يُعرَّف مرض الإيدز أو متلازمة نقص المناعة المكتسبة (بالإنجليزية: Acquired immunodeficiency syndrome) ِواختصاراً AIDS على أنَّه حالة مرضيَّة مزمنة قد تُهدِّد حياة الأشخاص المصابين بها، والتي تنتج عن الإصابة بفيروس العوز المناعي البشري (بالإنجليزية: Human immunodeficiency virus) واختصاراً HIV، إذ يهاجم ويُدمِّر هذا الفيروس نوعاً معيَّناً من الخلايا المناعيَّة في الجسم يُطلق عليها اسم خلايا كتلة التمايز 4 (بالإنجليزية: cluster of differentiation 4) واختصاراً CD4، ودون وجود هذه الخلايا يكون من الصعب على الجسم محاربة الالتهابات وبعض أنواع السرطان، لذلك يمكن القول بأنَّ فيروس نقص المناعة البشري إذا تُرك دون علاج قد يُدمِّر جهاز المناعة تدريجيّاً، وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّ هذا الفيروس يُسبِّب بداية الإصابة بعدوى فيروس نقص المناعة البشريَّة، وفي الحالات المتقدِّمة منه يُسبِّب الإصابة بمرض الإيدز.
بداية يظهر على المصابين بعدوى فيروس نقص المناعة البشرية أعراض مشابهة لأعراض الإصابة بالإنفلونزا، وتظهر عادة بعد فترة تتراوح ما بين أسبوعين إلى ستة أسابيع من الإصابة بالعدوى، وتستمرُّ هذه الأعراض في الظهور عادة لمدَّة أسبوع إلى أسبوعين، وقد تمتدُّ لفترة أطول في بعض الحالات، ومن الجدير بالذكر أنَّ ظهور هذه الأعراض يدلُّ على مقاومة جهاز المناعة للفيروس، وبعد ذلك يبقى هذا الفيروس كامناً في الجسم ولا يُسبِّب ظهور أيَّة أعراض لعدَّة سنوات، ومن الأعراض الأوَّلية التي تظهر بعد الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري ما يأتي:
وتجدر الإشارة إلى أنَّ ظهور هذه الأعراض لا يعني بالضرورة الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري، إذ إنَّ هذه الأعراض ترافق العديد من الحالات الصحيَّة الأخرى، كما أنَّ العديد من الأشخاص المصابين بهذا الفيروس قد لا تظهر عليهم أيَّة أعراض فور الإصابة به، ويجدر التنويه إلى أنَّه وعلى الرغم من أنَّ الأعراض التي تظهر في المرحلة الأوَّلية من الإصابة بعدوى فيروس نقص المناعة البشري تكون خفيفة لدرجة أنَّها قد تحدث دون أن يلاحظها الشخص المصاب بشكل واضح، إلا أنَّه في هذه الفترة من المرض تكون كميَّة الفيروس أو ما يُعرَف بالحمل الفيروسي (بالإنجليزية: Viral load) في الجسم مرتفعة جدّاً، مما يؤدِّي إلى انتشار الفيروس خلال المراحل الأولى بشكل أسرع من المراحل الأكثر تقدُّماً من المرض، فكما ذكر سابقاً يهاجم هذا الفيروس عدداً كبيراً من خلايا كتلة التمايز 4 بمجرَّد دخوله للجسم، ثم ينتشر بسرعة إلى العديد من أجهزة الجسم الأخرى.
وكما ذكر سابقاً فإنَّ بعض الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشري قد لا تظهر عليهم أيَّة أعراض لمدَّة قد تمتدُّ من عدَّة أشهر إلى عدَّة سنوات، وبالرغم من ذلك يجب على الأشخاص الذين ظهرت عليهم تلك الأعراض وكانوا معرَّضين لخطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري خلال الأسابيع الستة الماضية، إجراء فحوصات الإصابة بالفيروس، ومتابعة نتائجها ومراجعة الطبيب في حال كانت نتيجة الفحص إيجابيَّة، وذلك للبدء في العلاج في أقرب وقت ممكن، ولاتخاذ الخطوات اللازمة للحدِّ من خطر انتشار الفيروس، وذلك لارتفاع نسبة خطر انتشاره للآخرين وإصابتهم بالعدوى خلال المرحلة الأوَّلية من الإصابة بفيروس نقص المناعة البشريَّة وبالرغم من عدم ظهور أيَّة أعراض في بعض الحالات، وأما في حال كانت نتيجة الفحص سلبية، فيجب على الشخص السعي لمعرفة طرق الوقاية من الإصابة بالفيروس واتباعها، مثل اتباع أساليب الوقاية قبل التعرُّض (بالإنجليزية:Pre-exposure prophylaxis) واختصاراً PrEP، والتي تساعد على منع الإصابة بالفيروس لاحقاً.
أما بعد اختفاء الأعراض الأوَّلية للإصابة، فإنَّ الفيروس قد لا يتسبَّب بظهور أيَّة أعراض أخرى لمدَّة قد تصل إلى عدَّة سنوات كما ذكر سابقاً، ويُطلق على هذه الفترة اسم فترة عدوى فيروس نقص المناعة البشري غير المصحوبة بالأعراض (بالإنجليزية: asymptomatic HIV infection)، ويكون خلالها الفيروس نشطاً ويستمرُّ بإلحاق الضرر بالجهاز المناعي للجسم، إذ قد يستمرُّ ذلك لمدَّة طويلة تُقدَّر بعشر سنوات تقريباً، إذ لا يظهر على المصاب أيَّة مشاكل صحيَّة، بل يظهر وكأنَّه بصحَّة جيِّدة.
يستمرُّ فيروس نقص المناعة البشري بعد المرحلة الأولى من الإصابة بالعدوى بالتكاثر ولكن بمستوى أكثر انخفاضاً، وبشكل عام فإنَّ الأعراض الأكثر حدَّة من المرض لا تظهر لعدَّة سنوات عند الأشخاص المصابين، ومن هذه الأعراض الإصابة بالعدوى الانتهازيَّة (بالإنجليزية: Opportunistic infections)، وهي عبارة عن التهابات وسرطانات مرتبطة بالعدوى وتحدث بشكل متكرِّر وأكثر حدَّة لدى الأشخاص الذين يمتلكون جهازاً مناعيّاً ضعيفاً، وتجدر الإشارة إلى أنَّه من دون تلقِّي أيِّ علاج من علاجات الفيروس، فإنَّ فيروس نقص المناعة البشري في الغالب سوف يتطوَّر إلى مرض الإيدز خلال عدَّة سنوات قد تُقدَّر بعشر سنوات لدى البعض، أو أكثر أو أقل من ذلك لدى البعض الآخر، وكما تم ذكره يُعدُّ مرض الإيدز المرحلة المتقدِّمة من عدوى الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري، إذ إنَّه عندما يضعف جهاز المناعة بشكل كبير فإنَّه يصبح من الصعب على الجسم مقاومة الإصابة بالعدوى وبعض أنواع السرطان، وفي هذه المرحلة من المرض يعاني المصاب من حدوث بعض الأعراض الحادَّة والخطيرة، ومن الأمثلة على هذه الأعراض ما يأتي:
العربية
