حثّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- على الإكثار من ذكر الله تعالى، ودوام استحضاره، وتسبيحه، وتعظيمه في سائر أوقات المسلم وأيامه، إلّا أنّه سنّ كذلك أذكاراً خاصةً لأوقاتٍ معينةٍ، ومن هذه الأذكار المقيدة الذكر؛ التسبيح بعد الصلوات المفروضة، وفيما يأتي بيان صيغ الأذكار عامّةً التي تُلحق بالصلوات المفروضة:
ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه كان يعقد التسبيح بأنامله ويديه، وذلك في عدّة أحاديثٍ، منها ما ورد عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- عن عبد الله بن عمرو حين قال: (رأَيْتُ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يعقِدُ التَّسبيحَ بيدِه)، كما ورد عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أيضاً إرشاده لنساءٍ من المهاجرات أن يسبحنّ ويقدسن الله -عزّ وجلّ- بأناملهنّ، ودليل ذلك قول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (عليكُنَّ بالتَّسبيحِ والتَّهليلِ والتَّقديسِ، واعقِدنَ بالأناملِ، فإنَّهنَ مسؤولاتٌ مستَنطَقاتٌ)، وفي الحديث السابق دلالةٌ على عقد التسبيح، والذكر على الأصابع بكلتا اليدين، اليمنى واليسرى، وخلاصة الأمر أنّ من عقد التسبيح بيديه كان موافقاً للسنة، والأفضل أن يكون ذلك باليد اليمنى؛ لأنّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- كان يحبّ التيامن في شؤونه كلّها.
موسوعة موضوع