الحب من طرف واحد هو ذلك العذاب الذي يشقي المحب، الحب من طرف واحد هو ذلك الشعور غير المتبادل فأحدهم يشعر بكل مشاعر الكون والآخر لا يعلم أين أنت بهذا الكوكب، فقد أحضرنا لكم باقة من ما قيل في الحب من طرف واحد.
قصيدة ليت القلوب على نظام واحد للشاعر ابن القيسراني، اسمه محمد بن نصر بن صغير بن داغر المخزومي الخالدي، أبو عبد الله، شرف الدين بن القيسراني، وهو من شعراء العصر العباسي، وقد ولد ابن القيسراني بعكة عام 478 هجرياً ويعود أصله إلى حلب، وقد عمل ابن القيسراني في دمشق في إدارة الساعات التي على باب الجامع الأموي، ثمّ تولى خزانة الكتب في حلب، وقد توفي عام 548 هجرياً في دمشق.
ليت القلوب على نظام واحد
فإلام يهوى القلب غير مساعف
نمتم عن الشكوى وأرقني الجوى
أضللت قلبا ظل ينشد لبه
ونهت مدامعي الوشاة فرابهم
ولو أنهم سمعوا إلية عبرتي
أشكو إليك فهل عليك غضاضة
يا من إذا ما نمت أوقع بي الكرى
أما الرقاد فلو يكون بصحة
أهوى الغصون وإنما أضنى الصبا
ويهجيني برق الثغور وإن سما
بكرت على بالي الشباب تلومه
ما زال صرف الدهر يقصر همتي
وإذا الوفود إلى الملوك تبادرت
فلتعلمن ظلم الحوادث انني
يمضي العزائم وهي غير قواطع
باق على حك الزمان ونقده
يلقاك في شرف العلى متواضعا
وإذا دنت يمناه من مسترفد
أمنية للمعتفي ومنية للمعتدي
ولع بأسهم فكره فإذا رمى
يتصرف المتصرفون بأمره
لا تحسبوا أني انفردت بحمده
يا مسترق الماجدين بفضله
أقلامك القدر المتاح فما جرى
من كل أرقش مستهل ريقه
تزجي كتائبه الكتائب تلتظي
كم من ولي قلدته ولا ية
حتى إذا سلك العدو سبيلها
تستام امثال الكلام شواردا
تلك البلاغة ما تملك عفوها
ولقد لحظت الملك منهوب الحمى
ربيت بيت المال تربية امرئ
اشعرت نفسك منه يأس نزاهة
فممالك السلطان ساكنة الحشا
عطفت على يدك المساعي رغبة
وثنت أعنتها إليك مناقب
مجد على عرش السماك وهمة
وعلى يجوز بها المدى حسد
يا حبذا هم إليك أصارني
أنا روضة تزهى بكل غريبة
إن ساقني طلب الغنى أو شاقني
ومتى عددت إلى نداك وسائلي
حتى أعود من امتداحك حاليا
ما كانت الآمال تكذب موعدي
ما أكثر الغزاة الذين مروا وأحرقوا الأخضر واليابس، وما أشجع الذين ماتوا وهم يحاولون سد الثغرات في أسوار المدن، وما أقل الحالمين وما أقصر عمرهم، وما أجمل النساء وما أسرع تقلباتهن، وما أشد ارتفاع الطيور وما أوهن أجسادها، وما أثقل السحب وما أشح المطر، وما أعتى حكام هذا الزمان وكل زمان، وما أوهن ما شيدوا، ما أكثر الغناء دون طرب، وما أجمل كلمات الحب وأندر لحظات العشق، وما أصعب الحب عندما يكون من طرف واحد.
من أقوال أحمد شفيق بهجت وليس هناك غير حل واحد يقف أمام فساد الحياة وذلك حب الله، إنّ في الحب عنصراً خاصاً للمقاومة، الذين يحبون يقاومون عادة، وعلى قدر درجة حبهم تجيء صلابة المقاومة، هذا قانون من قوانين الكون.
فقط تذكرت كلمات جدتي حينما أخذتني إلى مدفن جدي للمرة الأولى، وقفت أمام السور الفاصل بين المقابر والطريق الرئيسي، وقالت: سور واحد يفصلنا عنهم، بين عتمة أبدية حتى إشعار آخر وبين مزيج من العتمة والضوء، الأحياء لا يتفقون على الحياة، فقد تجد شخصاً يطلب من الله عمراً مديداً والآخر يتمنى الموت الآن، هناك فرق بينهم، لكن حينما تتساوى المقامات ويعانق الموت الجميع، تصبح الحياة أمنية لن تتحقق، صدقني لا أحد خلف هذا السور لا يتمنى العودة لها حتى الذي ينعم في قبره يتمنى الخروج من هذه العتمة لفعل مزيد من الخير حتى ينعم أكثر فأكثر، فكل منهم أموات يتمنوا لو يعودوا يوماً ويخبروا من أحبوهمبصمت أنهم يحبونهم.
هل يعرف من لم يتوقع الرحيل باكراً..
أنّ الكلمات لا تنتظر..
أنّ كلمات الحبّ لا تغفر لاثنين..
من يحتفظ بها مكابرة أو لؤم..
وذاك الذي عن ظلم لم يمنح الآخر فرصة أن يقولها..
كثیر نجد نفسنا نحب بل نعشق شخص ونتخییل أنه ھذا ھو الحبیب..
قد نتوھم الحب ونعتقد أنّه الحقیقة ولیس خیال ولكن نصدم أن الطرف الثاني
لا یشعر بھذا الحب أي أن الحب من طرف واحد فقط ..
مذاق الحب من طرف واحد مذاق عجيب..
حلو..
مرّ..
مدمّر..
منعش..
كل المتناقضات في شعور واحد..
لا تستطيع أن تبقى ولا تستطيع أن ترحل..
لا تستطيع أن تنسى ولا تريد أن تتذكر..
لا تريد أن تفرض نفسك..
وتعجز عن إنكار ما في نفسك..