يصعب حصر جميع ما يردده الناس من الأمثال في تلك المنطقة الشاسعة متنوعة البيئات كما سبق، فقد وجدت أمثال بلهجة أهل البادية القريبة إلى لهجة أهل البادية في وسط الجزيرة العربية، وأمثال باللهجة المحلية، وأمثال بلهجة أهل بادية شمال الجزيرة والشام، منها ما هو على شكل نصائح مباشرة، ومنها ما هو على شكل حكمة نادرة، ومنها ما يحمل التوبيخ واللوم لمن وقع في خطيئة، ومنها ما يشيد بمن فعل معروفًا، وهذه أمثلة على ذلك:

 

 يقولوا ألف خواف.. ولا يقولوا الله يرحمه:

 

يضرب هذا المثل عندما يطلب من أحد المغامرة في أمر خطير فيفضل أن يوصف بالجبن على أن يغامر ويلقى حتفه.

 

 إيش رصك على المرّ؟.. قال: اللي أمرّ منه:

 

ويقال لمن يلوم الإنسان على سلوك طريق قد يكون فيه مشقة عليه، ولكن الفاعل قد اضطر إلى ذلك بسبب أمور أكثر سوءًا أو أشد صعوبة، فيقول ذلك تبريرًا لسلوكه.

 

 البيض الفاسد.. يتدحرج على بعضه:

 

وفيه تعبير عن أن الإنسان السيئ يبحث عن أصحاب السوء، ويماثله قولهم: (إن الطيور على أشباهها تقع).

 

 جلد ما هو جلدك.. جرُّه على الشوك:

 

يضرب في إنسان لا يحسن التعامل مع أموال وممتلكات الآخرين، وقد يستعمله بعضهم في تبرير سلوكهم السيئ إذا كان الضرر لا يعود عليهم بل على غيرهم من جراء هذا السلوك.

 

 تموت الحية.. وسمّها في رأسها:

 

المعنى أن الشرير يبقى شريرًا حتى لو ضعف، إذ إن الحية تبدو ميتة - في بعض الأحيان - ولكنها يمكن أن تلدغ من يقترب منها.

 

 رافق مصلي تصلي.. ورافق مولي تولي:

 

يضرب في أثر الصاحب والجليس في سلوك من يخالطه وأخلاقه، وله أصل في سنة النبي صلى الله عليه وسلم التي ورد فيها الحث على الجليس الصالح والنهي عن جليس السوء في أحاديث متفرقة.

 

 العود على ما انحنى عليه:

 

وفيه حث على التربية والتعليم في الصغر، وأن المرء إذا كبر وقد اكتسب طباعًا حسنة أو سيئة فإنها تثبت ويصعب التحول عنها، كما قال الشاعر:

 

 

إن  الغصونَ إذا عدَّلتها اعتدلت     ولا تلينُ إذا صارت من الخشبِ

 قِدر الخشرة ما يفور:

 

المقصود بـ (الخشرة): المشاركة، وتدلُّ هنا على كثرة المشاركين في عملية الطبخ، ويضرب المثل في العمل الذي لا ينجح فيه أصحابه لأنهم شركاء متشاكسون، كلٌّ منهم له رأي، وليس بينهم تنسيق أو ليس لهم قائد، بل كلٌّ يعمل ما يشاء على الرغم من أن هدفهم واحد.

 

 لسانه يقم.. ويكنس:

 

ويضرب في الشخص الذي لا يتورع عن الكلام بأي كلمة ويخوض في كل مجال، فمجموع كلامه مثل القمامة التي تجمع من أنحاء البيت تحتوي على كل شيء تصادفه المكنسة.

 

 ما يستوي زارع ومنجم:

 

بمعنى أن المزارع قام بالحرث والبذر، أما نجاح الزرع وإنتاجه فهذا بقدرة الخالق - سبحانه وتعالى - وليس على المزارع أن يعرف ماذاسيكون. ويضرب هذا المثل حين يبذل المرء جهده في أمرٍ ثم يسأل عن نتيجته.

 

 ظلَّم عليها.. تنوِّر عليك:

 

يضرب هذا المثل في الترشيد في الإنفاق وحسن الادخار، بمعنى أنك إذا حبست الدراهم في الصندوق فسوف تساعدك في يوم ما في التفريج عن كرباتك وإغنائك عن الناس.

