التسامح لغةً من مادة سَمَحَ وتعني السلاسة والسهولة، والمسامحة تعني المساهلة، وسماحه يعين جاد وأعطى، أو وافق على ما أريد، أما اصطلاحاً فهي أن يبذل الإسلام ما لا يجب منه تفضلاً، والتسامح مع الغير يكون بتيسيير الأمور، والملاينة وعدم القهر.
التيسير والتسهيل هو أصل في الإسلام، ومن صوره:
كفل الله تعالى الحرية لأهل الذمة، كما أمر المسلمون ألا يتعرضوا له في عقيدتهم وأن يتركوهم ودينهم، قال تعالى: (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ)، كما نهى عن مجادلتهم إلّا بالتي هي أحسن، قال تعالى: (لَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)، فامتثل المسلمون لذلك، فكانوا يرحمونهم ويحسنون إليهم، كما أباح الشرع الأكل من ذبائح أهل الكتاب، وأمر بالرفق معهم، وتبليغ الرسالة لهم، وتجلّى التسامح في خلق النبي صلى الله عليه وسلم حين عفى عن أهل مكة وجعلهم طلقاء، وكما أباح الإسلام أن يقابل المسلم الإساءة بمثلها، شجّع على العفو والمغفرة، وهذا من تمام الأخلاق، ولا يدل على ضعف أبداً، حيث يقتضي التسامح في الكثير من الأوقات التنازل عن الحقوق والعدل مع الآخرين، وهي سمة مميزة في الإسلام.
موسوعة موضوع