النادي الأدبي في منطقة عسير في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
النادي الأدبي في منطقة عسير في المملكة العربية السعودية

النادي الأدبي في منطقة عسير في المملكة العربية السعودية.

 
في أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات الهجرية/الأربعينيات وأوائل الخمسينيات الميلادية أنشأ علي محمد علوان ما يمكن أن يُعد نواة هذا النادي، فقد اتخذ - مع مجموعة من أصدقائه - من دار محمد حيدر مقرًا لإقامة بعض الأنشطة الثقافية البسيطة، ثم توسعت أنشطة النادي بعد ذلك حتى شملت الأنشطة الرياضية، ورُشح لرئاسته آنذاك الملازم يحيى المعلمي عند بداية تخرجه وعمله في شرطة أبها.
 
وكان يحيى المعلمي قد بذل جهدًا في سبيل حمل كبار الموظفين على الانتساب إلى النادي والمشاركة فيه، فانتسب إليه أعضاء فخريون وإداريون ولاعبون من موظفي الشؤون الصحية والمالية ومن الشرطة. وتشكلت إدارة جديدة للنادي، وانتقل المعلمي خارج عسير، فتولى أحمد بن إبراهيم النعمي إدارة النادي، ثم الشاعر أحمد مطاعن، واستمر النادي على هذا الأساس في مزاولة أنشطته بطريقة ذاتية تدعمها إدارة الأفراد وطموحاتهم وقدراتهم الثقافية والأدبية. وبعد تولي رئاسة رعاية الشباب الإشراف على النوادي أُطلق عليه نادي (الوديعة) ليتحول إلى ممارسة الأنشطة الرياضية مع شيء من الثقافة  .  واستمر على هذه الحال حتى افتُتح فرع لرعاية الشباب في المنطقة باسم (مكتب رعاية الشباب بالمنطقة الجنوبية)، وكان طموح المثقفين قد دفع بعضهم إلى الاجتماع في هذا المكتب بعد تأسيسه لمناقشة فكرة تأسيس ناد أدبي ليستقل بالأنشطة الثقافية، وليبقى نادي الوديعة على ما أُسس من أجله، وكان المجتمعون يمثلون شرائح مختلفة من المجتمع بين قاض وأديب وشاعر وموظف، ومنهم: عبدالله بن علي بن حميد، وهاشم النعمي، ومحمد بن إبراهيم النعمي، وعباس سحلي، ومهدي الراقدي، وأحمد عسيري، وعلي القرني، وحسين الأشول، وعبدالمعطي عسيري، وبعد ذلك قرروا - بمساعدة من مكتب رعاية الشباب - رفع طلب إلى الرئاسة العامة لرعاية الشباب مطالبين فيه بإنشاء ناد أدبي في أبها وتمت الموافقة عليه، وكان ذلك في سنة 1398هـ/1978م.
 
وفي العام نفسه تم عقد اجتماع للمؤسسين لبحث الخطوات اللازمة لانطلاقة أعمال النادي، فكان أول مجلس إدارة قد تكوّن من كل من: عبدالله بن حميد رئيسًا، هاشم النعمي نائبًا، ومهدي الراقدي سكرتيرًا، وعبدالمعطي عبدالمانع أمينًا للصندوق، وحسين الأشول عضوًا، ومحمد بن إبراهيم النعمي عضوًا، ومحمد بن عبدالله الحميد عضوًا، وأحمد بن إبراهيم طاعن عضوًا.
 
وفي هذه الفترة - فترة التأسيس - توفي الأديب عبدالله بن حميد، وذلك في شهر صفر من عام 1399هـ/1979م، وحينها اختير ابنه الأديب محمد ليحل محل والده  
 
افتُتح النادي ر سميًا عام 1400هـ/1980م ليبدأ في مزاولة نشاطه الثقافي، منطلقًا في ذلك من دعوة عدد من رجال الفكر والتعليم، والمهتمين بالحركة الأدبية والمثقفين في المنطقة إلى اجتماعات متتابعة لشرح أهداف النادي، أفضت إلى تسجيل عدد كبير منهم أعضاء عاملين ومنتسبين، ونُقلت فكرة النادي وأهدافه إلى مختلف شرائح المجتمع، كما قام رئيسه وأعضاؤه بجولات ميدانية لهذه الغاية. وسعيًا منه لخدمة الثقافة في المنطقة فقد أسس مكتبة تحتوي على شتى صنوف المعرفة من دينية وتاريخية وأدبية وعلمية، وأصبحت تضم ما يزيد على 24000 كتاب. وفي عام 1421هـ/2000م خُصص لها مبنى مستقل. كما قام النادي بعقد عدد من الندوات العامة التي يشارك فيها بعض المسؤولين في الدولة، واستضاف مئات من الأدباء والشعراء والعلماء البارزين داخل المملكة وخارجها، ونظم بمشاركتهم المحاضرات والأمسيات الشعرية واللقاءات الفكرية، فقد كان منتدى النادي الأدبي يُعقد - غالبًا - في يوم الاثنين، إذ تُناقَش فيه قضية فكرية، أو تتم استضافة شخصية اجتماعية تشرح للحضور عن مسيرتها أو رؤاها أو أفكارها وما يتعلق بعملها وعلمها، وذلك بحضور عدد من المناقشين والمحاورين.
 
وقد أقام النادي 36 مسابقة ثقافية في القصة القصيرة، والمقالة، والبحث في التاريخ، وأدب الطفل، وحفظ القرآن الكريم وتجويده، والحديث النبوي الشريف، والمكتبة.
 
وحرص النادي على نقل عدد من أنشطته إلى الشباب في كلياتهم ومعاهدهم ونواديهم في أبها وخارجها مثل: خميس مشيط، وبيشة، ومحائل، والمجاردة، وتنومة، والنماص، وسراة عبيدة، وظهران الجنوب، ورجال ألمع، كما قام بإهداء عدد من كتبه وبعض الكتب الأخرى المتوافرة لديه لمكتبات هذه الجهات خدمةً للثقافة، وأقام عشرة معارض للكتاب في منطقة عسير بالاشتراك مع فرعي الجامعتين سابقًا، وبمشاركة معظم دور النشر، والجامعات، والأندية الأدبية، وجمعية الثقافة والفنون، ومكتبة الملك عبدالعزيز العامة. كما أقام معرضًا مصورًا للفنان خالد خضر، ومعرضًا للفنان القطري حمد المري خلال عام 1406هـ/1986م. وقام بتكريم عدد من البارزين ورجال التعليم من داخل المنطقة وخارجها.
 
وينظم النادي سنويًا ملتقى الشعر والقصة للفائزين بجائزته، يكرم من خلاله أحد الأدباء البارزين في المملكة. ويُعد النادي الوحيد الذي انفرد بتكوين منتدى خاص بالمتقاعدين باسم (منتدى الرواد) وتم افتتاحه عام 1423هـ/2002م، وقد زُود بجميع الوسائل السمعية والبصرية والخدمية الأخرى.
 
ولأنه النادي الوحيد في منطقة يكثر سكانها، وتتعدد مواهبهم، فإنه قد سعى إلى الكشف عن المواهب واستقطابها، وقد أثمر ذلك الاهتمام انضمام أكثر من ثلاثين شاعرًا وعشرين قاصًا لعضويته، واستطاع أن يقدم للوسط الأدبي عددًا من الأدباء الشباب في مجال الشعر والقصة والبحث والخطابة، وذلك بوسائل مختلفة أهمها نشر نتاجاتهم الإبداعية. وقد تبوأ المركز الأول بين الأندية الأدبية على مستوى المملكة لعامي 1404 و 1405هـ/1984 و 1985م، ونال شهادة (النادي المثالي) من أمير منطقة عسير عامي 1400هـ و 1405هـ/1980و 1985م، فضلاً عن عشرات الشهادات من الجهات الحكومية والشركات والمؤسسات والجهات الأمنية والعسكرية.
 
وبلغت أنشطته حتى شهر محرم 1425هـ/2004م:
 
 298 محاضرة في مختلف العلوم والفنون والآداب.
 
 270 أمسية مفتوحة وشعرية وقصصية ولقاءً مفتوحًا.
 
 13 ندوة.
 
 170 مطبوعًا بين كتاب ودراسة ومجموعة شعرية وقصصية ودورية   .
 
وتأتي أربع لجان في المرتبة الثانية بعد مجلس الإدارة، ويتم اختيار أعضائها عن طريق الترشيح والانتخاب، وهي: لجنة الطباعة والنشر - لجنة العلاقات والإعلام - لجنة النشاط المنبري - لجنة التقنية.
 
وفي رجب عام 1419هـ/1998م تم إعادة تشكيل لجان النادي المساندة، لتكون على الشكل الآتي: لجنة الطباعة والنشر - لجنة العلاقات والإعلام والسرد - لجنة النشاط المنبري - لجنة التقنية - لجنة منتدى الرواد - لجنة المكتبة، وذلك إضافة إلى اللجنة النسائية.
 
وفي منتصف عام 1424هـ/2003م تم تشكيل جماعة مختصة بالسرد، برئاسة رئيس النادي والدكتور محمد منصور المدخلي مقررًا.
 
شارك المقالة:
36 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook