تأملْ تلكَ النعمةَ العظيمةَ التي لَا أعظمَ مِنْهَا!
نعمةُ الهدايةِ للإسلامِ.
تخيَّلَ لو أَنَّكَ وُلِدتَ لأبويين وثنيين، أو يهوديين، أو نصرانيين، أو مجوسيين، أو هندوسيين، أو غير لك من مللِ الكفرِ، فنشأتْ تعبدُ وثنًا، أو تركعُ لصليبٍ، أو تعبدُ نارًا، أو تسجدُ لبقرةٍ، وتجدُ مَنْ يُزيِّنُ لك ذلك، ويُثني على فِعَالِك.
ومن كانَ كذلك كانَ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ، ليس بينه وبين أَنْ يَهوِي فيها إِلا أَنْ يموتَ وهو كذلك.
هَلْ تظنُ أَنَّكَ اهتدَيتْ لفرطِ ذَكَائِك؟ أَوْ بحسنِ تدبِيرِكَ؟ أو من أجلِ حكمتِكَ البالغةِ؟
فاحذرْ يا عبدَ اللهِ، واحذري يا أمةَ اللهِ أنْ يكونَ حالُك كحالِ أولئك الذين قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فيهم: ? وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى ?[5].
اللهم لك الحمد بالإسلام، ولك الحمد بالإيمان، ولك الحمد بالقرآن، هديتنا من الضلالة، وعلمتنا من الجهالة وبصرتنا من العمى، اللهم كما هدينا للإسلام ثبتنا عليه حتى نلقاك.
تم الجزء الرابع من: (دُرُوسٌ فِي التَّدَبُرِ)
نسأل الله أن يتقبله بقبولِ حسنٍ، وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم، وأن يختم لنا برضوانه.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.