الشدائد رسائل إلهية: تحثُّك على الالتجاء إليه، والوقوف على أبوابه، والتلذُّذ بسؤاله، وطول مناجاته، فلا يصرفك الملل عن الحِمى؛ فعما قريب تنال المنى، ولكن نسأل الله الإقبال عليه من غير ضرَّاء مضرة، ولا فتنة مضلَّة، وقد علَّمنا نبيُّ الرحمة صلى الله عليه وسلم أن نقول: ((اللهم نسألك العافية في الدنيا والآخرة)).
4- إذا تخلى عنك القريبُ والبعيد والصديق، واستفرد بك العدو، فاقرأ قوله تعالى: ? حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ? [التوبة: 129]، سبع مرات في الصباح والمساء، والنتيجة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((كفاه الله ما أهمَّه من أمر الدنيا والآخرة))، ومصداق ذلك قوله تعالى: ? وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ? [الطلاق: 3]؛ أي: كافيه.
5- إذا اشتدَّت في حياتك المخاوف، واضطربت الأمور، ووقعتَ في الحَيرة، فاقرأ قوله تعالى: ? وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ? [يونس: 109]، نفِّذ أمر الله تعالى، وترقَّب حكمه العدل، وقراره الفصل فيما تخاف وتحذر، ففيه الخير في دنياك وآخرتك.
6- الأقدار الإلهية منظومةٌ متكاملة، فكُنْ على حذر شديد من سهامها، وصدَق مَن قال: ومَن أخذ عزًّا بغيرِ حق، أورثه الله ذلًّا بحق، ومَن جمع مالًا بظلمٍ، أورثه الله فقرًا بغيرِ ظلم[1]، وإذا أردت الاطمئنان والسكينة والراحة، فاقرأ هذه الآية: ? لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ ? [الروم: 4].
فإذا كان الله سبحانه بيده الخير، وبيده المُلك، وبيده مَلَكوتُ كل شيء، فلماذا تلجأ إلى العبيد، وتمدُّ يدك إليهم؟ اعتمادُ المخلوق على المخلوق اعتمادُ ضعيفٍ على ضعيف في سلسلة كلُّها ضعفاء.
8- مفاتيح الخزائن بيد الله، فلا تُذِلَّ نفسك لغيره، واقرأ قول الله تعالى: ? وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ ? [الحجر: 21].
9- إذا أردتَ أن تعلم مدى سَعَة رحمة الله سبحانه، فاقرأ قوله تعالى: ? وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ ? [الأعراف: 156].
10- إيذاء المؤمنين الصادقين رفعةٌ لهم في الدنيا والآخرة، وصدق مَن قال:
كم ينال الزمان من أحراره ??? وفخار الزمان في أحراره
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.