الأهازيج والرقصات العامة بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
الأهازيج والرقصات العامة بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية

الأهازيج والرقصات العامة بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية.

 
وهي تُردد في مناسبات الأعياد ومواسم الأفراح مثل الزواجات، أو في مواسم محددة مثل موسم الحصاد. ومن ألوان هذا الفن: العرضة، والعاشوري، ودقة الحَبّ، والسامري، والخماري، والمجيليسي، والغادري، وهو ما سيتم الحديث عنه فيما يأتي:
 

ألوان الأهازيج والرقصات

 
1 - العرضة:
 
كلمة العرضة مستمدة من عَرْض الجيش أو استعراضه، إذ يقوم القائد بذلك لتهيئة أفراد الجيش وتحميسهم للحرب، وتُعرف أيضًا بـ (الرزيف)، وكانت العرضة من الرقصات المحببة لدى الأهالي في المنطقة، وهي تُعدّ من الفنون التي استوطنت المنطقة الشرقية قادمة من وسط الجزيرة العربية.
 
وطريقة أداء العرضة هي أن يقف المشاركون فيها بشكل شبه دائري مكوِّنين مجموعتين يتناوبان في ترديد الأبيات الشعرية، أو أن يقف المشاركون في صفين متقابلين ويقف في الوسط قارعو الطبول، وعادة يكون هناك شاعر يقوم بترديد الأبيات وتلقينها للمجموعة ويتنقل بين المجموعتين، وفي بعض الأحيان يكون هناك شاعران يقف كل منهما في مجموعة، وعادة يقوم المشاركون بحمل السيوف والبنادق.
 
2 - فن العاشوري:
 
وهو فن يُغنى عندما يتوجه العريس ومعه والده وأقرباؤه وأصدقاؤه إلى منـزل بيت العروس، إذ يتم ضرب الدفوف والغناء وهم في طريقهم، والمشاركون في هذا الفن يؤدونه في صفوف متقابلة، فيمشون بضع خطوات إلى الأمام ثم يرجعون إلى الخلف وهم يُرددون الأهازيج والأغاني، ومن الأبيات المردَّدة:
 
 
أولّ مـــا نبــدأ وش نقــول     ألــف الـصلاة علـى الرسـول
كذلك فإن النساء يؤدين ذلك الفن في مناسبات الزواج ويتغنين ببعض الأبيات مثل:  
 
يـا عيـن ماليـة يـا عيـن مالية     انتي  سـبب  علتي يا ذا الخضارية
 
3 - دقة الحَبّ:
 
وتنتشر في المناطق الريفية بالمنطقة الشرقية، وترجع تسميتها إلى وقت حصاد الحَبّ، وقد كانت تُمارس أثناء مواسم الحصاد، فقد كان مجموعة من الأفراد يجتمعون في الحقول لحصد الحب وطحنه وأثناء تأديتهم عملهم يقومون بترديد الأهازيج والأغاني الخفيفة لبعث روح النشاط في المجموعة وللتسلية، فيقوم أحد أفراد المجموعة -، على أن يكون حسن الصوت - برفع صوته بالغناء ويقوم البقية بالترديد معه، وإذا كانت المجموعة كبيرة استُخدمت الدفوف مع الأهازيج، ويذكر السبيعي أنه تُستخدم في أداء هذا الفن (مناحيز) و (مهابيش)  .  وهذا الفن قد اندثر مع مرور الزمن، ومن الأبيات التي تُقال في هذه المناسبة:  
 
على ما ليل ما ليله
على ما ليل ما ليله
على وش قال الحميدي
ولد الحميدي يغني
وربابته فوق فني
ما عليه من الناس
ولا على الناس منه
 
4 - السامري:
 
السامري مشتق من كلمة (سمر) والمقصود به قضاء وقت من الليل في تبادل الأحاديث (السوالف) أو في ترديد الأهازيج والأغاني، ومن ذلك قولهم: (يتسامرون)، والسامري من الفنون التي أدخلها الشاعر المعروف محمد بن لعبون إلى منطقة الخليج العربي حينما قدم إلى المنطقة  .  وهو من الفنون المحببة لدى الناس، ويتصف بتنوع الموضوعات التي تُغنَّى فيه، ويُؤدى السامري بجلوس المشتركين على الأرض وهم متقابلون في شكل بيضوي، وتُستخدم في تأدية السامري الطارات، وفي بعض الأحيان يُستخدم معها طبلان.
 
وهناك بعض القصائد المستخدمة في فن السامري، ومنها:  
 
يـا  ذا الحمـام اللـي سجع بلحون     وش بــك علـى عينـي تبكِّيهـا
ذكَّـرتني عصـرٍ مضـى وفنـون     قبلــك دروب الغــي ناســيها
أهلــي  يلومــوني ولا يـدرون     والنــار تحـرق رجـل واطيهـا
ومن القصائد الأخرى التي اشتهر أهالي الجبيل بترديدها:  
 
وانا البارحة بالليل مع ضامر السرجوف     أصبحـت  كـأني فـي غزير الميادين
تكفـون قطـوني على راعي الشاحوف     بنــولي  ومعـروفٍ أربّـه يـوديني
مـرّوا  على  الدمّام وانتم هل المعروف     عسّـاه  يســمّح دربكـم يـالمحبيني
 
5 - الخماري: 
 
فن وغناء شعبي له شهرة في المنطقة الشرقية، يرجع إدخاله إلى المنطقة إلى الشاعر المعروف محمد بن لعبون، ويُؤدى فن الخماري باستخدام عدد من الطارات وطبلين، وإن كان هذا اللون من الغناء يؤديه الرجال والنساء إلا أن له شعبية أكبر لدى النساء؛ إذ إن له رقصة خاصة عند النساء في حفلات الزفاف، تقوم الراقصات خلالها بمسك طرف الثوب الذي ترتديه الواحدة منهنّ فتتمايل هذه الأخيرة يمينًا وشمالاً وأمامًا وخلفًا مع إيقاعات الطبول.
 
6 - المجيليسي:
 
وهو يشبه فن السامري لكنه يختلف عنه في الإيقاعات، ويُؤدى المجيليسي في حفلات السمر والزواج وذلك من قِبل الرجال والنساء إلا أن له شعبية أكبر لدى النساء، ويُستخدم في أداء المجيليسي عدد من الطارات وطبلان، ويُؤديه المشاركون وقوفًا، ومن الأبيات المعروفة التي تُغنى في هذا الفن:  
 
دمــــوع العيـــن مجراهـــا     علــى  الخــدين جــرى ماهــا
كـــفى اللـــه ســواد الدنيــا     علينــــا  اليـــوم مجراهـــا
تعـــالوا حـــاولوا مــا بــي     تــرى جـرح الهـوى بـي صـاب
أنـــا  مجـــروحٍ ومنصـــاب     وابحــيل  اللــه يــزوح الهــمّ
 
7 - الغادري:
 
وهو يُشبه فن العاشوري لكن الاختلاف بينهما يتمثل في الإيقاعات، ويُستخدم في أدائه طبلان وعدد من الطارات، ويُؤدى هذا الفن بأن يقف المشاركون فيه صفين متقابلين ممسكين بعصي يُحركونها يمينًا وشمالاً، ويتقدم الصفان إلى الأمام متقابلَين ثم يعود كل صف إلى الخلف إلى مكان وقوفه وهكذا تستمر الحركة.
 
ومما يُغنى في هذا اللون الشعبي:  
 
يا الله ويا الله يا الله ويا الله
يا الله ويا الله غفَّار الزلة
يا عيسى باح صبري ومزاحي
من حبي المجمول ظبي ضاحي
 
8 - رقصة العرس:
 
وهي رقصة تؤديها النساء في ليلة العرس، إذ تأخذ ضاربات الدفوف - أو كما يُطلق عليهن (الطقاقات) - وضعهن في المكان المعدّ لإقامة الاحتفال حيث يكنّ جالسات في صف واحد، وعادة يراوح عدد ضاربات الدفوف بين خمس وعشر يصحبن معهن الدفوف، ويعتمد عدد الضاربات في بعض الحالات على مكانة الأسرة صاحبة الزواج وثرائها، بعد ذلك تبدأ الحفلة بضرب الدفوف وترديد الأغاني التي تتناسب مع فرحة الزواج، ثم يقوم عدد من النساء بتأدية رقصات على أنغام الدفوف منفردات، ومن الرقصات التي تُؤدى أن تكون المرأة واقفة وتتمايل برقبتها يمينًا وشمالاً فينسدل شعرها على منكبيها مع كل ميلة، وتؤدي النساء ذات الشعور الطويلة هذه الرّقصة، وتوجد رقصة أخرى تقوم فيها المرأة بمسك أسفل ثوبها لتكون أكثر حرية في الحركة ثم تتمايل بجسمها يمينًا وشمالاً وأمامًا وخلفًا مع أنغام الإيقاعات.
 
وفي حفلة الزواج تُعطى ضاربات الدفوف (الطقاقات) مبالغ نقدية تسمى (النقوط) من قِبل الحاضرات اللاتي سيرقصن أو سترقص بناتهن أو قريباتهن، وتقوم ضاربات الدفوف بتخصيص وصلة أو ما يُعرف بـ (الشوط) يمدحن فيه آباء دافعات النقوط أو أزواجهن أو أبناءهن أو إخوانهن، وهنا يتعين على اللواتي يكون الشوط لهن أو بعبارة أخرى (الطق فيهن) الرقص، فيؤدينه بحماس، ومن الأبيات المشهورة في ذلك:
 
شوباش يا من ذا نقوطه
نقوط (فلان بن فلان) لا حالت ولا مالت.
والسامعات يُرددن: آمين.
 
9 - أهازيج الصغيرات:
 
وكان للصغيرات بعض الأهازيج التي يرددنها إذا اجتمعن في الأعياد أو المناسبات أو أثناء تأدية بعض الألعاب، وتكون تلك الأهازيج - غالبًا - أبياتًا قصيرة، إذ تقوم إحدى البنات بابتداء الأهزوجة ثم تقوم الأخريات بالترديد خلفها، أو يُرددن جميعهن بصوت واحد.
 
ويعتمد الأداء في هذه الأهازيج على حسن الصوت وتلحين الأبيات، ويُصاحب ترديد الأبيات تمايل الصغيرات بأجسامهن يمينًا وشمالاً وأمامًا وخلفًا، يقوم بعضهن بالتصفيق، وفي بعض الأحيان قد تستعين الصغيرات لإصدار أصوات إيقاعية بإناء معدني - مثل القدر وغيره - أو علبة معدنية بالضرب عليها.
 
ومن الأهازيج المعروفة لدى الصغيرات:
 
ياليتني لومية مزروعة بعمان
يقشرني عبدالله ويأكلني سلمان
سلمان يا خو شيخة يا مراطن العجمان
ما قصرت سبيكة خذت عبدالرحمن
 
وأهزوجة أخرى تقول:  
 
تشــــحبنا يــــا الهلـــولي     غـــزالي  جـــاب حجـــولي
وحجــــولي بـــاربع ميـــة     صيــــــاغتهم تركيَّــــــه
تركيَّــــــة وش حـــــملتي     حــــملتي بــــراس بطـــة
يلعنبــــو مــــن حطــــه     مــــا حطتــــه إلا بتليـــة
بتليــــة  راحــــت للـــبَر     تجــــيب الحـــب الاحـــمر
علـــى  جيّــــة خــــوالي     خــــوالي  يــــا دلالــــي
ومعيضـــــدي  وهلالـــــي     طــــقّ الفــــرس بالناقـــة
وعبيــــــد بوطرباقــــــة     شــــرب  حـــليب  الناقـــة
وعْصَيْتــــه تــــومي لـــه     والمـــوت مـــا يــدري بــه
 
شارك المقالة:
1405 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook