إلتهاب المفاصل

الكاتب: نور الياس -
إلتهاب المفاصل

إلتهاب المفاصل.

 

 

إلتهاب المفاصل

 

إلتهاب المفاصل هو إلتهاب لمفصل أو أكثر، كثيراً ما يكون مصحوباً بألم و تورم و تيبس و احمرار. و تتباين الأعراض كثيراً، ابتداءاً من وجع خفيف إلى تشوه شديد. و هو واحد من أكثر المشاكل الصحية انتشاراً و إحداثاً للإعاقة. و يمكن أن يحدث كمشكلة منفردة، أو إضافة لحالات أخرى مثل إلتهاب القولون أو الصدفية أو عدوى مثل السيلان.

و لا يوجد شفاء لإلتهاب المفاصل، إلا أن الألم و الإعاقة يمكن تخفيفهما بصورة كبيرة بنهج شمولي، يشمل الأدوية و المكملات و الرياضة و أساليب العقل و الجسم و العلاج الغذائي و الوخز الإبري .

 

الأسباب :


يوجد أكثر من مائة نوع من إلتهاب المفاصل، و لكن أكثرها انتشاراً إلتهاب المفاصل العظمي و إلتهاب المفاصل الرثياني. و تشمل الأنواع الأخرى الفقار القسطي ( إلتهاب في العمود الفقري )، و التصلب الجلدي ( مرض في النسيج الضام يجعل الجلد سميكاً و صلباً )، و الذئبة.
و إلتهاب المفاصل العظمي أكثر أنواع إلتهاب المفاصل شيوعأً. و يحدث بشكل رئيسي في الأشخاص الذين تجاوزوا الستين من العمر، و يتميز بتآكل متزايد لغضاريف المفاصل نتيجة لفرط البلى و التمزق ( عوامل التعرية و التآكل الناتجة عن الشيخوخة ). و بتآكل الغضروف الواقي، تتعرى العظام داخل المفصل مسببة الألم .

و يمكن أن تساهم عوامل عديدة أخرى في هذا البلى و التمزق، أحدها السمنة التي تضيف إجهادأً غير ضروري على المفاصل الحاملة للوزن، مثل تلك التي في أسفل الظهر و الركبتين و الوركين، و كلما زاد وزن الشخص، زاد الواقع على المفاصل مسبباً سحق الغضاريف حولها بشكل أسرع .

و يمكن أن يكون الكسل البدني ضاراً للمفاصل كفرط الاستخدام، فنقص الرياضة أو غيرها من النشاط البدني يمكن أن يضعف العضلات التي تدعم المفاصل، و يقلل مرونة المفاصل. و تزيد هذه المشاكل من خطر حدوث الإصابات التي قد تؤدي إلى إلتهاب المفاصل، و يقلل مرونة المفاصل. و تزيد هذه المشاكل من خطر حدوث الإصابات التي قد تؤدي إلى إلتهاب المفاصل العظمى .

و يمكن أن تزيد الإصابات و الأمراض الإلتهابية مثل النقرس ( أنظر رابط النقرس )، و التشوهات الخلقية في المفاصل، من خطر الإصابة بإلتهاب المفاصل العظمى ( النقرس اضطراب في الأيض يسبب نوبات من إلتهاب المفاصل ) .

و إلتهاب المفاصل الرثياني ( الروماتويد ) هو أحد أمراض المناعة الذاتية، و هي حالة فيها يهاجم الجهاز المناعي الجسم نفسه. و المناطق التي كثيراً ما تصاب هي الأصابع و الرسغان و الكتفان و الركبتان و الوركان و الرقبة .

و يصيب إلتهاب المفاصل الرثياني، مثل إعتلالات المناعة الذاتية الأخرى، النساء مرتين أو ثلاث مرات أكثر  مما يصيب الرجال. و يبدأ عادة في سن الرشد المبكرة أو منتصف العمر، و لكنه قد يتطور في وقت لاحق من العمر.

و مع أن التوتر العاطفي و النفسي لا يسبب إلتهاب المفاصل، إلا أنه قد يسبب اندلاعات للأعراض ؛ إذ إن العضلات تصبح مشدودة عند التوتر، و هذا الشد يمكن أن يزيد الم المفاصل.

 

الوقاية :


ليس هناك من سبيل لمنع إلتهاب المفاصل الرثياني، و لكن يمكن تقليل أرجحية الإصابة بإلتهاب المفاصل العظمي و ربما النقرس .
و لأخذ الحذر من إلتهاب المفاصل الرثياني، حاول تجنب أي شيئ يضيف إجهاداً غير عادي على المفاصل الحاملة لوزن الجسم، مثل السمنة .

و من المهم أيضاً أن تقلل خطر حدوث إصابات عند الانخراط في نشاط بدني و ذلك بإرتداء ملابس و أجهزة واقية، و إلتماس الرعاية الجيدة لأي إصابة ناتجة عن فرط الاستخدام، و إتاحة الوقت الكافي لأيٍ من هذه الإصابات لكي يلتئم، ذلك لأن كثيراً من الإصابات، خاصةً أثناء نشاط رياضي، قد تؤدي إلى إلتهاب المفاصل العظمى في وقت لاحق من العمر، و بين هذه الإصابات تلف الأربطة الذي يسبب عدم ثبات المفصل و إصابة الغضاريف التي تؤدي إلى التلف التنكسي. و قد يسبب كسر أيضاً انحرافات في تراصف الأطراف السفلي تدفع مفصلاً على حمل للوزن بشكل غير متناسق، و هو ما يؤدي إلى تآكل غير مستوٍ في الغضروف. و الإصابة المباشرة للمفصل أو لتركيبات المفصل – عادةً الغضروف الهلالي أو الرباط الصليبي الأمامي في الركبة، أو إصابة المفاصل العظمى. و بينما يحدث إلتهاب المفاصل في الأطراف العلوية نتيجة إصابة، إلا أن ذلك اقل احتملاً أن يغير من نشاط المريض ؛ إذ أن الأطراف العليا لا تحمل ثقل الجسم.

و تناول غذاء صحي قد يساعد في منع النقرس، فالنقرس يحدث عندما يتجمع حمض البوليك في الجسم ( و حمض البوليك من فضلات البروتين يطرد في البول في الأحوال الطبيعية )، إما لأن الجسم يزيد من إنتاجه، و إما لأن الكليتان لا تتخلصان منه بقدرٍ كافٍ. و تكون المستويات العالية من حمض البوليك في الجسم بلورات في المفاصل. غالباً في اصبعي القدمين الكبيريتين، مسببة ألماً و إلتهاباً .

و ينتج حمض البوليك من تفكك البيورينات، و هي مركبات تشكل جزءاً من كل أنسجة الجسم و توجد في أطعمة كثيرة. و يزيد من خطر حدوث النقرس تناول الكحول و الأطعمة الغنية بالبيورينات، مثل لحم الأعضاء و الرنجة و الأنشوفة و السردين.

استفسار طبي :
كيف يمكنني أن أعرف أنني مصاب بإلتهاب المفاصل؟

إن كان لديك أيٍ من الأعراض التالية، فقد تكون مصاباً بإلتهاب المفاصل و عليك أن ترى طبيبك:
•    مفاصل متيبسة في الصباح و تنفك متى بدأت الحركة.
•    ألم مفصلي طول اليوم و يعوق النوم أحياناً.
•    ألم مفصلي و تيبس يبدأ أو يشتد بعد الرياضة.
•    ألم يصاحبه إحساس بالإحتكاك الخشن أو صوت طقطقة عند حركة المفصل المصاب.
•    تورم حول المفصل.
•    سخونة حول المفصل.
•    نقص في الوزن غير مبرر، أو حمى، أو ضعف غير مصاحب لألم المفاصل.

 

التشخيص :


كلما كان تشخيص إلتهاب المفاصل مبكراً ؛ كان ذلك أفضل. إذ أن المرض يتزايد، و قد يفيد العلاج في إبطاء أو منع تلف أكبر للمفاصل. و يمكن للأطباء تشخيص إلتهاب المفاصل عادةً بناءً على الأعراض و العلامات الجسمية للمرض، مثل وجود سائل حول المفصل المصاب، و كذلك تورم، و ألم عند لمس المنطقة المصابة أو سخونة بها، و أحياناً تجرى اختبارات لتعيين نوع و مدى إلتهاب المفاصل، و منها فحوصات الدم و البول، و كذلك الأشعة السينية على المفاصل.

 

العلاجات :


مع أنه لا يوجد شفاء لإلتهاب المفاصل، إلا أن كثيراً من العلاجات التكاملية يمكن أن تفيد في تقليل المشقة و تساعد على منع تلف أكثر على المدى الطويل.

•    الجراحة :

عندما يكون إلتهاب المفصل شديداً و لا تفيد العلاجات الأخرى، قد تلزم الجراحة للحم أو صقل أو إعادة وضع العظام أو إحلال مفصل صناعي مكان المفصل المصاب.
•    الطب الصيني التقليدي و الوخز الإبري :
يمكن أن يخفف الوخز الإبري (أنظر رابط الوخز الإبري) من ألم الإلتهاب المفصلي العظمي للركبة .

•    المداواة المثلية :

علاج إلتهاب المفاصل الرثياني بالمعالجة المثلية ( أنظر رابط المعالجة المثلية ) يقلل الألم و التيبس و يحسن قوة القبضة .

•    أيورفيدا :
بعض الأعشاب المستخدمة في هذا النظام للطب الطبيعي من الهند تستخدم لتخفيف ألم إلتهاب المفاصل. و تشمل كرز الشتاء ( ويثانيا سومنيفيرا )، و البوصويليا ( بوصويليا سيراتا )، و الكركم ( كوكورما لونجا )، و الزنجبيل ( زنجبيرس أوفيشينالي ). و بعض الأعشاب توضع على الجلد و بعضها يؤكل .

•    المعالجات الجسدية :
و تشمل العلاجات الت تستخدم طرق المعالجة اليدوية للجسم و الإدارك الحركي لمساعدة المريض على الاسترخاء و تحسين بنية و عمل الجسم، المداواة بالمياه، و اليوجا و التدليك و المعالجة باليدين و العلاج الحركي، كلها أساليب للمعالجات الجسدية التي تستخدم لتخفيف أعراض إلتهاب المفاصل.

•    المسكنات :
تستخدم أدوية مثل أسيتامينوفين لتخفيف ألم إلتهاب المفاصل. و الأدوية غير الاستيرويدية المضادة للإلتهاب مثل أيبوبروفين يمكنها أن تقلل الإلتهاب و الألم .

•    معدلات الاستجابة البيولوجية :
تقلل هذه الأدوية إلتهاب و تلف المفاصل بإعاقة عمل عامل نخر الورم، و هو بروتين متورط في الاستجابة المناعية التي تميز إلتهاب المفاصل الرثياني ( الروماتويد ). و تشمل هذه الأدوية إتانرسبت، و انفلكيسماب، و أنكينرا.

•    الكورتيكوستيرويدات :
تقلل أدوية الإلتهاب و تكبح الجهاز المناعي. و تشمل بريدنيزون و كورتيزون، و عادة توصف لإستخدام قصير الأجل أثناء نوبة ألم شديدة. و توصف فقط للإستخدام قصير الأجل، إذ يمكنها إحداث آثار جانبية خطيرة تشمل التورم و زيادة الوزن و التقلبات المزاجية. و تزول هذه الآثار عادة متى توقف تناول الدواء .

•    الأدوية المضادة للروماتيزم المعدلة للمرض :
قد يكون لهذه الأدوية تأثير غبطاء أو وقف تفاقم إلتهاب المفاصل الرثياني. و تشمل هذه المجموعة من الأدوية ميثوتروكسيت و لفلونومايد. و أحماض أوميجا-3 الدهنية، و هي أحماض دهنية غير مشبعة، قد تبطئ تفاقم إلتهاب المفاصل الرثياني، و كذلك تقلل الأعراض.

•    كبريتات الجلوكوزامين :
لهذه المادة الغذائية خواص مضادة للإلتهاب و لكن سميتها أقل كثيراً عن مضادات الإلتهاب غير الاستيرويدية مثل أيبوبروفين و نابروكسين. و قد تساعد أيضاً في منع فقدان أكثر في الغضروف، خاصة في إلتهاب المفاصل العظمي، و على المدى البعيد قد تؤخر أو حتى تمنع الحاجة لتغيير المفصل.

•    الفيتامينات :
مكملات فيتامينات أ، ب1، ب2، ب6، هـــ، قد تؤدي إلى مرونة أكثر و تساعد في منع إلتهاب المفاصل.

•    البورون :
هذا المعدن تحتاجه العظام السليمة و يساعد على امتصاص الكالسيوم. و قد يفيد مكمل من 6 مجم بورون يومياً في تخفيف مشكة إلتهاب المفاصل العظمى.

•    التغذية :
توجد استراتيجيات غذائية عديدة يمكنها أن ستاعد في منع إلتهاب المفاصل أو تقليل الأعراض. و المحافظة على وزن طبيعي. أو إنقاص الوزن إن لزم. يمنع الإجهاد الزائد على المفصل. إضافةً غلى ذلك ظهرت فوائد أغذية و مكملات معينة. فتناول السمك الدهني ( الغني بأحماض أوميجا-3 الدهنية) مثل السلمون و الماكريل و السردين يمكن أن يقلل الإلتهاب. و يمكن أن يعوق الكحول بعض الأدوية الموصوفة لإلتهاب المفاصل الرثياني، لذا يوصى بعدم تناول الكحول.

•    الرياضة :
لسنوات طويلة كان المصابون بإلتهاب المفاصل ينصحون بتجنب الرياضة لتقليل خطر أنها تسبب تلفاً أكثر لمفاصلهم. و الآن، يعلم الأطباء أن النوع الصائب من الرياضة لتقليل خطر أنها تسبب تلفاً أكثر لمفاصلهم .

و الآن؛ يعلم الأطباء أن تقلل ألم المفاصل و تيبسها و أن تحسن المرونة. و يمكن أن تساعد أيضاً في منع تلف أكثر و ذلك بتقوية المفاصل نفسها .

و يمكن للطبيب أو المعالج الطبيعي أن يوصي ببرنامج رياضي؛ و سوف يعتمد نوع و كمية التمرينات على أي المفاصل مصابة، و مدى ثباتها أو تورمها، و ما إذا كانت قد اجريت لك جراحة استبدال مفصل. و عموماً يوصى هنا بثلاثة أنواع من التمارين، فتمارين مدى الحركة تساعد على تقليل التيبس و تحسن المرونة للمفاصل و الأوتار و الأربطة التي تدعمها. و تمارين التقوية تساعد على المحافظة على قوة العضلات أو زيادتها. و تمارين الأيروبيك الخفيفة، مثل المشي أو السباحة أو ركوب الدراجات، تزيد القدرة على الإحتمال. و مع هذا ينصح من يعانون من المرض بتعديل نظامهم الرياضيو الحصول على راحة أكثر أثناء نوبة الإلتهاب.

•    تسجيل يوميات :
كتابة يوميات عن الأفكار و المشاعر ظهر أنها تقلل أعراض إلتهاب المفاصل و الحاجة إلى أدوية الألم بين المصابين بإلتهاب المفاصل الرثياني. و هذا لأن من المحتمل أن تسجيل اليوميات يساعد على تقليل التوتر.

تحذير:
فيتامين ج مضاد للأكسدة ذاعت قدرته على إبطاء تقدم أو استفحال إلتهاب المفاصل العظمى، و لكن دراسة لمدة 8 أشهر أجريت في جامعة ديوك و نشرت في عدد يونيو 2004 من مجلة Arthistis & Rheumatism كشفت أن التناول الممتد لجرعات كبيرة من فيتامين ج ( نحو 2 جرام يومياً) قد يزيد الحالة سوءاً في الواقع. و قد أجريت الدراسة على خنازير غينيا، التي تعتبر نماذج جيدة لدراسة علاجات إلتهاب المفصل العظمى للإنسان، و خلص الباحثون إلى أن جرعة فيتامين ج يجب أن لا تتجاوز 90 مجم يومياً للرجال، و 75 مجم يومياً للنساء، و ذلك في حالة الإصابة بإلتهاب المفاصل.

 

أمل في الشفاء :


كنت عداء مولهاً لسنوات كثيرة، و لكن عندما ناهزت الخمسين، أصابني التهاب مفاصل عظمى في ركبتي، و قال طبيبي أن من المحتمل أن هذا يكون سببه جزئياً السحق الذي أصاب ركبتي من العدو، و قد اخبرني الطبيب أن عليّ أن أقلع عن العدو، و لكنه نصحني بالمحافظة على نشاطي، إذ أن التمرينات الصائبة يمكن فعلاً أن تقلل أعراض إلتهاب المفاصل. و قد أوصى بأنشطة خفيفة على المفاصل، مثل السباحة و المشي و تمرينات الأيروبيك الخفيفة. أو حتى استخدام أجهزة التمرين التي تحاكي حركة التزلج.

في البداية لم أستطع التريض إطلاقاً لأن ركبتي ّ كانتا تؤلماني بشدة. لذا استخدمت كبريتات الجلوكوزامين كل يوم لتقليل و تخفيف الألم بما يكفي للبدء. و قد قررت أن أسبح مرتين اسبوعياً و أمشي مع صديق مرتين اسبوعياً. و كان هذا منذ ثلاثة أشهر. و الآن أحس أن ركبتيّ قد تحسنتا كثيرأً. فقد قل التيبس و الألم، و حتى أنني لا أحتاج أدوية في معظم الأيام.

 

شارك المقالة:
102 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook