تشير الأدلة الأثرية المتنوعة المتمثلة في السدود، والآبار، والأحواض، والقنوات المائية، والمدرجات الزراعية؛ إلى أن سكان المنطقة بلغوا منـزلة عالية في هذا المجال، وأنهم استخدموا في زراعة مناطقهم أنظمة ري متقدمة شبيهة بتلك التي وجدت في جنوب الجزيرة العربية. وتكثر آثار السدود والأحواض والقنوات المائية في تثليث، وبيشة، وبلقرن. ولعل أشهر الأحواض المائية هي تلك التي توجد في الثنية  وهي ثلاثة أحواض تبلغ مساحة الحوض الواحد نحو 50×50م، وترتبط الأحواض الثلاثة بقناة واحدة مليسة بمادة الجص، ويظهر أن الأحواض نفسها كانت مليسة أيضًا بالجص، ويبدو أن القناة أنشئت في مكان ضيق على وادي تبالة لتروي عددًا من المناطق الزراعية البعيدة. أما عن أشهر القنوات المائية فهي تلك التي تنشأ من المرتفعات في محافظة بلقرن وتنتهي في منطقة الجعبة بمحافظة بيشة، ويبلغ طولها نحو 100كم تقريبًا. ومن الواضح أنها كانت مليسة بمادة الجص  .  كما تنتشر المدرجات الزراعية في مختلف مرتفعات عسير، وهذه الأدلة الأثرية تؤكد جميعها أن الزراعة كانت تمثل موردًا اقتصاديًا مهمًا لدى سكان المنطقة، خصوصًا بعد أن توافرت لها العوامل اللازمة المتمثلة في: الأمطار والتربة الخصبة والأيدي العاملة التي استطاعت أن تبقي لنا آثار هذا النشاط في كل أنحاء المنطقة.