المكتبات في منطقة حائل في المملكة العربية السعودية.
نشأت في المنطقة بداية بجهود ذاتية من المعنيين بالشأن المعرفي على شكل مقتنيات من المخطوطات والكتب، وأول مكتبة أهلية عامة عرفتها حائل هي (مكتبة النجاح) التي تعاون على إنشائها مجموعة من شباب المنطقة، ومنهم العاملون من أبناء حائل في شركة (أرامكو)، ومن أبرز مكتبات مدينة حائل المكتبة الحديثة التي أسسها صالح المحيسن عام 1386هـ / 1966م، ومكتبة الآداب التي أسسها الدكتور ناصر بن عقيل الطريفي عام 1387هـ / 1967م، وقد أُسست في مساحة صغيرة بسوق الصناع، ثم انتقلت إلى موقع أكبر بجوار مسجد الشيخ الفوزان، وكانت تضم كتبًا في فروع المعرفة الإسلامية، مثل: التفسير، والحديث، والفقه، وغير ذلك من العلوم الشرعية؛ إضافة إلى كتب اللغة العربية، مثل: النحو، والبلاغة، وكتب متنوعة في مجالات ثقافية أخرى؛ إضافة إلى بيع الأدوات المدرسية والمكتبية، وكانت مصادر إمداد المكتبة بالكتب متنوعة فمنها ما هو من مكتبات داخل المملكة في مكة المكرمة، والمدينة المنورة، والرياض، ومصادر من خارج المملكة مثل: سورية، ولبنان، وقد انتقلت جميع مقتنيات المكتبة إلى المكتبة الحديثة عام 1393هـ / 1973م. ثم أُسست مكتبة المعرفة عام 1401هـ / 1981م، وكان أول كتاب صدر بالتراجم من حائل لعلمائها هو (زهر الخمائل في تراجم علماء حائل) لعلي بن محمد الهندي.
أ - المكتبات الخاصة:
عرفت حائل عددًا كبيرًا من المكتبات الشخصية، ومن أوائل من أسسوا مكتبات في بيوتهم: عوض بن محمد الحجي، وعيسى الحمود المهوس الذي كانت لديه مكتبة قيل إنها كانت تضم عشرة آلاف كتاب. كذلك مكتبة الشيخ سليمان بن عطية بن سليمان المزيني الذي كان جامعًا للكتب، وامتلك مكتبة عظيمة نسخ بعض كتبها بنفسه، وورث بعضًا منها عن أبيه، ومكتبة الشيخ عمر بن يعقوب بن محمد بن المحمد السعد الذي كان شغوفًا بالمعرفة، وورث مكتبة والده التي ورثها عن جده، وزاد فيها حتى مماته؛ ومكتبة الشيخ علي بن عبدالعزيز بن أحمد العباس التي كان أغلبها مخطوطات بعضها بخط يده. ومن المكتبات المعروفة أيضًا في حائل مكتبة الشيخ علي بن صالح بن سالم البنيان الذي كان شغوفًا بجمع الكتب والتصانيف والمخطوطات، وورث مكتبة ثرية عن أبيه زادها وأغناها بكتب نادرة؛ كما كان للشيخ عبدالكريم بن ناصر بن راشد الخياط مكتبة كبيرة أغلبها من المخطوطات بعضها نادر، وكانت هناك مكتبات لصالح السالم البنيان، وحمود بن حسين، وعبدالرحمن الملق، وسليمان العطية، وقبلهم كان عبيد بن علي بن رشيد يهتم كثيرًا بالمخطوطات. وكان للشيخ الفرضي عبدالله بن عمران بن عبدالله بن دخيل الله بن دهيش مكتبة عامرة بالكتب التي خط بعضها بيده. كذلك كان للشيخ عبدالله بن راشد المرجان مكتبة قيمة أغلبها مخطوطات قديمة، كما أحب الشيخ صالح العلي الطويرب نسخ الكتب بيده، وكانت عنده مكتبة من هذه المخطوطات المنسوخة، واهتم الشيخ حمد بن صالح الشبل باقتناء الكتب، وكانت عنده مكتبة شخصية، كما أنشأ الشيخ يوسف بن عبدالعزيز بن محمد بن يوسف النافع مكتبة عظيمة؛ إذ كان محبًا للعلم شغوفًا بجمع الكتب، وبقي من المكتبات الخاصة محفوظًا حتى الآن مكتبتان شهيرتان هما:
1 - مكتبة الشيخ حمود بن حسين الشغدلي:
وتميزت بتنوع المصنفات التي تحويها، وإن كان أغلبها من الكتب الدينية ذات الصلة بنظام التعليم السائد، وبالمذهب الحنبلي.
2 - مكتبة الشيخ صالح السالم:
تتشابه مكتبة الشيخ صالح السالم مع المكتبات الخاصة الأخرى؛ حيث إن متنها الرئيس يعتمد على الكتب الدينية؛ وبخاصة في المذهب الحنبلي، وعدد آخر من الكتب ذات الصلة بالمعرفة والثقافة العامة.
وتبرز أهمية هاتين المكتبتين من حرص صاحبيهما: وهما من كبار رجال العلم وقتئذٍ - على الانفتاح على العلوم الأخرى غير الفقهية والشرعية صاحبة السيادة على الثقافة العامة.
ب - المكتبات العامة:
1 - مكتبة حائل العامة:
أُسست مكتبة حائل العامة عام 1395هـ / 1975م وكانت تتبع وزارة المعارف، وتعد المكتبة من المكتبات المتطورة فئة (أ) وتضم ما يقارب 12.000 عنوان، ويوجد منها نحو 40.000 نسخة تشمل جميع فروع المعرفة، وتعمل على فترتين صباحية ومسائية لتتيح المجال للراغبين في الاستفادة من محتوياتها، وقد انتقلت المكتبة إلى وزارة الثقافة والإعلام عام 1426هـ / 2005م، وتوالى على إدارة المكتبة عدد من القيادات الإدارية المعنية بالشأن الثقافي، مثل: الأستاذ عاشق بن عيسى الهذال، والأستاذ محيميد الفقيه، والأستاذ محمد بن عبدالله الوهيب، والأستاذ عبدالله بن محمد الجهني، والأستاذ عبدالرزاق بن عبدالكريم الشدوخي، كما أهدى بعض المثقفين ودور النشر الخاصة مقتنياتهم من المكتبات الشخصية للمكتبة العامة.
2 - مكتبة النادي الأدبي بحائل:
أُسست مع بداية النادي لخدمة الرواد والباحثين في جميع المجالات، وتعد من أهم المكتبات في المنطقة، حيث يقع عليها عبء إكساب الخبرات، وتنمية المهارات في التعامل مع مصادر المعلومات على اختلاف أنواعها، وتعدد أشكالها، وتهدف إلى توفير مختلف الكتب، والدوريات، والتقارير، والرسائل الجامعية وغيرها، وإتاحة فرص الاستفادة منها، وتوفير الخدمات المكتبية، والمعلوماتية، والوثائقية التي تعنى باحتياجات الباحثين في مجال الأدب والمجالات الأخرى، باستخدام وسائل التقنية المتاحة. وفي ضوء تلك الأهداف تقوم المكتبة بالمهمات الأساسية الآتية:
اقتناء الإنتاج الفكري الإنساني لأبناء منطقة حائل وتنظيمه وتوثيقه والتعريف به ونشره.
تكوين وتطوير المجموعات الأساسية من مصادر المعلومات الأخرى.
العمل على بث وإيصال المعلومات إلى الباحثين والمستفيدين داخل النادي وخارجه.
تقديم الخدمات المرجعية والإعارة الداخلية والخارجية.
توفير خدمات البحث الآلي للباحثين.
وتتبع المكتبة نظام الأرفف المفتوحة الذي يتيح للقارئ التعامل المباشر مع الكتب دون وسيط، وتسهيل البحث والاطلاع، وسرعة الوصول إلى المادة المطلوبة، وتضم المكتبة أرشيفًا لجميع الصحف والمجلات يمثل مرجعًا للاستفادة منه، كما توجد المعلومات السمعية والبصرية الوثائقية ذات الصلة كالأنشطة العلمية والثقافية من ندوات، ومحاضرات، وأمسيات، ومن خطط المكتبة المستقبلية إنشاء مكتبة الطفل للإسهام في العناية بأطفال المنطقة وتنشئتهم ثقافيًا، وربطهم بأمتهم وتراثها وحضاراتها، إضافة إلى غرس حب القراءة والمطالعة في نفوسهم.
ومن خدمات المكتبة الإعارة الخارجية، والاطلاع الداخلي، وحجز الكتب، والإرشاد والمراجع، والبحث الآلي، وتضم ما يربو على ثلاثة آلاف مجلد تشمل جميع المعارف، كما يصل المكتبة جميع الصحف والمجلات السعودية بالإضافة إلى الدوريات والمجلات المتخصصة في الوطن العربي، وتستخدم المكتبة وسائل الفهرسة العالمية الحديثة المتعارف عليها.
3 - مكتبة مركز الأمير فيصل ابن فهد الثقافي:
أُسست مع تأسيس المركز على مساحة كبيرة من أرضية المركز، وتعد من أهم المكتبات الحديثة التي عرفتها المنطقة، وتضم عددًا كبيرًا من العناوين في مختلف موضوعات المعرفة.
العربية
