المواكب لجبران خليل جبران<br><br>الخيرفي الناس مصنوعٌ اذا جُبروا و الشرُّ في الناس لا يفنى و إِن قبروا<br><br>و أكثر الناس آلاتٌ تحركها أصابع الدهر يوماً ثم تنكسرُ<br><br>فلا تقولنَّ هذا عالم علمٌ و لا تقولنَّ ذاك السيد الوَقُرُ<br><br>فأفضل الناس قطعانٌ يسير بها صوت الرعاة و من لم يمشِ يندثر<br><br>ليس في الغابات راعٍ.........لا...و لافيها القطيعْ<br><br>فالشتا يمشي و لكن............ لا...يُجاريهِ الربيعْ<br><br>خُلقَ الناس...عبيداً......... للذي يأْبى الخضوعْ<br><br>فإذا ما هبَّ... يوماً......... سائراً سار الجميعْ<br><br>أعطني النايَ و غنِّ......... فالغنا يرعى العقولْ<br><br>و أنينُ الناي أبقى......... من... مجيدٍ و ذليلْ<br><br>و ما الحياةُ سوى نومٍ تراوده احلامُ من بمرادِ النفس يأتمرُ<br><br>و السرُّ في النفس حزن النفس يسترهُ فإِن تولىَّ فبالأفراحِ يستترُ<br><br>و السرُّ في العيشِ رغدُ العيشِ يحجبهُ فإِن أُزيل توَّلى حجبهُ الكدرُ<br><br>فإن ترفعتَ عن رغدٍ و عن كدرِ جاورتَ ظلَّ الذي حارت بهِ الفكرُ<br><br>ليس في الغابات حزنٌ......... لا و لا فيها الهمومْ<br><br>فإذا... هبّ... نسيمٌ......... لم تجىءْ معه السمومْ<br><br>ليس حزن النفس الاَّ......... ظلُّ...وهمٍ...لا يدومْ<br><br>و غيوم النفس تبدو......... من...ثناياها النجومْ<br><br>أعطني الناي و غنِّ......... فالغنا يمحو المحنْ<br><br>و أنين الناي يبقى......... بعد أن يفنى الزمنْ<br><br>و قلَّ في الأرض مَن يرضى الحياة كما<br><br>تأتيهِ عفواً و لم يحكم بهِ الضجرْ<br><br>لذلك قد حوَّلوا نهر الحياة الى أكواب وهمٍ اذا طافوا بها خدروا<br><br>فالناس ان شربوا سُرَّوا كأنهمُ رهنُ الهوى و عَلىَ التخدير قد فُطروا<br><br>فذا يُعربدُ ان صلَّى و ذاك اذا اثرى و ذلك بالاحلام يختمرُ<br><br>فالأرض خمارةٌ و الدهر صاحبها و ليس يرضى بها غير الألى سكروا<br><br>فإن رأَيت اخا صحوٍ فقلْ عجباً هل استظلَّ بغيم ممطر قمرُ<br><br>ليس في الغابات سكرٌ......... من مدامِ او خيالْ<br><br>فالسواقي ليس فيها......... غير اكسير الغمامْ<br><br>انما التخدير ُ ثديٌ............ و حليبٌ...للانامْ<br><br>فاذا شاخوا و ماتوا............بلغوا سن الفطامْ<br><br>اعطني النايَ و غنِّ.........فالغنا خير الشرابْ<br><br>و أنين الناي يبقى...... بعد أن تفنى الهضاب<br><br>و الدين في الناسِ حقلٌ ليس يزرعهُ غيرُ الأولى لهمُ في زرعهِ وطرُ<br><br>من آملٍ بنعيمِ الخلدِ مبتشرٍ و من جهول يخافُ النارَ تستعرُ<br><br>فالقومُ لولا عقاب البعثِ ما عبدوا رباًّ و لولا الثوابُ المرتجى كفروا<br><br>كأنما الدينُ ضربٌ من متاجرهمْ إن واظبوا ربحوا او اهملوا خسروا<br><br>ليس في الغابات دينٌ......... لا و لا الكفر القبيحْ<br><br>فاذا... البلبل...غنى......... لم يقلْ هذا الصحيحْ<br><br>إنَّ...دين الناس يأْتي......... مثل ظلٍّ...و يروحْ<br><br>لم يقم في الأرض دينٌ............بعد طه و المسيح<br><br>اعطني الناي و غنِّ............ فالغنا خيرُ الصلاة<br><br>و أنينُ الناي يبقى............بعد ان تفنى الحياةْ<br><br>و العدلُ في الأرضِ يُبكي الجنَّ لو سمعوا بهِ و يستضحكُ الاموات لو نظروا<br><br>فالسجنُ و الموتُ للجانين إن صغروا و المجدُ و الفخرُ و الإثراءُ إن كبروا<br><br>فسارقُ الزهر مذمومٌ و محتقرٌ و سارق الحقل يُدعى الباسلُ الخطر<br><br>و قاتلُ الجسمِ مقتولٌ بفعلتهِ و قاتلُ الروحِ لا تدري بهِ البشرُ<br><br>ليس في الغابات عدلٌ......... لا و لا فيها العقابْ<br><br>فاذا الصفصاف ألقى......... ظله... فوق الترابْ<br><br>لا يقول السروُ هذي............ بدعةٌ ضد...الكتابْ<br><br>انَّ عدلَ الناسِ ثلجُ......... إنْ رأتهُ الشمس ذابْ<br><br>اعطني الناي و غنِ............فالغنا عدلُ القلوبْ<br><br>و أنين الناي يبقى............بعد أن تفنى الذنوبْ<br><br>و الحقُّ للعزمِ و الارواح ان قويتْ سادتْ و إن ضعفتْ حلت بها الغيرُ<br><br>ففي العرينة ريحٌ ليس يقربهُ بنو الثعالبِ غابَ الأسدُ أم حضروا<br><br>و في الزرازير جُبن و هي طائرة و في البزاةِ شموخٌ و هي تحتضر<br><br>و العزامُ في الروحِ حقٌ ليس ينكره عزمُ السواعد شاءَ الناسُ ام نكروا<br><br>فإن رأيتَ ضعيفاً سائداً فعلى قوم اذا ما رأَوا اشاههمنفروا