 

 تأكل كدِّي.. وتشتم جدِّي:

 

يضرب لمن لا يقدّر المعروف ويسيء لباذله، وقد يقال للمرأة التي لا ترعى حرمة زوجها وتكثر عليه المطالب ولا تشكر له صنيعه، بل تلوم وتذم، وهذا مثل قول عبدالله بن الزبير رضي الله عنه: (أكلتم تمري وعصيتم أمري).

 

 بعت جاري.. وما بعت داري:

 

يضرب هذا المثل عندما يتحول الإنسان من بيته إلى غيره بسبب سوء معاملة جاره له، ولم يكن تحوُّله بسبب عيب في البيت نفسه.

 

 راس ما تقدر تدوسه.. بوسه:

 

يضرب في مصانعة القوي ومداراته حفاظًا على النفس.

 

 اللي ما يرضى بالحمى.. تجيه الداهية:

 

يضرب في الشخص الذي يتسخط من أمر يسير ثم تصيبه مصيبة أكبر، وفيه زجر للمتسخّط عن عدم الرضا بقدر الله مخافة المعاقبة بأكبر مما أصيب به الإنسان.

 

 إيش تسوي المقينة.. في الوجه الغلس:

 

المقصود بالمقينة المرأة التي تتولى تزيين العروس ليلة عرسها. ويعني أن الوجه القبيح لا يفيد فيه التزيين، ويقال هذا المثل في مناسبات مختلفة مثل من يحاول ترميم منـزل متهالك أو تزيين سيارة قديمة جدًا ببعض الألوان أو الزخارف... ونحو ذلك، ومثله قولهم: (وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر).

 

 المترجي.. عصاتو من عشر:

 

العشر شجر معروف، أغصانه خفيفة ورقيقة، بداخلها ما يشبه القطن، وإذا يبست هذه الأغصان، فإنها تنكسر بسهولة شديدة. ومعنى المثل أن المترجي (المُرتجى) يجب أن يكون لطيفًا مع من يرجوه.

 

 اللي ما يريدك.. يكثر عذاريبك:

 

يضرب في الذي لا يحب شخصًا أو شيئًا فإنه يكثر من ذكر عيوبه ومساوئه، والعكس صحيح بأن المحب يستر العيوب كما قال الشاعر:

 

 

وعينُ  الرضا عن كلِّ عيبٍ كليلةٌ     كما أنَّ عينَ السخطِ تبدي المساويا

 إن لك عند الكلب عازة.. قول له يا سيدي:

 

يضرب في الحض على ملاينة وملاطفة من تكون لك عنده حاجة، وعدم إيذاء مشاعره.

 

 اعصب يدك.. وكلٍّ من يصف لك دواء:

 

يعني أنك بمجرد أن تشتكي يبادر كل من سمعك بوصفة يدّعي أنها هي الأجدى والأنجح في علاجك، ويقال هذا المثل للتروي وعدم قبول كل طب وعلاج يسمع به المريض؛ لأن الناس لا يتورعون في هذا، ولا يبالي كثير منهم بما ينتج من مضاعفات قد تحصل بسبب ما ينقله من وصفات يمكن ألا تكون نافعة بل تضر.. ويتسع مدلول هذا المثل ليشمل عدم قبول النصح من جميع الناس لأنهم يختلفون في فهمهم ونظرتهم للأمور، فلا بد من توافر عنصر الثقة والخبرة في الناصح.

 

 اللي ما يسمع من الكبير.. يهوي في البير:

 

يضرب في أهمية أخذ النصيحة من أهل الخبرة والأكبر سنًا، إذ إنهم قد جربوا وعاصروا أمورًا لا تعرفها الأجيال اللاحقة، وإن الإعراض عن نصائحهم عواقبه وخيمة.

 

 قريبك.. حريبك:

 

يضرب هذا المثل في حالة حدوث شجار بين الأقارب.

 

 يرحمك يا مرحومة.. ياللي شـربتك تزنـزن.. وفرشتك محمومة:

 

يضرب في المرأة الكسول التي تهمل واجباتها المنـزلية، والشربة هي القلة الفخارية التي يوضع فيها الماء، وتزنـزن أي تصدر أصواتًا عندما يوضع فيها الماء؛ لأنها جافة جدًا.

 

 يا راعي الشوم.. وين ما تروح وراك عبدالقيوم:  

 

عبدالقيوم هنا كناية عن الفقر. ويقال المثل عندما تتكرر خسارة أحدهم أو فشله في أمور دنياه.

 

 ما كل مدردم بدنجان:

 

يضرب فيمن يخلط في تعامله مع الأشياء ولا يحسن القياس، ومثله يقال في بادية نجد: (ما كل بيضا شحمة).

 

 فلان ما تبتل في فمه فولة:

 

يضرب فيمن لا يستطيع السكوت عن شيء، وفي هذا تحذير من أن يعطى مثل هذا الشخص السر أو يطلع على أمور يود صاحبها كتمانها.

 

 فمه في الديس ويبكي:

 

الديس هنا الثدي. ويقال هذا المثل لمن يشتكي أو يتسخط وهو في نعمة وعافية، وعادة يقول هذا من لم يحصل على ما حصل عليه المشتكي، فهو يرى أن هذا الشخص لم يقدّر نعمة الله عليه التي هو محروم منها.

 

 عَصاية المعلم.. من الجنة:  

 

وهذا فيه استحسان لاتباع المعلم أسلوب الشدة والحزم مع تلاميذه ولو أدى ذلك إلى ضربهم، وفيه تنبيه إلى عدم الاعتراض على هذا من التلميذ أو أهله.

 

 رِجل في عويرض.. ورِجل في المنصلخة:

 

رِجل: أي قدم الإنسان، وعويرض: حرة، وتعد أعلى قمة جبل في العلا، والمنصلخة: جبل تحت عويرض. ويقال هذا المثل عندما يكون الشخص متصعبًا في أمرٍ ما ولا يقبل بأيِّ حل من الحلول.

 

 مثل نفس ربيع ليلة يشرك:

 

ربيع اسم لأحد الجزارين، ويشرك: أي يذبح شاة ويبدأ بتوزيع أجزائها للبيع، فحينئذٍ تكبر نفسه، فيضرب هذا المثل عند رؤية شخص في نفسه كبرياء  . 

 

 إليا هبت العواء وزرعك ما نبت.. كثحه بالصبخاء ثم اسقيه:

 

يضرب هذا المثل في الزراعة، والعواء رياح الخمسينية، والصبخاء هي الطين المالح (العقار)، ويلاحظ أيضًا أن في هذا المثل سخرية، ويعني أنه إذا دخلت الخمسينية (وهي الخمسون يومًا التي تلي المربعانية، والمربعانية هي الأربعون يومًا الأولى من فصل الشتاء) وأنت لم تبذر الحب في الأرض فضع الطين المالح على هذا الحب واسقه بالماء، ما يزيد الطين بلة، يعني أن هذا الزرع لن يصلح أبدًا.

 

 لا طلعت العديلة اطلع معها لو باللحاف.. ولا دخلت الشنة ادخل معها لو بالمهاف:

 

يضرب في أنه إذا حصد الزرع فنم في البرد في العراء أو تحت السماء ولا تخشَ من الضرر، وإذا جدَّ التمر فنم في داخل الغرف ولا تتعرض للبرد لأنه مضر، (العديلة) هي حزمة من سنابل القمح أو الشعير متصلة بالسيقان تُحزم إذا حصد الزرع، و (الشنة) هي القربة المحشوة بالتمر، ومعروف أن الزرع يحصد في فصل الربيع أي نهايات فصل الشتاء، والتمر يُجد في الخريف بدايات فصل الشتاء.

 

 بستان ما يواليه صاحبه.. يموت لو الربيع حذاه:

 

يضرب في أن البستان الذي لا يأتي إليه صاحبه ويراقبه باستمرار فإن مزروعاته تتعرض للهلاك ولو كان الماء يجري بالقرب منه.

 

 قلبي على ولدي.. وقلب ولدي على الجبل:

 

يضرب هذا المثل للولد عندما يرى والداه منه قسوة وجفاء، أو يظنّان فيه ذلك.

 

 رزوان البلد.. ولا قمح الجلب:

 

الرزوان نبات يشبه زرعة القمح، يخرج في الزرع وله سنبلة إلا أنها لا تشبه سنبلة القمح. ويعني هذا يضرب المثل أن الشيء الذي يوجد في بلد الإنسان وقريبًا منه أو هو من إنتاجه أفضل من الشيء المجلوب من الخارج مهما قلَّ شأن البلدي وعظم شأن المجلوب من الخارج (وهذا اعتزاز بالإنتاج المحلي).

 

 النخلة تقول لغارسها: ابعد أختي عني وخذ طلعها مني:

 

يضرب هذا القول: إنه عند غرس النخل يجب جعل مسافات مناسبة بين كل نخلة وأخرى، فهذا يجعل النخلة تثمر ثمرًا جيدًا.

 

 لا تقرطيني يا نحلة.. ولا أريد منك عسل:  

 

ويضرب هذا المثل في الشخص الذي يعرف المنافع التي تحصل له من أمرٍ ما مع بعض المشكلات، فيفضل ترك المنافع مقابل إبعاد نفسه عن المشاركة في معالجة هذا الأمر والدخول في مشكلاته.

 

 إذا ذكرت الذئب.. فأعد له العصا:

 

ويضرب هذا المثل للاستعداد لكل أمر مقدمًا، فلو أن مسافرًا نسي أن يتزود للرحلة الطويلة لَقَتَله العطش والجوع، ولو أنه ذكر طريقه فتزود له لنجا من الشر، ولو أن المرء ذكر في شبابه وقوته يومًا يشيخ فيه ويعجز فادخر لهذا اليوم لكان قد حسب حساب الظروف في ونجا من قسوة الحاجة. ومثل أولئك الذين يستعدون كمثل الراعي الحذر الذي يعرف أن الذئب قد يهاجمه فيعد العصا، حتى إذا جاء دفعه فتنجو غنمه، فإذا لم يذكر وقت الخطر ولم يستعد لدفعه ونسي العصا عجز عن رد الذئب إذا هجم عليه، فنال الذئب من غنمه ما شاء  .  ويضرب أيضًا عند حضور شخصٍ ما عند ذِكره.

 

 خلّى الدرعى.. ترعى:

 

الدرعى هي صفة للشاة التي لها لون معروف. ويحث المثل على ترك الأمور تسير دون تدخل أو توجيه في سيرها، ويضرب هذا المثل للإهمال وعدم المبالاة وترك الأمور تسير في أي اتجاه سواء أكان نافعًا أم ضارًا، وسواء أكانت نتائجه بناءة أم هدامة.

 

 رزق ناس.. من ناس:

 

يضرب في كسب الناس بعضهم من بعض وأن الحياة مركبة على أن يكسب هذا من هذا وذاك من ذاك.. وهكذا.

 

 رضا الناس.. غاية لا تدرك:

 

يضرب في الإنسان الذي لا يمكن أن يرضي الناس جميعًا، فمثلاً القاضي الذي يحكم بشرع الله المنـزل من السماء تجد أحد الخصمين غير راضٍ عنه، فضلاً عن الذي يحكم بالرأي أو بأي نوع من الأحكام الأخرى.

 

 رُفع القلم.. عن ثلاث:

 

وهو جزء من حديث شريف، ويضرب لمن لا يؤاخذ على تصرفاته؛ لأنه في حالة تشبه الجنون.

 

 رمية من غير رام:

 

هو يُضرب لمن يصيب هدفه صدفة، أي رمية مصيبة من رامٍ غير بصير.

 

 خالف.. تعرف:

 

بعض الناس مغرمون بالمخالفة، وهؤلاء في العادة لا يخالفون إلا ليشتهروا، والإنسان قد يشتهر بالحق والصواب وقد يشتهر بالشذوذ والتعنت والخلاف.

 

 خذ الحفنة..من اللحية العفنة:  

 

الحفنة: ملء الكف، واللحية: المقصود بها الشخص، والعفنة تعني الخبيثة، أي خذ من الرديء ما يجود به حتى لو كان قليلاً، فإن القليل من البخيل كثير.

 

 زوجوهن.. وعينوا عليهن:

 

أي ساعدوا على زواج البنات بدفع بعض النفقات وإعداد بعض التجهيزات، وعدم التعقيد في الإجراءات أو التطلع إلى الكسب المادي من وراء زواجهن، صيانة للمرأة وصيانة لسمعة أهلها من القيل والقال. وقد يقال من باب السخرية عندما يقدم لأحد الناس معروفًا فيطلب أيضًا المساعدة على التصرف فيما أعطي بحمله أو تنظيفه أو نحو ذلك.

 

 سائل الله ما يخيب:

 

يضرب في الذي يسأل الله ويلجأ إليه في الشدائد لن يرجع مفلسًا، وإنما سينال ما طلب عاجلاً أو آجلاً، وكذلك يضرب للحث على وضع الثقة والرجاء في الله تعالى وحده، لا في أحد من عباده إلا على سبيل اتخاذ الأسباب.

 

 السباحة أمان من الغرق:

 

يضرب في بعض الأمور التي هي أمان من الأخطار المفاجئة التي لا يدري المرء متى تحلُّ به.

 

 سبحان من يغير.. ولا يتغير:

 

أي سبحان من يقلب الشاب شيخًا والغني فقيرًا أو العكس، بينما هو لا يتغير، سبحانه وتعالى، ويقال هذا المثل عندما ترى شخصًا بلغ ما لم تظن أنه يبلغه من أمور.

 

 سهود.. ومهود:

 

يضرب هذا المثل كناية عن توافر أسباب الأمن والأمان والرفاهية. سهود: أي نوم، ومهود: فراش وثير، والمعنى: ليس هناك إلا فراش وثير ونوم عميق،

 

 ربنا يعطي جنات:

 

ويضرب هذا مثلاً لمن أعطي خيرًا كثيرًا، وأن هذا ليس غريبًا فالمعطي هو الله، وعند الله خزائن السماوات والأرض وجنات تجري من تحتها الأنهار.

 

 خلَّك في عشَّك.. لا أحد ينشَّك:

 

ويضرب هذا المثل لتبيين طريق السلامة وهو ملازمة الإنسان بيته وعدم الخروج إلا لما هو ضروري، وهو يقابل المثل الشامي الذي يقول: (من طلع من داره قل مقداره)  .  والمعنى الأشمل لهذا المثل هو التزام الإنسان وطنه، أي الزم دارك فذلك أسلم لك من الطرد والإهانة أو التعرض للأخطار.

 

 خادم القوم.. سيّدهم:

 

هذا المثل يضرب لمن يتواضع ويبذل من نفسه طوعًا كل ما يستطيعه من جهد في سبيل قومه ورفاقه. ويضرب أيضًا في أن سيد القوم هو المرشح الأول لخدمتهم من باب التواضع لهم، يعني أن الذي يخدم رفاقه عن طيب خاطر يكون محبوبًا من المجتمع، والمحبوب من الجميع هو سيّد قومه.

 

 الخافي عليك أعظم:

 

يضرب مثلاً لمن استعظم أمرًا بينما هو لم يرَ منه إلا أصغره، أو أنه لم يرَ منه توابع ومضاعفات هي أشد وقعًا وأنكى تأثيرًا، فكأن المثل يقول لهذا المتعجب من هول ما رأى: إن هناك أمورًا لم ترَها، ولو رأيتها وأضفتها إلى ما ترى لزاد عجبك، ولرأيت شيئًا قد لا يخطر على بالك.

 

 الزعلان.. يشرب من البحر:

 

وهو يقابل المثل القائل: الزعلان يطق برأسه الجدار، ويضرب هذان المثلان للأمور التي تفرض عليك فرضًا، ولا يؤخذ لك رأي فيها، فإما أن تقبلها وتتأقلم معها، وإما أن تشرب من ماء البحر ليزيدك غيظًا، أو تضرب برأسك الجدار لينكسر وتتناثر أفكار المعارضة منه، والمقصود أنك إنما تؤذي بذلك كله نفسك فقط.

 

 خذ.. وخلّ:

 

يعني خذ شيئًا واترك شيئًا آخر، وهذا المثل يضرب للذي يعطيك من العلوم والأخبار ما هو صحيح وغير صحيح، وما يستحق العناية وما لا يستحقها، فيجب عليك أن تحكِّم عقلك في كل ما تسمع منه، وتأخذ ما كان معقولاً وتترك ما عدا ذلك.

 

 الراحة.. نصف القوة:

 

ومعناه أن الذي لا يكد ولا يشقي نفسه بالعمل الشاق يحصِّل من قوة البدن وصحته أكثر من الذي يفعل ذلك، ويضرب هذا المثل في الاعتدال في طلب المعيشة وعدم إرهاق النفس بما يشقيها ويصرفها عن أمور الدنيا والآخرة.

 

 الراضي.. كالفاعل:

 

أي أن الذي يرضى عن الأفعال الإجرامية - مثلاً - ولا يساعد على إزالتها، بل يسكت عنها ويرضى باستمرارها، يكون شريكًا للمجرمين في آثامهم، وشريكًا لهم في العقوبة سواء عقوبة الدنيا أو عقوبة الآخرة. ويضرب هذا المثل لمؤاخذة من يقر أعمال الجور والعدوان.

