تأمل تلك النعمةَ - نِعْمَة الأخوةِ في اللهِ - التي امتن الله تبارك وتعالى بها على أصحابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعلينا تبعًا لهم!
وحتى تدرك عِظَمَ هذِهِ المنةِ اسمع إلى ما يَقُولُه أَهْلُ النَّارِ تحسرًا على ما فاتهم من تلك النعمة: ? فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ * وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ ?[2].
قال علقمةُ العُطَارِدِي يُوصي وَلَدَهُ حين حضرته الوفاةُ: يا بني إذا عرضتْ لك إلى صحبةِ الرجالِ حاجةٌ فاصحبْ من إذا خدمته صانك، وإِنْ صحبته زانك، وإن قعدت بك مؤنة مانك، اصحبْ مَنْ إِذَا مددت يدك بخير مدها، وإِنْ رأى منك حسنة عدها، وإِنْ رأى سيئةً سدها، اصحبْ مَنْ إِذَا سألته أعطَاكَ وإِنْ سَكَت ابتدآك، وإِنْ نزلتْ بك نازلةٌ واسَاكَ، اصحبْ مَنْ إِذَا قلتَ صدقَّ قولك، وإِنْ حاولتما أمرًا أَمَّرَكَ، وإن تنازعتما آثرك.
فإذا وجدت مثل هذا فاشددْ عليه يدك، وعض على صحبته بالنواجذ، وافرش له بساط ودك، واتخذه ذخرًا لدنياك وآخرتك.
[1] سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ: الْآيَة/ 103.
[2] سُورَةُ الشُّعَرَاءِ: الآية/ 110، 111.
[3] رواه ابن أبي شيبة- حديث رقم: 35451، وأبو نعيم في حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (3/ 280)، والبيهقي في شعب الإيمان- حديث رقم: 8654، مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا (ص: 41).
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.