ازاي تعرف تعيط بسرعة كان تلك هي كلمات البحث الأكثر تداولاً بمختلف المتصفحات، فتُرى هل البكاء أصبح رغبة مطلوبة إلى هذا الحد. هل أصبح التعبير عن المشاعر من خلاله شاق إلى تلك الدرجة ؟، أم أن الأمر مرتبط بالكرامة والكبرياء التي تجعلك تخفي دموعك، خوفًا من بيان ضعفك!، هل هو حق من حقوقك، أم جريمة تُعاقب عليها باستغلال الأمر للإيقاع بك. إن كانت تلك التساؤلات تدور في ذهنك، فكل ما عليك هو متابعة مقالنا التالي على موسوعة، لتتعرف على السبب وراء هذا الأمر بالتحديد.
ازاي تعرف تعيط بسرعة نأسف كثيرًا لكونك تبحث عن إجابة لهذا السؤال، ولكننا يا عزيزي نُقدر لك الحالة التي تمر بها، والتي تصرخ بها نفسك داخليًا، إلا أن مظهرك العلني لا يُبدي ذلك أبدًا فوجهك المبتسم دائمًا لن يفهم أبدًا من ينظر إليه بأنه يحمل كل هذا الحزن في باطنه. فكثيرًا ما تتعرض للصدمات، وتتوالى عليك الخيبات، وتظل صامدًا متحملًا، زاعمًا الصلابة والقوة، وداخلك منهار كليًا. فكم تتمنى أن تُصرخ في هذا العالم قائلاً : “لقد اكتفيت” إلا أنك لا تمتلك الصوت القادر على فعلها يا عزيزي ولا القوة التي يُمكنك بها المواجهة، فيكون البكاء خير وسيلة للتعبير عما يدور بداخلك، وهذا الأمر لا تقدر عليه! “يقولون أن البكاء راحة.. فماذا عن الذي جفت دموعه” ففي كثير من الأحيان يضيق صدرك، وتتراكم عليك الأمور المحزنة، إلا أنك تفقد حينها القدرة على البكاء، فلا تنزل دموعك على الرغم من شدة حاجتك إليها لتُخفف عنك عبء ما تحمله، ولكن لا داعي للقلق فبمجرد ما ستتذكر كيف خان الآخر ثقتك ستبكي، وكيف عابك صديقك في ظهرك ستبكي، وكيف نافقك أخوك ستبكي، أي خذلان تتعرض له وتُفكر به بشكل دقيق قادر على أن يُبكيك بشراهة. ناهيك عن تلك الذكريات الجميلة، الذي تحولت الآن إلى صور وحسب. ولا تقلق يا صديقي فهذا البكاء تخرج منه أقوى ألف مرة، قادر على تحمل المزيد والمزيد، تفتح بعده ذراعيك للدنيا، قائلاً “امنحيني كافة أنواع الخذلان، فمن الآن وصاعدًا أنا على أتم استعداد لها”. نعم لا تتعجب فدموعك التي تتساقط من عينيك سيتساقط معها كل من خذلك أو أهانك، ليخرج من حياتك تمامًا تاركًا فيك درسًا لن تنساه مهما مر الزمان. البكاء ليس ضعف بينما قوة فاقت الاحتمال من أخبرك يومًا أن الضعيف هو من يبكي، ومن رسخ تلك الفكرة في ذهنك!، ترى والله إني أدعو عليه الآن، واعتبره مُجرم ارتكب في حق البشرية حماقة سيُحاسب عليها، فإن لم يكن البكاء وسيلة للتعبير فكيف سنُعبر عن تلك الصراعات الداخلية، والصدمات المتتالية، والأحزان الدفينة التي أصابت القلب فحطمته، كيف لنا أن نصرخ لنُشعر العالم بآلامنا، كيف لنا أن نصمت وكيف أقنعونا قديمًا بأن القوي من يفعل ذلك! أي قوة تلك التي تحرم إنسان من حق من حقوقه، أي قوة التي تجعله يفقد حقه في التعبير والبوح، تُرى والله إنه لحكم ظالم ظلم به السلف الخلف كثيرًا، من أجل معتقد موروث لم يُنزل الله به من سلطان. فها هو نبينا المختار عاش عامًا كاملاً من الحزن، وبكى في عدة مواقف مروية ومؤكدة في السنة النبوية، فهل نحن أقوى من نبي الأمة، أم هو صلى الله عليه وسلم من حمل على عاتقه تبليغ رسالة الأمة، وكشف الغمة كان ضعيفًا، حاشاه عليه الصلاة والسلام بل يُضرب به المثل في التحمل والصبر على الأذى. ولكننا نقصد إن كان نبينا بكى فمن نحن لنصمد!. والحق يُقال البكاء لم يكن، ولن يكون أبدًا دلالة على الضعف، بينما هو إشارة على القوة التي يتمتع بها صاحبه، التي تجعله يتحمل الكثير من الأعباء، ويواصل الصلابة والصمود، لتأتي تلك اللحظة التي يخرج بها عن صمته، وينفجر في العالم باكيًا مُعلنًا ما أخفاه سابقًا. لذا اخرج عن صمتك يا عزيزي، وبُح بما في خاطرك، اترك المجال لدموعك، لتتحول بعدها لشخص آخر، وتذكر دومًا أن الأيام الصعاب ستصنع منك شخصًا لا يميل ولا يلين من بعد.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.