الحديث المتواتر لغةً من التتابع، أي جاء الشيء على أثر شيءٍ سبقه، أو جاء على عقبه وتراً وتراً أي فرداً فرداً، وقيل أن بينهما فترة، كما قال آخرون إن التواتر بدون فترةٍ أي مدة، ومن ذلك قوله تعالى (ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى، أي يأتي رسول بعد رسول، وفي الاصطلاح فإن معنى الحديث المتواتر " ما بلغت رواته في الكثرة مبلغاً أحالت العادة تواطئهم على الكذب، ويدوم هذا فيكون أوله كآخره، ووسطه كطرفيه كالقرآن والصلوات الخمس " كما ذكر الجرجاني في مختصره.
وإنّ شروط الحديث المتواتر هي :
لا يوجد عددٌ معين مُحدد لرواة الحديث حتّى يكون متواتراً، بل يجب أن يكون العدد كثيراً بما يحقق استحالة تواطئهم على الكذب، وقيل أن يكون العدد ما فوق الأربعة رواة، وذهب أصحاب الشافعيّ أنّه لا يحصل التواتر في الحديث بأقل من خمسة قياساً على عدد أولي العزم من الرسل، وقيل عشرة رواةٍ؛ لأنّ ما دون العشرة يفيد الآحاد، وقيل اثنا عشر، وقيل عشرون، وقيل أربعون، وقيل سبعون، وقيل ثلاثمئة وبضعة عشر قياساً على عدد المسلمين يوم بدر، وقد عقّب أبو يعلى الفراء الحنبليّ على هذه الآراء، ورأى بأنّه لا يشترط عدد معين، ذلك أنّ العدد الكثير للرواة قد يتواطؤوا على الكذب، ولا يحصل العلم بخبرهم، بينما قد يحصل العلم بأقل من هذا العدد.
ينقسم الحديث المتواتر إلى نوعين هما :
موسوعة موضوع