المؤتمر العالمي الأوّل لتوجيه الدّعوة وإعداد الدّعاة بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية.
عقد هذا المؤتمر في رحاب الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في الفترة من 24 - 29 صفر 1397هـ الموافق 14 - 19فبراير 1977م. وقد دعت الجامعة إلى عقد هذا المؤتمر العالمي انطلاقًا من أهدافها السامية في تبليغ رسالة الإسلام الخالدة إلى العالم عن طريق الدعوة وغرس الروح الإسلامية وتنميتها، وتعميق التدين العملي في حياة الفرد والمجتمع المبني على إخلاص العبادة لله وحده، وتجديد المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
أهداف المؤتمر
التعريف بالدعوة الإسلامية ومنهاجها الأقوم في توجيه الحياة الإنسانية في كل جوانبها إلى غايتها الفاضلة التي يسعد بها الإنسان في دنياه وأخراه، وفي توجيه بناء حضارتها بناءً متكاملاً يلبي دائمًا مطالب الروح والجسم معًا.
الأخذ بأفضل المناهج والأساليب العلمية في إعداد الدعاة وتمكينهم من أداء رسالتهم.
التطوير العلمي لأساليب الدعوة على ضوء النتائج العملية في حقل الدعوة.
دراسة المشكلات والصعوبات التي تعترض مسار الدعوة والعمل على حلها بالوسائل الممكنة.
تقوية سبل الاتصال والتعاون بين الهيئات والمؤسسات المعنية بالدعوة الإسلامية، والتنسيق العام للجهود المبذولة في هذا الميدان على الصعيد العالمي، وتنظيم سبل التعاون الإيجابي بين الدعاة.
تعزيز الدعوة الإسلامية والتمكين لها في مواجهة التحديات المعادية والتيارات المضادة للإسلام وصدها.
المتابعة العلمية لحركة الدعوة الإسلامية، وملاحظة اتجاهاتها وتقويم نتائجها وآثارها، والعمل المشترك على تعزيزها وتعميق مسارها وتحقيق أهدافها.
التوصيات:
وقد اشترك في هذا المؤتمر علماء ودعاة من نحو سبعين قطرًا من أقطار العالم، وأصدروا التوصيات التي يمكن أن تحقق أهداف المؤتمر، ومن أهمها عشر توصيات:
تحذير المسلمين من أعداء السنة الذين يزعمون أن القرآن وحده يكفي في التشريع والاعتقاد والعبادات، فإن هؤلاء أعداء للكتاب والسنة جميعًا، والمسلمون يجمعون على أن الإسلام يقوم على الكتاب والسنة معًا
الاهتمام الخاص بالمرأة من حيث التربية الدينية والثقافية الإسلامية حتى تكون قادرة على القيام بوظيفتها وأداء رسالتها في الحياة.
مطالبة أمانة المؤتمر الإسلامي بجدة بإنشاء مسجد في مقر الأمم المتحدة، إذ إنه لا يليق أن يسبق اليهود والنصارى إلى إنشاء أمكنة عبادة لهم، ويتأخر المسلمون في إقامة بيت الله.
العناية بالإعداد العلمي والثقافي للداعية، حتى تكون دعوته على بصيرة، كما أمر الله، بحيث يعرف دعوته، ويعرف عصره، ويعرف من يدعو، وكيف يدعو، عن طريق منهج متكامل تشترك في وضعه لجنة من كبار العلماء والدعاة في العالم الإسلامي على أن تتوافر فيه المقومات الآتية:
o دراسة إسلامية مؤسسة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ومنهج السلف الصالح، مع العناية بالسيرة النبوية، والحذر من الأحاديث الموضوعة والواهية.
o دراسة لغوية وأدبية تعين على فهم الإسلام، وحسن عرضه بأسلوب بليغ.
o دراسة التاريخ الإسلامي، بما فيه من أمجاد وبطولات، واستخلاص العبر منه، وخصوصًا من سير الأبطال ورجال الفكر والدعوة في الإسلام، مع التحذير من الزيف والتحريف الذي شاب هذا التاريخ قديمًا وحديثًا.
o القدر المناسب من الثقافة العامة، والعلوم الحديثة، وبخاصة العلوم الإنسانية، على أن يدرسها من يوثق بدينه عقيدة وعملاً.
دعوة الجامعات في البلاد الإسلامية بأن تخصص منحًا دراسية لأبناء الأقليات الإسلامية ليتلقوا علومهم في الكليات النظرية والعملية كالطب والهندسة وغيرهما.
التأكيد على أن الخلافات الفرعية لا يجوز أن تكون مثار خصومة وشقاق، وأن توحيد الصف الإسلامي فريضة لازمة تجاه خصوم كثيرين تكالبوا عليه.
إنشاء اتحاد عام للصحافة الإسلامية لتيسير تبادل الأنباء والموضوعات والأحداث الإسلامية العالمية.
الدعوة إلى تحقيق مبدأ التكافل الاجتماعي الذي جاء به الإسلام، عملاً بشرع الله وإغلاقًا للأبواب أمام الدعوات المادية المضادة للإسلام.
العناية باللغة العربية والعمل على نشرها على أوسع نطاق بين المسلمين والتحذير من الدعوات المشبوهة لترويج العامية، واستبدال الحروف العربية بالحروف اللاتينية.
استنكار جميع ما تقدمه وسائل الإعلام في الدول الغربية مثل الروايات المسلسلة التي تظهر المسلمين في صورة مزرية، ووضع اسم (مكة) على نوادي القمار والرقص.
العربية
