الألعاب الشعبية بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
الألعاب الشعبية بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية

الألعاب الشعبية بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية.

 

الألعاب البدنية

 
وهي كثيرة جدًا، وتمارس في الحاضرة والقرى والبادية، وإن كان أهل البادية أقل ميلاً إلى اللعب من غيرهم، وقد تمارس اللعبة في أكثر من مكان وبأكثر من اسم، وقد يكون تغيير الاسم ناتجًا عن تغيير في بعض قوانين اللعبة، كما قد يكون نابعًا من اللهجة السائدة في هذه البلدة أو تلك، ومن أمثلة تلك الألعاب:
 
أ - لعبة البربر:
 
وقد عرفت هذه اللعبة منذ القدم، وما زالت تمارس بين الصِّبْية إلى اليوم ولكن بشكل أقل مما مضى، وتختلف تسميات هذه اللعبة من منطقة إلى أخرى في المملكة، وتؤدى في النهار، ويقوم بممارستها الصِّبْية من عمر السابعة حتى الخامسة عشرة، إذ يقومون بعمل مستطيل طوله خمسة - أو ستة - أمتار وعرضه متر، ثم يقسم هذا المستطيل إلى خمسة - أو ستة - مربعات متساوية يخططها الصبية بأرجلهم، ثم يختارون البربر: وهو قطعة مربعة من الخشب أو الفخار بمقاس 4×5سم على وجه التقريب، ثم يُجرون القرعة، فالبادئ أولاً يرمي البربر في المربع الأول وعليه أن يمرره إلى المربع الثاني، ثم إلى الذي يليه وهو على رِجل واحدة بينما الرِّجل الأخرى مرفوعة، وإذا خرج البربر من المربع الأول إلى الثالث مباشرة يعد المتسابق فاشلاً وتنتقل اللعبة إلى زميل آخر، أما إذا أكمل المتسابق جميع المربعات فتحسب له نقطة، ويكون لديه الحق في الاستمرار ليزيد رصيده، وزملاؤه يراقبونه في كل مرة بفارغ الصبر كي يخطئ ليأتي دورهم في اللعب... وهكذا، وتسمى هذه اللعبة في بعض المناطق (العتبة)  . 
 
ب - طاق طاق طاقية: 
 
يتم إجراء قرعة لتحديد اللاعب البادئ باللعب، فيمسك بيده طاقية أو منديلاً أو أي شيء آخر بينما يجلس باقي اللاعبين على شكل دائرة مغلقة وأبصارهم موجهة إلى مركز الدائرة، ويبدأ اللعب بأن يجري اللاعب البادئ حول الدائرة وهو ينشد قائلاً: (طاق.. طاق.. طاقية) ويردد بقية اللاعبين في الدائرة قائلين: (فين رايح يا جرس؟) وفي بعض المناطق يرددون: (طاق.. طاق.. طاقية) ويرد عليه زملاؤه: (رن رن يا جرس، محمد راكب على الفرس) ويُكرَّر هذا الشدو، وأثناء الدوران حول الدائرة يُسقط المنديل - أو الطاقية - وراء ظهر أي لاعب من الجالسين دون أن يشعره بذلك، ويستمر في الجري دورة كاملة ليأخذ الطاقية ويضرب بها ذلك الذي وُضعت خلفه ولم يشعر بها، أما إذا شعر بها الجالس قبل ذلك فإنه يأخذها ويجري ليضرب بها من وضعها حتى يكتمل الدوران ويجلس المطارَد منهما في المكان الخالي في الدائرة، وإذا لمس اللاعبُ الذي سقطت الطاقية خلفه اللاعبَ المطارَد قبل أن يجلس في مكانه الخالي يعيد المحاولة مرة أخرى، وإذا لم يستطع ملامسته وجلس مكانه فإنه يجري حول زملائه في الدائرة وتتكرر هذه العملية عددًا من المرات  . 
 
ج - عظيم ضاح:
 
وهي من الألعاب الشعبية القديمة جدًا، وكانت منتشرة في بعض القرى خصوصًا في منطقة المهد، وتقام هذه اللعبة في الليل إذ يؤخذ عظم يحمله أحد الصِّبْية، ثم يرميه بقوة في أي جهة بخفة وسرعة، ثم ينتشر بقية اللاعبين للبحث عن العظم، وهم يرددون: (عظيم ضاح وين غدا وين راح؟) فالذي يجده من أحد الفريقين يقول: معي، والسابق يطلع ثم ينطلق في اتجاه الميدان في مساحة دائرية الشكل تحدد مسبقًا، وتكون في وسطها علامة، وبينما يحاول الفريق الآخر إمساكه يحاول فريقه الدفاع عنه والتمويه عليهم ليحولوا دون إمساكه من قِبل الفريق الآخر، فإن أمسكوا به فشلت اللعبة وتعاد حينئذٍ ولا يحسب له شيء، ويأخذ العظمَ الفريقُ الخصم، وإن وصل ولم يمسكوا به يصبح فائزًا وتحسب له نقطة، أو يبقَ العظم مع الفريق نفسه مرة أخرى  . 
 
د - كورة التزقير:
 
وهذه اللعبة تعتمد على كرة صغيرة مصنوعة من الخرق البالية ومخروزة بخيط من الصوف، ولها قوانين معقدة جدًا، وقد تشبه - إلى حدٍّ ما - لعبة الكريكت المعروفة الآن إلا أنها تختلف عنها في بعض تفصيلاتها، وقد انتشرت هذه اللعبة في محافظة العلا وفي غيرها.
 
وصفة اللعبة أن هناك فريقين من اللاعبين تجرى قرعة بينهما لاختيار من يضرب الكرة من أحد الفريقين أولاً ومن يزقرها (ويعني التزقير رفع الكرة رميًا باليد في الهواء إلى أعلى أمام الضارب بحيث لا تتجاوز في ارتفاعها رأسه)، والفريق الذي يضرب الكرة يجتمع أفراده في أول الملعب لضربها، أما الفريق المزقر فيقف أحد أفراده للتزقير، وينتشر البقية في طول الملعب وعرضه حتى نهايته التي تبعد عن مكان التزقير مئة متر تقريبًا وتسمى (الماد). وتزقر الكرة للضارب ثلاث مرات، فإن أصابها وإلا وقف في مكان خلف الضارب يسمى (المنص) فيقول له المزقر (ليق في المنص) ويأتي للضرب شخص آخر.. وهكذا، ويحاول الواقفون في المنص (اللائقون) الخروج منه في غفلة من المزقر، والانطلاق جريًا إلى نهاية الملعب (الماد)، فإذا رأى أحد اللائقين في المنص في نفسه قدرة على الخروج خرج بأسرع ما يمكن ركضًا ليصل إلى الماد... وهكذا  . 
 
هـ - لعبة سرت:
 
تتكون هذه اللعبة من فريقين يحمل أفرادهما العصي المعقوفة، وكل فريق يدحرج الكرة بالعصا حتى يوصلها إلى هدف معين، والفريق الفائز هو الذي يوصل الكرة قبل الآخر إلى ذلك الهدف، وكثيرًا ما يكون الهدف جدران إحدى الدور، وتتكون الكرة - عادة - من مادة الخيوط السوداء، وقد انتشرت هذه اللعبة في ينبع وما حولها  . 
 
و - الضاع: 
 
وهي لعبة شعبية واسعة الانتشار، يلعبها اثنان أو أكثر، ويُختار الفريق الذي يبدأ اللعب عن طريق القرعة، ثم يأخذ (الضاع) وهو خرزة أو حصاة صغيرة ويخفيها في قبضة اليد، ثم يمد يديه الاثنتين إذا كانت اللعبة من شخصين، أو يمد جميع أفراد الفريق أيديهم إذا كانوا مجموعة، ويتقدم أحد أفراد الفريق الخصم ليحاول معرفة القبضة التي بها ضاع، فإن عرفها ينتقل اللعب إلى فريقه ليقوم بما قام به الفريق الأول، وإن لم يعرفها يُعد فاشلاً، ويقوم كل فرد من الفريق بضربه بعصا أعدت لذلك أو بقطعة من القماش مجدولة بقوة، وقد يكون الضرب مؤلمًا، ولكن الأطفال يحتملونه لإشباع هواياتهم، ثم تعاد المحاولة... وهكذا  . 
 
ز - الزبيرات: 
 
الزبيرات: جمع زُبير، وهو كومة صغيرة من الرمل، وقد عرفت في محافظة المهد وفي العلا وغيرهما، ويؤدي هذه اللعبة الشعبية - عادةً - الأطفال، إذ يقسمون أنفسهم إلى فريقين، ويسمى كل فريق باسم رئيس الفريق، ثم يجلس الفريق الأول في مكانه، وينتشر الفريق الثاني مختفيًا ويقوم بعمل زبر من التراب في أمكنة مختلفة، ويحرص أفراده على إخفاء آثارهم حتى لا يكتشفها الفريق الخصم، ثم يعودون إلى الفريق الأول ويجلسون ليتولى أفراد الفريق الأول البحث عن الزبر وتهديمها، ثم يرجعون إلى مكان الفريق الثاني حيث ينتظرهم أفراد هذا الفريق، ويتولى الفريقان سويًا عدَّ المتبقي من الزبر التي لم يهدمها الفريق الخصم، وتعد الزبر المتبقية نقاطًا في صالح الفريق الأول.. وهكذا  ،  وتعرف هذه اللعبة في العلا وبعض القرى باسم (واحد، اثنين وقلقلة).
 
ح - شق القنا: 
 
لعبة (شق القنا) من الألعاب الشعبية المحببة إلى الصبيان، وعادة ما تمارس هذه اللعبة في الليل إذ يجتمع الصبيان في مكان واسع فسيح يصلح للكرِّ والفرِّ، ويؤديها فريقان متساويان في العدد، وكلما كان العدد أكبر كانت أكثر إثارة وجمالاً.
 
في هذه اللعبة يقف كل فريق في مواجهة الآخر، وتفصل بينهما مسافة تبلغ نحو خمسة - أو ستة - أمتار، ويُختار الفريق الذي يبدأ اللعب عن طريق القرعة، ويكون الميدان - هو نقطة النهاية - مقابلاً للفريق الذي يلعب - وليكن مثلاً (أ) - وخلف الفريق (ب)، ثم يقول أحد أفراد الفريق (أ): شق القناة، ويرد عليه أفراد الفريق الثاني (ب): منهو يرأسه؟، فيقول الفريق (أ): برأس فلان (ويذكرون اسمه وقد اختاروه مسبقًا)، وعادة يمتاز بالسرعة والمراوغة، ثم يتحرك أفراد الفريق (أ) جميعهم للتمويه والتغطية، ثم يحاول الشخص المختار الوصول إلى الميدان الذي يبعد - عادة - نحو 50م تقريبًا، بينما يحاول أفراد الفريق (ب) الإمساك به، وإذا وصل ولم يمسكوا به يُعد فائزًا وتبقى اللعبة لدى فريقه، أما إذا أمسكوا به فحينئذٍ تفشل اللعبة وينتقل اللعب إلى الفريق الآخر... وهكذا  
 
ط - الكَبَت: 
 
وهي لعبة شعبية منتشرة في مدن الحجاز بشكل عام، بينما تنتشر بشكل أكبر في منطقة المدينة المنورة، خصوصًا في الحاضرة. وفي هذه اللعبة ينقسم اللاعبون إلى فريقين، ويوضع خط فاصل في نصف مساحة الملعب، ويتقدم أحد الفريقين فيجتاز هذا الخط الفاصل إلى داخل المساحة المخصصة للفريق الآخر، محاولاً لمس أحد لاعبي الفريق الثاني، بينما يتحاشى أفراد هذا الفريق تمكينه من لمس أحدهم، وتبدأ المناورة، فإذا استطاع لمس أحدهم في يده عاد مسرعًا إلى فريقه وهو يقول: (كَبَتْ)، فهي لعبة تعتمد على سرعة الحركة، وليس فيها غير المناورة وعدم تمكين المهاجم من لمس أي فرد من أفراد الفريق الآخر  
 
ي - القبة (البور): 
 
يؤدي هذه اللعبة لاعبان أو مجموعة من اللاعبين، وتحتاج إلى عصا غليظة قوية طولها نحو متر إلى متر ونصف، وعصا قصيرة طولها من 20 - 25سم، وتُحفر حفرة صغيرة في الأرض تُوضع فوقها العصا القصيرة، ويقف اللاعب أمامها ثم يضع العصا الطويلة تحتها، ويرفع بها العصا القصيرة في الهواء، ويضربها ضربة قوية تدفعها مسافة بعيدة على سطح الأرض، وإذا استقرت يضربها ثلاث ضربات محاولاًرفعها في الهواء ثم دفعها مرة أخرى، وبعد المحاولات الثلاث تقاس المسافة بين العصا القصيرة والقبة (بداية اللعبة)، ثم يأتي اللاعب الثاني... وهكذا، والفائز هو الذي يحصل على مسافة أطول  
 
شارك المقالة:
428 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook