أعمال الخير والنفع المتعدي

الكاتب: المدير -
أعمال الخير والنفع المتعدي
"أعمال الخير والنفع المتعدي

 

حبذا لو أُخذ بعين الاعتبار أثناء الإقدام على عمل خيري مسألةُ النفع اللازم والنفع المتعدي.

بعض الأعمال يكون نفعها لازمًا لمستفيد أو مجموعة من المستفيدين، أو يكون نفعها وقتيًّا، بينما هناك أعمال يكون نفعها متعديًا؛ بحيث يكون لها أثر إيجابي ومتنوع على مجموعات أخرى أو على نفس المجموعة بنفع إضافي أو مستمر يحصل بها الأجور على مر الزمن بإذن الله.

 

بعض الأمثلة للتوضيح:

• بناء مسجد لإقامة الصلوات، مقارنة بمسجد تقام فيه الصلوات ويكون به فصول لتحفيظ القرآن وتدريسه وتقام به برامج دعوية.

• مشروع تفطير، مقارنة ببرنامج تفطير يصاحبه برامج دعوية.

• مساعدة فقير أو محتاج، مقارنة بمساعدة محتاج يدرس القرآن أو يكون داعية، أو طالب علم أو مجاهدًا؛ بحيث تكون المساعدة إعانة لهم على خدمة الأمة وتقويتها.

• حفر بئر للسُّقيا، مقارنة بحفر بئر للسُّقيا في منطقة يكون بها مسجد ومعاهد للتعليم وتدريس العلوم الشرعية.

 

أيضًا نضع هذه النقطة في الاعتبار عند المقارنة بين المشاريع المختلفة، ومن الأمثلة:

• مشروع كفالة الأسر المحتاجة أو الأيتام، مقارنة بمشروع لتأهيلهم ليصبحوا منتجين ويصلوا لدرجة الكفاف والاستغناء بإذن الله.

• حفر بئر للسُّقيا، مقارنة بكفالة داعية يدعو غير المسلمين إلى التوحيد؛ بحيث يسلمون وينجبون أبناء مسلمين تُسجَّل أجور أعمالهم في ميزان المحسن إلى يوم القيامة.

 

قد تصبح المقارنة أصعب في بعض المشاريع، وتحتاج لاستشارة المختصين وأخذ رأي أهل العلم، ومن الأمثلة:

• إغاثة المسلمين في المناطق المنكوبة، مقارنة ببناء مسجد.

• بناء جامع، مقارنة بإنشاء معهد علمي لتأهيل الدعاة.

 

ملاحظة:

ما ذُكر أعلاه لا يعني مطلقًا التقليل من خيرية المشاريع ذات النفع اللازم؛ فديننا الحنيف حثنا على بناء المساجد، وكفالة الأيتام، والسقيا، والإطعام.

ولا شك أن الأفضل لمن لديه القدرة أن يقوم بتنفيذ المشاريع من كافة أبواب الخير، ولكن يجب ألا تهمل مشاريع النفع المتعدي، والمؤمن الفطن يجعل له سهمًا في كل أمر خير يُعرض عليه.


"
شارك المقالة:
73 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook