الإسهال هو الحركة السريعة للأمعاء، والتي تسبب وصول كمية كبيرة من البراز اللين للمستقيم مما يؤدي إلى إفراغ متكرر أو كبير الحجم لبراز لين أو سائل، ولا يجوز أن نقول عن إفراغ متكرر لبراز طبيعي القوام أنه إسهال.
عادةً ما يستمر الإسهال لعدة أيام ويزول تلقائياً دون أي علاج أو مضاعفات.
هي عامل هام في مقاومة الجراثيم الموجودة في الطعام والقضاء عليها.
إن العبور السريع للطعام والغذاء المهضومة في الأمعاء الدقيقة لا يسمح لكثير من العوامل الممرضة بالتكاثر.
والتي تشمل إنتاج الأجسام المضادة IgM وIgG الجهازية وIgA الإفرازية والتي تفرز من الأمعاء.
وهو صمام يفصل بين الأمعاء الدقيقة والغليظة، ويمنع الجراثيم والفلورا القولونية المتواجدة بأعداد هائلة في القولون من العودة إلى الأمعاء الدقيقة، وبالتالي يساعد على بقاء الأمعاء الدقيقة خالية نسبياً من الجراثيم.
تُمثل الفلورا المعوية في الأحوال الطبيعية الجراثيم المعوية المفيدة التي تحدَ من تكاثر العوامل الممرضة المعوية. لذلك فإن الأطفال الرضع لديهم درجة عالية من الخطورة بسبب عدم تشكل الفلورا المعوية.
تتمثل أسباب الإصابة بالإسهال وفقاً لنوعه، وتكون على النحو التالي:
يبدأ الإسهال المفاجئ خلال دقائق إلى ساعات ويترافق مع أعراض أخرى، مثل الغثيان والإقياء والصداع والحمى.
السبب الأكثر شيوعاً لهذا النوع من الإسهال هو العدوى، والتي قد تكون جرثومية أو فيروسية أو طفيلية. ومن أهم أسباب الإصابة به:
يحدث التسمم الغذائي عند تناول الطعام الملوث بالجراثيم أو تناول الأغذية، التي تحتوي على السموم، والتي تنتجها جراثيم معينة، بعد أن يتلوث الطعام بها وتتكاثر فيه.
من أكثر الأطعمة والأغذية شيوعاً للإصابة بالتسمم الغذائي، منتجات الألبان، والبيض النيء، واللحم غير المطبوخ والأسماك الفاسدة.
إذا عانى شخص ما من آلام البطن والإقياء والإسهال المفاجئ والتعرق وأحياناً الحمى بعد تناول وجبة معينة أو إذا أصيب فجأة كل الأشخاص الذين تناولوا الطعام من نفس المكان بالإقياء والإسهال، فإن هذا يدل على حدوث التسمم الغذائي.
يرجع سبب الإصابة بإسهال المسافرين إلى تناول طعام أو مياه شرب ملوثة بالجراثيم أو الطفيليات في منطقة موبوءة سافر إليها الشخص مؤخراً (خاصةً البلدان الاستوائية).
ما يقي سكان البلد الأصليين من إسهال المسافرين أنه تتشكل لديهم الأجسام المضادة IgA الإفرازية بسبب تعرضهم المستمر للعامل الملوث "المستضد".
إنفلونزا المعدة والتي تدعى أيضاً التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي (viral gastroenteritis) سببها الإصابة بفيروسات مختلفة عن الإنفلونزا الموسمية التي تشيع في فصول معينة، مثل الفيروسة العجلية.
بدايته سريعة، ويستمر من ساعات إلى أيام (3 – 4 أيام وسطياً). والبراز هنا غالباً سائل.
يجب الانتباه في الإسهال الحاد إلى نقطة هامة وهي نقص السوائل واضطرابات الشوارد الناجمة عن الإسهال وخاصة عند الأطفال الصغار والمسنين، وبالتالي لابد من تعويض السوائل والشوارد خوفاً من حدوث التجفاف (dehydration).
فإسهال الكوليرا مثلاً هو إسهال حاد ويستمر 3 أيام عادة، وهنا لا يهمنا القضاء على الجرثوم بقدر ما يهمنا تعويض السوائل والشوارد وإلا ستسوء حالة المريض بسبب التجفاف.
أسباب الإسهال الحاد:
يستمر لمدة 4 أسابيع على الأقل، وليس بالضرورة أن يكون متواصلاً، فعادة ما يتناوب مع براز طبيعي أو إمساك.
هناك مجموعة واسعة من المشاكل التي يمكن أن تسبب الإسهال المزمن. الأسباب الأكثر شيوعاً تشمل:
ومن الأسباب الأخرى التي من شأنها أن تؤدي إلى الإصابة بالاسهال المزمن:
يكون براز الرضع بشكل طبيعي طري القوام نسبياً، لكن إذا لاحظت أيتها الأم أن ليونة براز رضيعك قد تغيرت وأصبح رخواً أو كميته أصبحت مختلفة، فغالباً طفلك يعاني من إسهال.
انخفض عدد الأطفال الذين يُصابون بهذه العدوى المعوية بشكل ملحوظ منذ إدخال لقاح الفيروسة العجلية الفموي في عام 2006.
إذا كنت تعتقد أن المضادات الحيوية تسبب إسهال طفلك، تحدث مع طبيبك قبل التوقف عن تناول الدواء.
يمكن أن يؤدي إيقاف المضادات الحيوية في وقت مبكر إلى مقاومة الجراثيم للمضادات الحيوية ويسبب عودة العدوى الجرثومية.
الطفيليات: أهمها الجيارديا، يحدث الإسهال في هذه الحالات عندما يضع الأطفال ألعابهم، أو طعامهم، أو أيديهم، أو أشياء أخرى ملوثة بالبراز في أفواههم.
حساسية الحليب: ما يصل إلى 3 في المئة من الأطفال لديهم حساسية من بروتينات الحليب الموجودة في منتجات الألبان، بما في ذلك معظم منتجات الحليب الاصطناعي ويظهر ذلك من خلال الإصابة بالإسهال والقيء وتطبل البطن بعد تناول الحليب بربع ساعة تقريباً.
إذا كان طفلك يعاني من حساسية من بروتين الحليب، قد يقوم طبيب الأطفال بتحويله إلى حليب اصطناعي خاص.
يقسم الإسهال لدى الاطفال وفقاً لنوعه أيضا، وهو على النحو التالي:
السبب الأكثر شيوعاً للإسهال عند الأطفال هو التهاب المعدة والأمعاء الحاد، وهو أمر خطير لأن حجم السائل خارج الخلوي لديهم قليل مقارنة بالبالغين، وأهم مضاعفات الإصابة به هو التجفاف.
إن بعض الحالات والعوامل البيئية والمرضية يمكن أن تفاقم خطورة الإسهال، نذكر منها:
حسب السبب المؤدي للإصابة بالإسهال فقد يترافق مع بعض الأعراض مثل الغثيان والقيء، ألم بطن، حمى، صداع.
ولكن المشكلة الأهم التي يجب الانتباه لها هي التجفاف وخاصة عند الرضع والأطفال.
من المهم ملاحظة الأهل لوجود أعراض التجفاف عند الطفل لأن وجودها يستدعي الاتصال بطبيب الأطفال وحتى زيارة قسم الطوارئ في المشفى.
ظهور الأعراض والعلامات التالية المرافقة للإسهال عند طفلك يستدعي أن تتصلي بطبيب الأطفال:
ظهور الأمور التالية لدى طفلك يستدعي مراجعتك قسم الإسعاف في المشفى بأسرع وقت:
بعد قيام الطبيب بالاستجواب والفحص السريري قد يطلب منك إجراء بعض الفحوصات المخبرية بما في ذلك فحص عينات من البراز أو الفحوصات الدموية.
يمكن أن تشمل الفحوصات الأخرى ما يلي:
يتطلب علاج الإسهال عادةً تعويض السوائل بالدرجة الأولى، وهذا يعني ببساطة أنه يجب عليك شرب المزيد من الماء والسوائل الحاوية على تركيز عالٍ من الشوارد مثل شراب الرياضيين.
في الحالات الأكثر خطورة يجب إعطاء السوائل عبر الوريد.
إذا كان سبب الإسهال جرثومياً قد يصف لك الطبيب المضادات الحيوية (أشيعها هو Ciprofloxacin).
سيتخذ الطبيب القرار المناسب للعلاج بناءً على:
ليس هناك حاجة عادةً إلى الأدوية في علاج التسمم الغذائي حيث إن الجسم قادرة على التخلص من هذا التسمم لوحده وبطريقة ذكية.
يمكنك تناول الباراسيتامول (paracetamol) في حال ارتفاع الحرارة، ويمكن أن يخفف (Loperamide) من الإسهال، لكن ينصح بتجنبه إذا ما ترافق الإسهال مع عدوى أو خروج دم، كما أنه يجب عدم استعماله لمدة طويلة.
إذا كنت تعاني من الإسهال يجب أن تتناول الأطعمة البسيطة، وخاصة في الـ 24 ساعة الأولى، بما في ذلك:
إذا لم تحقق الحمية والعلاجات البسيطة أي فائدة في تخفيف الإسهال، أو إذا استمرت الأعراض لأكثر من بضعة أيام، أو اشتملت على النزيف والغازات وارتفاع درجة الحرارة والتعب العام، يجب أن ترى الطبيب. يمكن للطبيب الخاص بك تحديد ما إذا كان الإسهال ناجم عن حالة أكثر خطورة.
هناك أعشاب طبيعية وعلاجات عشبية عديدة يمكن استخدامها لعلاج الإسهال.
تحتوي الأعشاب الأكثر فعالية عادة على واحد أو أكثر من المكونات الثلاثة الطبيعية التالية:
لبعض الأعشاب مفعول غير مباشر مضاد للفيروسات والجراثيم، وبعضها يحتوي على السكريات التي توفر الدعم للجهاز المناعي وتحفز نشاط البالعات والأضداد في الجسم لكن يبقى كل ذلك غير مثبت علمياً بشكل موثوق.
لأن الإسهال هو طريقة الجسم للتخلص من الجراثيم، فمن الأفضل أن تدع المرض يأخذ مجراه بدون أدوية.
إليك بعض الإجراءات التي تساعد في علاج الإسهال عند الرضع والأطفال:
على الرغم من أن الإسهال يمكن أن يحدث لأسباب مختلفة، هناك إجراءات يمكنك اتخاذها لمنعه:
يمكنك الوقاية من إسهال المسافرين باتباع الخطوات التالية قبل سفرك إلى المناطق النامية:
إذا كان لديك إسهال بسبب عدوى فيروسية أو جرثومية، يمكنك منع انتشار العدوى للآخرين عن طريق غسل يديك بشكل متكرر عن طريق استخدام الصابون والماء وفرك اليدين لمدة 20 ثانية على الأقل.
على الرغم من أن معظم حالات الإسهال تتراجع بشكل عفوي ودون أن تترك أي مشاكل مستقبلية فإنه وفي بعض الحالات يمكن أن تسبب مضاعفات خطرة، نذكر منها:
التجفاف: يمكن أن يؤدي التجفاف إلى: خزل معوي، خثرة في الوريد الكلوي، نزف دماغي، اختلاجات (بسبب اضطراب الشوارد)، قصور كلوي حاد.
سوء الامتصاص: يظهر الإسهال في الحالات المتقدمة بتناذر سوء الامتصاص (Malabsorption syndrome) والذي يشمل: