أسماء الله الحسنى

الكاتب: مروى قويدر -
أسماء الله الحسنى

أسماء الله الحسنى.

 

 

عدد أسماء الله الحسنى:

 

تتعدّد العلوم التي يمكن للإنسان أن يتعرّف إليها، ومن أهم هذه العلوم وأعظمها؛ العلم بالله -تعالى- من خلال تعلّم أسمائه وصفاته، وذلك من خلال الرجوع إلى القرآن الكريم، والسّنة النبوية الشريفة، قال تعالى: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا)، حيث تدفع هذه العلوم المسلم للتقرب إلى الله -تعالى- من خلال التّعرف عليه، وقد أوصى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بضرورة تعلّم أسماء الله الحسنى، وحفظها، وفهم معانيها، والعمل بمقتضاها، وقد جُعل جزاء من يحصيها دخول الجنّة، قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (إنّ للهِ تسعةٌ وتسعين اسمًا، مائةً إلّا واحدًا، مَن أحصاها دخلَ الجنةَ).


والعدد المذكور في هذا الحديث لا يعني أنّ لله -تعالى- فقط تسعاً وتسعين اسماً، وإنّما المقصود أن من أحصى هذه الأسماء كان جزاؤه الجنة، فأسماء الله كثيرة لا تعدّ ولا تحصى، ودليل ذلك ما ورد في الحديث الشّريف عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سميتَ به نفسَك، أو علَّمتَه أحدًا من خلقِك، أو أنزلتَه في كتابِك، أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندَك)، فهذا الحديث يدلّ على كثرة أسماء الله الحسنى، وأنّها ليست مقتصرة على عدد تسعة وتسعين، ومن الجدير بالذكر أن الإيمان بأسماء الله الحسنى متوّقفٌ على ثلاثة أركان، أوّلها: أن يؤمن المسلم بالاسم، ثاينهما: أن يؤمن بدلالة الاسم من المعنى، وثالثها: أن يؤمن بما يترتّب على هذا الاسم من آثار في حياة المسلم، فيؤمن العبد أن الله غفور ويغفر لعباده، فهو ذو مغفرة عظيمة، ورحيم رحمته وسعت كل شيء، فيدخل عباده ومن يشاء في رحمته.

 

أسماء الله الحسنى ومعانيها:

 

لقد تميّز القرآن الكريم بعدّة خصائصٍ وميّزاتٍ، ومنها أنّه احتوى في سوره وآياته على الكثير من أسماء الله الحسنى، وهذه الأسماء تدلّ على عظمة الله -تعالى- وقدرته، وغاية ورود أسماء الله وصفاته هو تعريف الإنسان بخالقه -عز وجل- وتوحيده، وربط كيانه العقلي وتفكيره بالله تعالى، فيتحرر الإنسان وعقله من الشوائب والشبهات، ويؤدي وظيفته في إعمار هذا الكون.


وأسماء الله التّسعة والتّسعون كما وردت عن الإمام التّرمذي هي: الرّحمن، الرّحيم، الملك، القدّوس، السّلام، المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبّار، المتكبّر، الخالق، البارئ، المصوّر، الغفّار، القهّار، الوهّاب، الرّزّاق، الفتّاح، العليم، القابض، الباسط، الخافض، الرّافع، المعزّ، المذلّ، السّميع، البصير، الحكم، العدل، اللّطيف، الخبير، الحليم، العظيم، الغفور، الشّكور، العليّ، الكبير، الحفيظ، المقيت، الحسيب، الجليل، الكريم، الرّقيب، المجيب، الواسع، الحكيم، الودود، المجيد، الباعث، الشّهيد، الحقّ، الوكيل، القويّ، المتين، الوليّ، الحميد، المحصي، المبدئ، المعيد، المحيي، المميت، الحيّ، القيومّ، الواجد، الماجد، الواحد، الصّمد، القادر، المقتدر، المقدّم، المؤخرّ، الأوّل، الآخر، الظّاهر، الباطن، الوالي، المتعالي، البَرّ، التّواب، المنتقم، العفوّ، الرّؤوف، مالك الملك، ذو الجلال والإكرام، المقسط، الجامع، الغنيّ، المغني، المانع، الضّار، النّافع، النّور، الهادي، البديع، الباقي، الوارث، الرّشيد، الصّبور، وفيما يأتي تعريفٌ ببعض هذه الأسماء:

  • الآخر: أي دائم البقاء، لا نهاية لوجوده.
  • الباسط: يعطي رزقه ويقدّره لمن يشاء من عباده.
  • الباطن: يُعرف من خلال دلائل قدرته، وعظيم خلقه، فهو لا يُرى في الحياة الدّنيا.
  • البديع: خلق الكون وما فيه بإبداعٍ وإتقانٍ لا يُعرف له مثيل.
  • البصير: يرى كلّ شيءٍ في هذا الكون، ولا يخفى عليه شيء.
  • التّواب: يتوب على عباده، ويغفر لهم كلّما أذنبوا.
  • الحفيظ: يحفظ الكون، وما فيه من السّماوات، والأرض، والكواكب، من أن يحدث فيها أي خللٍ، ويحفظ النّظام في الحياة.
  • الحكم: عادلٌ بين عباده، يقضي بينهم بالعدل والحقّ.
  • الحكيم: يضع الأمور في مواضعها الصّحيحة، ولا يفعل إلا الحق والصواب.
  • الحميد: يستحقّ الحمد والشّكر على ما يقدّم لعباده، فيحمدوه في كلّ المواطن، في فرحهم وحزنهم.
  • الرّؤوف: يريد الخير لعباده، وييسّر لهم ما يخفّف عنهم في حياتهم.
  • الرّازق: يرزق عباده ما يحتاجونه لتسير حياتهم بالشّكل الصّحيح.
  • الرّحمن: رحيمٌ بعباده جميعاً، وهو اسمٌ خاصٌّ بالله تعالى، ومشتقٌّ من الرّحمة التي وسعت كلّ شيء.
  • السّلام: منزّهٌ ومبرّؤٌ من أيّ عيبٍ أو نقص.
  • السميع: يسمع كلّ شيء، ولا يغيب عنه أيّ صوت، فهو يسمع كلّ ما يحصل في السماوات والأرض.
  • العزيز: ذو عزّةٍ، ومنعةٍ، وقوّةٍ، لايغلبه شيء.
  • العفوّ: يعفو عن عباده، ويغفر ذنوبهم، ويتوب عليهم.
  • العليم: يعلم كلّ ما يحدث في هذا الكون، ويعلم كل ما يفعله عباده.
  • الغنيّ: متصّفٌ بصفات الكمال، فلا يحتاج من خلقه شيء، بل الجميع محتاجون إليه.
  • الرّزّاق: يرزق عباده، ويكون رزقه على نوعين؛ الأوّل هو العام: ويكون هذا الرّزق للجميع، حتى يستطيعوا الحياة، فلا أحد مستثنى منه، صغيراً كان أم كبيراً، مسلماً أو كافراً، والثّاني هو الخاصّ: حيث إن هذا الرّزق نافعا ودائماً في الدّنيا والآخرة، وهو على يد رسول الله، ويكون إمّا من خلال رزق قلوب العباد للحقّ، واليقين، والإيمان بالله، فتهتدي للطّريق المستقيم، وإمّا برزق البدن بما يحلّ له من الأرزاق.

 

آثار معرفة أسماء الله الحسنى:

 

إنّ لمعرفة أسماء الله الحسنى وتعلّمها، آثارٌ كبيرةٌ في حياة المسلم، وفيما يأتي ذكرٌ لبعض هذه الآثار:

  • سببٌ في دخول جنّات النّعيم.
  • سبيلٌ لمعرفة الله تعالى، فعندما يعرف المسلم ربّه؛ يتقرّب إليه أكثر، ويفعل ما أمره به، ويتجنّب ما نهاه عنه.
  • أساسٌ لسائرالعلوم والعبادات، فكلّما عرف المسلم ربّه أكثر عظّمه أكثر.
  • سببٌ في استجابة الله -تعالى- لدعاء المسلم، وقد كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يدعو الله -تعالى- بأسمائه.
  • نيل محبّة الله، فالمسلم الذي يحبّ أسماء الله ويعرفها، فإنّ الله -تعالى- يحبّه.
  • السّلامة من الأمراض القلبيّة؛ كالحسد، والبغض، والكِبر، والرّياء.
  • سببٌ في ذهاب هموم المسلم وأحزانه، وانقضاء الشّدائد التي يمرّ بها.
  • الارتقاء في المنزلة، فكلّما عرف المسلم ربّه ارتقى بمنزلته عند الله.
  • حصول السّعادة في القلب، وانشراح الصّدر، وسكينة النّفس.
  • خشية المسلم لله أكثر، فكلّما عرف المسلم الله أكثر، زادت الخشية، والخوف في قلبه، فيزداد قرباً بالطّاعات.
  • تحقّق مبدأ إحسان الظّن بالله تعالى.
  • نزول الخيرات والبركات، ودفع الشّرور والأضرار.
  • سببٌ في شفاء الإنسان من الكثير من الأمراض التي تصيبه.
شارك المقالة:
98 مشاهدة
المراجع +

موسوعة موضوع

هل أعجبك المقال
0
1

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook