قبل أن يتمّ اكتشاف الفيتامينات كانت المجموعات الغذائية الرئيسية تُصنّف إلى أربع مجموعاتٍ فقط، وهي الكربوهيدرات، والبروتينات، والدهون، بالإضافة إلى المعادن، ولكن تمّ اكتشاف بعض الأمراض التي لا تنتج عن السموم أو العدوى؛ حيث إنّ المسبب لهذه الأمراض كان نقص الفيتامينات. ويمكن القول إنّ اكتشاف الفيتامينات تمّ بشكل بطيء ومتدرّج، وبمساهمة العديد من الباحثين المتخصصين في عدّة مجالات.
كان اكتشاف الفيتامينات أمراً مهمّاً جداً للبشرية، فقد بدأ اكتشافها في الفترة بين أوائل القرن التاسع عشر، ومنتصف القرن العشرين، وكان كازيمير فانك (بالإنجليزية: Casimir Funk) أول من أطلق على الفيتامينات هذا الاسم، وهناك العديد من العلماء الذين ساهموا في اكتشاف الفيتامينات، ومن أهمّهم:
منذ القدم انتشرت بعض الأمراض الناتجة عن نقص الفيتامينات، والتي لم يكن سببها معروفاً في ذلك الوقت، وأدى ذلك إلى اكتشاف الفيتامينات كما نعرفها اليوم، ومن هذه الأمراض
شاع مرض بري بري (بالإنجليزية: Beriberi) في القرن السادس عشر، وعُرف بكونه مرضاً قاتلاً، فقد أدى إلى وفاة أكثر من مليون إنسان، ومن الجدير بالذكر أنّ هذا المرض قد ارتبط باستهلاك نظامٍ غذائيٍّ غنيٍّ بالأرز الأبيض، ولذلك فقد قام العالم كريستيان أيكمان (بالإنجليزية: Christiaan Eijkman)، بتجربةٍ على مجموعة من الدجاج، وقام بإعطائها نظاماً غذائياً يتكوّن من الأرز الأبيض، وقد أدى إلى ذلك إلى إصابتها بمرض بري بري، والغريب في الأمر أنّ الدجاج قد شُفي عندما تمّ إطعامه أرزاً كاملاً، وغير مقشور، ولذلك فقد اعتقد أنّ المرض ناتجٌ عن سمومٍ موجودة داخل حبات الأرز، وأنّ طبقة النخالة الموجودة خارجها تعادل تأثير هذه السموم، وبعد ذلك وضح العالم جيريت جريجنس (بالإنجليزية: Gerrit Grijns) أنّ هذا المرض ناتجٌ عن نقص في نوعٍ من المواد الغذائية المهمّة للجهاز العصبي. وفي الحقيقة فإنّ هذا المرض ناتجٌ عن نقص الثيامين أو ما يسمى بفيتامين ب1.
شاع مرض الأسقربوط (بالإنجليزية: Scurvy ) بين القوات البحرية؛ حيث إنّه أصاب ما يقارب مليوني بحار، ولذلك فقد قام العالم جيمس ليند (بالإنجليزية: James Lind) بإجراء التجارب لاكتشاف المسبّب لهذا المرض، ووجد أنّ تناول البحارة لليمون أو البرتقال كان فعّالاً في علاج هذا المرض، وفي الحقيقة فإنّ مرض الأسقربوط ينتج عن نقصٍ حادٍّ في فيتامين ج لمدة طويلة.
كان الكساح (بالإنجليزية: Rickets) حالةً شائعةً عند الأطفال في في شمال أوروبا وأمريكا، وقد لاحظ العالم جون بلاند سوتون إصابة بعض الحيوانات بهذا المرض، ولذلك فقد أوصى بإدخال زيت كبد الحوت، بالإضافة إلى عظامٍ مطحونة إلى حمية الأسود المصابة بالكساح، وكانت النتيجة إيجابية، فقد شُفيت الأسود من هذا المرض. وفي الحقيقة فإنّ مرض الكساح ناتجٌ عن نقص تمعدن العظام وتطوّرها، بسبب نقص فيتامين د في الجسم.
لاحظ العالم ماساميتشي موري (بالإنجليزية: Masamichi Mori) أنّ الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنةٍ وأربع سنوات، ويتناولون نظاماً غذائياً لا يحتوي على الحليب أو السمك يعانون من مرض العشى الليلي (بالإنجليزية: Night blindness)، والعديد من الأمراض الأخرى التي تصيب العين، وقد تحسنت حالة هؤلاء الأطفال عندما تناولوا زيت كبد الحوت، وفي الحقيقة فإنّ العشى الليلي مرتبطٌ بنقص فيتامين أ في الجسم.
بدأ ظهور مرض البلاغرا (بالإنجليزية: Pellagra) في بداية القرن التاسع عشر في فرنسا، وذلك عند بدء زراعة الذرة فيها، وقد ظهر هذا المرض بشكلٍ كبيرٍ عند الفقراء الذين كان نظامهم الغذائي يعتمد بشكلٍ رئيسيٍّ على تناول الذرة أو منتجاتها، دون التنويع في المصادر الغذائية الأخرى، إلّا أنّه لم يتمّ اكتشاف سبب هذا المرض في ذلك الوقت. وفي الحقيقة فإنّ مرض البلاغرا ناتجٌ عن نقص النياسين في الجسم، والموجود في اللحوم، والأسماك، والدجاج، والجبن، والعديد من المصادر الأخرى، كما يتسبب هذا المرض بالاضطرابات العصبيّة، والنفسية، كما يؤدي إلى ظهور قروح في الجلد، وإسهال، وقد يؤدي إلى الموت.