أتلاعبا بالزكاة؟!

الكاتب: المدير -
أتلاعبا بالزكاة؟!
"أتلاعبًا بالزكاة؟!

 

فَرض الله على الأغنياء صدقةً تؤخَذ من أموالهم، فتُرد على فقرائهم؛ كما جاء في الحديث، وهي تزكيةٌ للمال، وطُهرةٌ لصاحبِه، وفيها من المنافع الدينية والدنيوية الشيءُ الكثير الوفير.

 

قال تعالى: ? خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ? [التوبة: 103].

فهي زكاة واجبة، حقٌّ لله تعالى، وفيها حق للفقير، يُعطاها بشرف وعفَّة، لا بمهانة وذلَّة.

 

أقول هذا؛ لأنَّ زكاة المال أصبحتْ لدى البعض من التجَّار منَّة وأذى، وتكبرًا وقذى، والله يقول: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى ? [البقرة: 264]، فحَكَم الله عليها بالبطلان الأُخروي وإن أجزأتْ في الدنيا؛ لتلبُّسها بهذه الخبائث التي اتَّصف بها بعضٌ مِن عباد الله.

فصار إخراج الزكاة أشكالًا وأهوالًا!

 

وهاك بعض أشكال مخرجيها:

• فالبعض يعطي زكاةَ ماله، لبعض مَن يَعملون عنده، وربَّما نَقَصهم مِن رواتبهم، أو ألغى الحوافزَ والعمولات.

 

• والبعض منهم يعطي الفقيرَ، ويملي عليه كمًّا هائلًا مِن كلمات العلوِّ والترفُّع!

 

• والبعض يجزِّئها أجزاء صَغيرة؛ بل إلى دريهمات أو ريالات أو دنانير قليلة، على أمَّة مِن الناس، وهي - والله - لا تفي حاجة الطِّفل الصغير، فضلًا عن رَبِّ أُسرة، وصاحب عائلة؛ وذلك لتصيب أكبر قَدرٍ ممكن؛ فيكثر مادحوه! والله أعلم بالمقاصد والنيَّات.

 

• وآخرون يُعطُونها ليتَّخذوا بها عند مَن أعطوهم يدًا وصَنيعة؛ كمسؤول أو مرموق ونحوه!

 

• والبعض يعطي الزَّكاة، ويهمس في أذن الفقير: هذه زكاة مالي، وأرجوك أن تَدعو لي! - وهذا أَأْدبُهم - وكأن المال مقابل الدُّعاء!

 

وهكذا صارتِ الزَّكاةُ الواجبة المفروضة على الأغنياء تَخرج بأشكال وأطوار ممَّا لم يرضه الله ورسوله، ولا يقره دينُ الإسلام، وفي إخراج البعض لها مِن التلاعب ما يَندى له الجَبين!

 

فيا أيها الغني، اعلم أنَّ هذه الزكاة معلَّقة بذمَّتك، لا تبرأ إلا بتأديتِها؛ فأدِّها على الوجه الذي يُرضي اللهَ سبحانه وتعالى، واحذر أن تأتي معها بما يَخدشها أو يشوشها؛ فإنَّ الله سائلُك عن كلِّ صغيرة وكبيرة.

 

هذه نصيحة من مستغنٍ بالله عن خلق الله.

أرجو أن تلقى آذانًا مُصغية، وقلوبًا واعية.

أسأل اللهَ أن يلهمنا رشدَنا، ويقينا شرَّ أنفسنا.


"
شارك المقالة:
22 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook