الرقصات والأهازيج الشعبية بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
الرقصات والأهازيج الشعبية بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية

الرقصات والأهازيج الشعبية بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية.

 
وهي متنوعة حسب المناسبات، وبعضها يكون باللغة العربية الفصحى وهو قليل، وبعضها الآخر بالعامية حسب المكان أو القرية التي يقال فيها، كما أن بعضها يخلو من آلات الطرب كافة، ويعتمد على حسن صوت المنشد وجودة أدائه، بينما بعضها الآخر تصاحبه آلات مختلفة - على قلتها - مثل الزير والمزمار والطبل وغيرها، ومن ذلك ما يأتي:
 

إنشاد الخطيب والمجيب

 
ويكون ذلك عند عقد القران إذ يُحضر أهل العريس معهم الخطيب وهو منشدهم، ويهيئ أهل العروس المجيب وهو منشدهم. وقد عُرف هذا النوع من الفن لدى المدنيين ولم يكن منتشرًا عند أهل البادية والقرى، وقد كانت له أصوله وقواعده، ويبدأ الاحتفال بتلاوة عطرة من كتاب الله الكريم يرتلها أحد الحافظين الموجودين بصوته العذب بخشوع، ثم يأتي دور (الخطيب) وهو الرجل الذي جاء مع أهل العريس، ولديه قدرات وإمكانات صوتية خاصة يؤثر بها في النفوس، ويهزها هزًا بصوته الشجي وعذوبة حنجرته وبلاغة أسلوبه وطول وقوفه، ويقوم بإلقاء قصيدة (الخطوبة) المتضمنة إعلان الخطوبة، مادحًا وممجدًا فيها أهل العروسين، وذاكرًا الرغبة الأكيدة في إتمام المصاهرة وإعلانها للجميع لتكون على مرأى ومسمع من القريب والبعيد.
 
ومن الأمثلة على هذا النوع من الاحتفالات قصيدة رائعة من روائع أديب المدينة المنورة وشاعرها الشيخ (أحمد عابد) نظمها بمناسبة حفل التسليم وتغنى بها أحد المنشدين، وفيها يقول:
 
 
إنـا قصدنـا لنـاديكم بمـن حضرا     نـرومُ أمـرًا بـه ربُّ السـما أمرا
ونثنــي  بالثنـا عنكـم ونُنشـدكم     شـعرًا كـروض بكم قد أطلعَ الثمرا
قِـران مـن كملت أخلاقه "........"     قـد  ناسب النَّيِّريْن: الشمسَ والقمرا
فبالرفــا  والبنيـنَ العقـدُ بينهمـا     وبالهنا والمنـى مـا شـاعَ وانتشرا
لنيِّريـه الهنـا فـي ظـلِّ خيرِ فتىً     أعني "........" الذي بالفضل قد شُهرا
وسُـنَّة  الهاشـمي فـي دارِ هجرتِهِ     نعـم يقـلُّ لديهـا شـكرُ من شَكرا
أزكـى الـصلاةِ على المختارِ سيدِنا     والآلِ  والصحبِ ما بدرُ التمامِ سرى
موصولـةً  بسـلامٍ, نفحُـهُ عَطِـرٌ     ما  صاحَ شادٍ على زهرِ المنى سِحَرا
ثم يأتي دور (المجيب) وهو الرجل الذي جاء مع أهل العروس، وله صوت نديٌّ رخيم يؤثر في النفوس، إذ يقوم بالرد على الخطيب بقصيدة جميلة مرحِّبًا بهذه المصاهرة وهذا القدوم المبارك.
 
ومن الأمثلة على ذلك قصيدة رائعة من روائع أديب المدينة المنورة وشاعرها الشيخ (عمر بري) نظمها بمناسبة الرد على الخطيب وتغنى بها أحد المنشدين، وهي:
 
 
أهلاً وسـهلاً بمـن نرجـو بهم أبدًا     نيـلَ الصَّفـا والوفـا والرعيَ للذممِ
شـرفتمونا وجــوهَ الخـير إنكـم     كـواكبٌ قـد أنـارت حـالِك الظُّلَمِ
فحُسـنُ  ليلتنـا يزهـو بكـم عجبًا     فكلُّنـا  فـي سـرور غـير متَّهـمِ
لكـم  صنـوفُ الرضـا منا ويتبعهُ     شـكرٌ  يسيرُ مسيرَ الشمس في الأممِ
وهـذه ســنَّةُ المختــارِ يتبعهـا     بكـل  فـرعٍ كـريمِ الأصلِ والشيمِ
فنسـألُ اللـهَ فـي هـذا القرانِ لنا     وللعروسـينِ  سـعدًا وافـرَ الكـرمِ
ثـم  الـصلاةً علـى المختارِ سيِّدِنا     والآلِ  والصحبِ فـي بدءٍ ومختتمِ  
 
شارك المقالة:
57 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook