إنّ من أعظم القُربات التي يتقرّب بها المسلم إلى ربه -سبحانه- أن يتعلّم القرآن الكريم تلاوةً وفهماً، حيث حثّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- على تعلّم القرآن الكريم في كثيرٍ من الأحاديث الشريفة، منها: (اقْرَؤوا القرآنَ، فإنه يأتي يومَ القيامةِ شفيعاً لأصحابه)، وقد ذكر الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ درجة الماهر بالقرآن وهو يتلوه مع الملائكة الكرام البررة؛ لرفع الله -تعالى- منزلته، ولكي يبلغ المسلم هذه الدرجة الرفيعة من الأجر والثواب فإنّ عليه أن يتعلّم القراءة الصّحيحة التي أُنزلت على الرسول صلّى الله عليه وسلّم، فقرأ بها، وأقرأها لأصحابه، وهذا لا يكون إلا بالتلقّي والمشافهة من أهل العلم والاختصاص؛ لأنّه الأصل في علم التجويد، والتجويد هو إجادة القراءة وتحسين الأداء، وإعطاء الحروف والكلمات حقّها، وحفظ اللسان عن الخطأ خلال التلاوة، فهو علم يبحث في الكلمة القرآنية، وحروفها، وكيفيّة إخراجها على أتمّ وجه.
عرّف العلماء كلمتي المخرج والحرف لغةً واصطلاحاً؛ وبيان ذلك على النحو الآتي:
قسّم العلماء مخارج الحروف إلى خمسة مخارج عامّة؛ وهي: الجوف، والحلق، واللسان، والشفتان، والخيشوم، وسبعة عشر مخرجاً فرعيّاً، وبيان ذلك في ما يأتي:
اختلفت أقوال العلماء في عدد المخارج الرئيسية والفرْعية، فمنهم من فصّل المخارج فزادها، ومنهم من دمج مجموعةً من الحروف معاً في مخرجٍ واحدٍ، وفي ما يأتي بيان ذلك:
موسوعة موضوع