قال الله تعالى: ( لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ ۙ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ۙ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ * ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ * ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) سورة التوبة (25-27)، فيذكر بأنّ غزوة حنين قامت بين المسلمين بقيادة رسول الله محمد صلّى الله عليه وسلّم، ومشركي هوازن وثقيف بقيادة مالك بن عوف النصري، وأعزّ سبحانه وتعالى المسلمين بالنصر، ويُقال بأنّ موقع حادثة حنين في منطقة بين الطائف ومكة.
لقد شعرت بعض القبائل من المشركين بالخوف من المسلمين والدين الإسلامي، وشعروا بالخطر حيال انتشار الإسلام بين الأمم؛ فقرّرت بعض القبائل كهوازن وثقيف وبعض القبائل الصغيرة الأخرى من المشركين غزو المسلمين وضربهم ضربة قاسية تقضى على المسلمين والدين الإسلامي وتمنع انتشاره، واحتشدوا وأعدّوا عدّتهم بقيادة مالك بن عوف.
بلغ خبر الإعداد والهجوم التابع للمشركين إلى رسول الله محمد صلّى الله عليه وسلمّ، فأمر بالتأكّد من الخبر، فبدأ المسلمون بإعداد القوة والعتاد لمقابلة جيش المشركين حيث بلغ عدد الجنود المسلمين ما يقارب الاثني عشر ألفاً من المقاتلين والفرسان، وتحركوا بأنفسهم وعتادهم إلى حنين لاستقبال جيش المشركين بالقوة ومحاربتهم للفوز بالنصر.