يعمل المسلم في الحياة الدنيا الأعمال الحسنة، ويتجنب المنكرات من أجل الوصول إلى رضى الله ومحبته، وبالتالي الفوز بجائزته التي وعد الله بها عباده المتقين وهي الجنة؛ حيث أعدها لعباده جزاءً لهم لما قدموه في الحياة الدنيا من أعمال صالحة، وقد جاء ذكر الجنة في الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، فقد جعل الله لكل مؤمن نصيب مما فعل من أعمال صالحة، وفي هذا المقال سنعرفكم على الأعمال الصالحة التي تُدخل صاحبها الجنة.
إن صحة العقيدة من الشروط الأساسية لدخول الجنة، بالإضافة إلى صحة العمل، فمن أخذ بأسباب دخول الجنة ولم تكن عقيدته صحيحة لا يدخل الجنة، وذلك لقوله تعالى: (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا) [الفرقان: 23]، كما أن الإيمان وحده لا يدخل الجنة، حيث إنّ الله عزّ وجل قرن الإيمان بالعمل الصالح، وبناءً على ذلك فإن العمل الصالح الذي يدخل الجنة هو العمل الخالص لوجه الله، والموافق للسنة.
التقوى تعني الخوف الجليل، والعمل بالتنزيل، والقناعة بالشيء القليل، والاستعداد للقاء الله عزّ وجل يوم القيامة، ويمكن تعريف التقوى على أنها طاعة الله كما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية، بهدف نيل ثوابه، وترك معصيته على نور منه، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بهدف التقرب منه، قال تعالى: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ)[آل عمران: 133].
ينبغي على العبد عندما يشعر بأنّ مصلحته تتعارض مع الحكم الشرعي، أن يلتزم بالحكم الشرعي، وأن يطيع الله ورسوله، قال تعالى: (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ) [النساء: 13].
يعتبر الجهاد من الأعمال التي تدخل صاحبها الجنة، سواءً كان ذلك جهاداً بالنفس أم جهاداً بالدعوة، قال تعالى: (فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبِيراً) [الفرقان: 52]؛ حيث إنّ الجهاد في سبيل الله أحد أكبر أسباب دخول الجنة، قال تعالى:(إِنَّ اللَّـهَ اشتَرى مِنَ المُؤمِنينَ أَنفُسَهُم وَأَموالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقاتِلونَ في سَبيلِ اللَّـهِ فَيَقتُلونَ وَيُقتَلونَ وَعدًا عَلَيهِ حَقًّا فِي التَّوراةِ وَالإِنجيلِ وَالقُرآنِ وَمَن أَوفى بِعَهدِهِ مِنَ اللَّـهِ) [التوبة: 111].
يكون طلب العلم لوجه الله عزّ وجل بحضور المسلم مجالس العلم لا يبتغي إلا وجه الله عزّ وجل، وأن يكون الهدف منها التعرف إلى الله من خلالها، وأن يعرف أوامره ونواهيه، كما يجب التعرف على سنة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال: (من سلك طريقا يلتمس فيه علما ، سهل الله له طريقا إلى الجنة) [صحيح].
يعتبر الخلق أحد أسباب دخول الجنة، لأنّ الإيمان هو الخلق، فمن زاد في الخلق زاد في الإيمان، حيث إنّ الله عزّ وجل عندما أراد أن يمدح نبيه صلى الله عليه وسلم مدح خلقه فقال: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾[القلم: 4].
موسوعة موضوع