الكُتب لغةً جمع كتاب؛ وهي مُشتَقّة من الفعل كَتَبَ، وهذه الحروف الثلاث بهذا الترتيب تدلّ على الجمع والضمّ؛ أي ضمّ الشيء إلى بعضه، وسُمِّي الكتاب بذلك؛ لاجتماع محتواه بالكتابة؛ فالإيمان بالكُتب يعني: الإيمان بما ضُمَّ وجُمِع من الكُتب التي أنزلها الله -تعالى- على رُسُله -عليهم السلام-، كما يدلّ الإيمان بالكُتب على الإيمان بجميع ما أوحى به الله -تعالى- إلى رُسُله؛ سواء خُطَّ في كتاب، أم لم يُخَطّ، قال -تعالى-: (قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)، ويدلّ ذلك على أنّ الله -تعالى- لم يُؤتِ الأنبياء جميعهم كُتباً، وقد ورد الإيمان بالكُتب تعبيراً بالجزء عن الكلّ؛ أي الإيمان بكلّ ما أنزله الله -تعالى- على رُسُله، ويقتضي الإيمان بالله -تعالى- الإيمان بكُتُبه أيضاً؛ أي الاعتقاد الجازم بأنّ هذه الكتب مُنزَّلة من عند الله -تعالى-، ومُوحى بها منه؛ إذ إنّ منشَأها من عند الله -تعالى-، والإيمان بها يقتضي العمل بها، والتعبُّد بما جاء فيها، والإقرار بها قولاً بأنّها من عند الله، وفِعلاً بالامتثال بأوامرها، والانتهاء عمّا فيها من نواهي.
يُعَدّ عدد الكُتب السماوية من المباحث التي لا يمكن الجزم فيها؛ نظراً لأنّ عددها غير معلوم، أمّا الكُتب السماويّة المعروفة، فهي التي ذُكِرت في القرآن الكريم، وهي: القرآن الكريم الذي أُنزِل على محمّد -صلّى الله عليه وسلّم-، والتوراة التي أُنزِلت على موسى -عليه السلام-، والإنجيل الذي أُنزِل على عيسى -عليه السلام-، وزبور داود -عليه السلام-، وصُحف إبراهيم -عليه السلام-، ويلزم من المسلم الإيمان بالكُتب السماوية إجمالاً، فلا فائدة تتحصّل من إحصائها، ومعرفتها على وجه التفصيل، في حين أنّ ما ورد من الأحاديث بأنّ عدد الكُتب السماويّة يبلغ مئة وأربعة كُتب، فهو حديث باطل موضوع، وفي سَنده كذب.
وردت في القرآن الكريم أسماء خمسٍ من الكُتب التي أنزلها الله -تعالى- على رُسُله، وبيانها فيما يأتي:
موسوعة موضوع