذبة، وياقوت   في مؤلفاتهم إلى الموقع الجغرافي لمحطة حمد (ردان - الشيخة - الشيحة) وما حوته من منشآت مائية ومعمارية. وأشار الرحالة إلويس موزيل خلال رحلته عام 1333هـ / 1915م إلى بركة الموقع دون أن يستطرد في وصفها، وهو الرحالة الأوروبي الوحيد الذي ذكر هذا الموقع  .  يُعَدُّ موقع حمد (الشيخة) من المواقع الإسلامية الصغيرة؛ وهو يحتوي على بركة مستطيلة الشكل  تعرضت في الآونة الأخيرة إلى بعض الترميمات الحديثة التي قامت بها وزارة الزراعة والمياه  ،  بالإضافة إلى وجود أساسات جدارية لثلاث وحدات معمارية مصطفة صفًا واحدًا تقع إلى الجنوب من موقع البركة  
شارك المقالة:
126 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook