ج. الضغط الجوي Atmospheric Pressure
ينشأ الضغط الجوي نتيجة تأثير وزن الهواء ـ إذ أن الهواء مادة لها وزن مثل سائر المواد ـ ويعادل الضغط الجوي عند سطح البحر عموداً من الزئبق ارتفاعه 76 سم. ويتناسب الضغط الجوي عكسياً مع درجة حرارة الهواء، فإذا ما ارتفعت درجة الحرارة يتمدد الهواء إلى أعلى وتقل كثافته، ومن ثم يتناقص وزنه وضغطه. والعكس صحيح، إذا انخفضت درجة الحرارة ينضغط الهواء ويزداد وزنه. كما يتأثر الضغط الجوي بالارتفاع، إذ يقل بالارتفاع عن سطح البحر[1].
توزيع نطاقات الضغط الجوي وعلاقاتها بالدورة الهوائية العامة
يختلف الضغط الجوي من منطقة إلى أخرى، تبعاً لاختلاف سطح الأرض ما بين يابس وماء، لذا يُقسم سطح الأرض إلى نطاقات الضغط التالية:
1- نطاق الضغط المنخفض الاستوائي (الرهو الاستوائي) Doldrums
ويتركز هذا النطاق بين دائرتي عرض 5 درجة شمالاً، 5 درجة جنوباً، نتيجة ارتفاع درجة الحرارة طوال السنة، ويتزحزح هذا النطاق شمالاً وجنوباً مع حركة الشمس الظاهرية صيفاً وشتاءً.
2- نطاقا الضغط المرتفع وراء المدارين (نطاقا عرض الخيل Horse Latitudes)[2]
يمتد هذان النطاقان بين دائرتي عرض 25 درجة، 35 درجة شمالاً وجنوباً، ويرجع وجود هذين النطاقين إلى هبوط الهواء، (الذي تصاعد بفعل حرارة الشمس حول خط الاستواء)، بفعل البرودة التي تعرض لها في طبقة التربوسفير. وتتجه الرياح التجارية من هذين النطاقين نحو مناطق الضغط المنخفض المجاورة، كما يتضح من (شكل نطاقات الضغط الثابتة).
3- نطاقا الضغط المنخفض قرب الدائرتين القطبيتين Sub Polar Lows
وينحصران بين دائرتي عرض 45 درجة، 60 درجة شمالاً وجنوباً. ويتكون هذان النطاقان بالقرب من الدائرتين القطبيتين الشمالية والجنوبية بسبب وجود تيارات هوائية صاعدة. وتتجه إلى هذين النطاقين الرياح القطبية الباردة التي تهب من المناطق القطبية، والرياح العكسية من نطاقي الضغط المرتفع عند عروض الخيل.
4- نطاقا الضغط المرتفع القطبي Polar Highs
يتكون عند القطبين نطاقان من الضغط الجوي المرتفع تبعاً لهبوط الهواء لشدة برودته، وتتجه من هذين النطاقين الرياح القطبية نحو الضغط المنخفض شبه القطبي.
[1] ترجع بداية عمليات قياس الضغط الجوي إلى مجهودات العالم تورشيلي Torricelli، الذي اخترع جهاز البارومتر الزئبقي Mercurial Barometer عام 1648. ويُقاس الضغط الجوي بالبوصة أو الملليبار، وتعادل البوصة 33.9 ملليبار، ويعادل الملليمتر 1.36 ملليبار. ويكون الضغط الجوي عند سطح البحر 76 سم (أي أن وزن الهواء عند سطح البحر يعادل عموداً من الزئبق، ارتفاعه 76سم ومساحة مقطعه 1 سم2)، أو 79.79 بوصة ، أو 1013.7 ملليبار.
[2] يعتقد بأن تسمية عروض الخيل جاءت نتيجة مشاهدة المسافرين عبر المحيط الأطلسي، كثيراً من الخيول الميتة ي هاتين المنطقتين، إذ تتسم الرياح في هذا النطاق بالسكون، وبالتالي كانت السفن الشراعية إذا أبحرت عبر أي من هاتين المنطقتين تحتاج إلى مدة أطول في سفرها من أوروبا إلى الأمريكتين وبالعكس، مما يؤدي إلى نفاذ علف الخيول المنقولة قبل وصولها، لذلك كان الكثير من الخيول يموت ويُلقى في البحر.