يحدث أن نمرض فيتأخر العلاج، ثم ننزوي إلى أنفسنا، ونبتعد عن كل المتع وعن كل من نحب.
ولعلنا نفشل في الحب؛ فنكفُر بكل العلاقات الإنسانية التي تجمعنا، فنرفع جدران العزلة لنبتعد عن الجميع.
وقد نخسر عزيزًا؛ فتتحول الدنيا بعده إلى أرض قفر موحشة، فنفقد الثقة في كل من حولنا، فلا نقترب من أحد، ولا نترك مجالًا لأحد في الاقتراب منا.
وربما نُمنع متعة من متع الدنيا؛ مالًا، منصبًا، ولدًا... فندخل في صراع مع النفس: لماذا أنا؟
فنصبح بكل بساطة أرضًا خصبة يدخلها اليأس من كل جانب، لكن هل تكفي هذه الأسباب لنفتح الباب أمام الموت البطيء بهذا الشكل البشع؟
لماذا لا نقرأ ما يصيبنا بشيء من التفاؤل والأمل، ونتقبله بشيء من الإيمان والرضا؟
فنرى المرض ابتلاء، والفشل في الحب اختبارًا، والفقد درسًا في الصبر، والمنع عطاءً ولو بعد حين.
لماذا لا ننظر إلى هذه الأمور بنظرة يقين وإيمان في الله تعالى؟ فهو قادر على أن يرفع عنا كل بلاء.
فلن يطول ليل ما دامت الشمس تشرق، ولن يضيع عبدٌ اللهُ مولاه.
لم تكن هذه اختياراتنا حتى نهرب إلى الظلام، ونقبع في هامش الحياة، إنها باختصار هدايا وعلينا قبولها بفرح وإيمان؛ فالله لا يأخذ إلا ليعطي بسخاء، الله يكرمنا، فهل نرفض عطاياه؟
اليأس يدخل من باب الشيطان؛ فأغلقوه بالدعاء والتضرع إلى الله.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.