 

 رُبَّ ضارة.. نافعة:

 

أي ربما تصرف بعض الأشخاص تصرفًا يريد به الإضرار بك، ولكن بقدر الله ينقلب ذلك الضرر إلى نفع، وتلك المساوئ إلى محاسن. ويضرب هذا المثل للأمور التي تكون بدايتها سيئة، بينما تكون نهايتها طيبة إذ إن الأمر الذي يكون ضارًّا من جهة قد يكون نافعًا من جهة أخرى، فعلى المرء أن يتقبل كثيرًا من النتائج الخاسرة بصدر رحب، وعليه أن يستفيد من تجاربه ومن تجارب الآخرين.

 

 الرجال مخابر.. ما هم مناظر:

 

أي أن الرجال يُعرفون بالتجربة، لا بالمظهر الضخم ولا بقوة العضلات ولا بحسن المنظر، فكم من رجل تراه فيعجبك، ثم تجربه فلا تجد فيه من الرجولة إلا صورتها، وكم من رجل تراه فلا يعجبك ولكنك إذا جرّبته وجدت فيه معاني الرجولة والشهامة والشجاعة.

 

 الرجال صناديق.. أقفالها حديد:

 

يعني أن الرجال كالصناديق المقفلة لا تستطيع أن تعرف ما بداخلها، فلا يستطيع أن يعرف ما بداخلها إلا صاحبها. ويضرب هذا المثل في حفظ الأسرار.

 

 رجعت حليمة.. إلى عادتها القديمة:

 

حليمة هذه امرأة سيئة عند زوجها، وكان يشكو إلى أهلها سوء خصالها، وكانت كلما شكاها إلى أهلها تتعهد بأن تترك هذه الأخلاق، إلا أن ما يشكو منه الزوج يعود بعد فترة قصيرة، فأطلق هذا الزوج على زوجته هذا المثل الذي يدل على غلبة الطبع على التطبع.

 

 رجل بلا ربع.. على الغبن صبار:

 

أي أن الرجل الذي ليس له أعوان ولا أنصار ولا أقارب يساعدونه على دفع الظلم، عليه أن يعد نفسه لتحمل أنواع المظالم والعدوان وأن يكون صبورًا على ما يلاقيه، ويُضرب في ضرورة وجود أعوان وأنصار للرجل وضرورة حفاظه عليهم وإلا عانى ما عانى.

 

 خير الدلايل.. جرة الفرسان:

 

الجرة هي أثر الماشي فوق الأرض، والمعنى أن أعظم دليل على مرور الأعداء من هنا آثار خيلهم، ويضرب هذا المثل للدليل الواضح الذي لا يمكن أن يماري فيه إنسان.

 

 خير.. يا طير:

 

ويعني: هل أتيت بخير أيها الطير الوافد؟ وهذا المثل يضرب لمن يأتيك على غير انتظار، فتستريب من مجيئه، وتسأله عما إذا كان الذي أتى به خيرًا، فليس من العادة أن يأتي في مثل هذه الأوقات أو الظروف.

 

 خير الأمور الوسط:

 

يضرب هذا المثل في الاعتدال وعدم التشدد في الأمور أو التساهل فيها بشكل مفرط.

 

 الخيرة فيما اختاره الله:

 

ويضرب في ثقة الإنسان المطلقة باختيار الله - تعالى - وجهل الإنسان بعواقب الأمور، وأن الله يختار للعبد أفضل مما يختار هو لنفسه، وفيه حث على الرضا بالقضاء والقدر.

 

 راس تقطعه ما يجيك فزاع:

 

ويعني هذا المثل أن الذي يسيء إلى الناس سوف يخسر نجدتهم له عندما يحتاج إليهم، فلا تتصور أن تقتل أحدًا ثم تستنجد به وقت الشدائد لينقذك.

 

 رُبَّ صدفة خير من ميعاد:

 

أي أن الصدف التي يقدرها الله - تعالى - قد تلعب في حياة الإنسان دورًا نافعًا ومفيدًا أكثر من بعض الأمور التي يُجهد نفسه وراءها ثم لا يحصل على شيء منها  . 

 

 من غاب عن شاته أكلها الذيب:

 

وفيه حث على مباشرة الإنسان أموره بنفسه وعدم إهماله أو اتكاله على غيره، والمعنى أن الشاة قد تُسرق ويقال: أكلها الذئب، إذ إنك لم تكن حاضرًا فلا تستطيع معرفة الحقيقة، وشبيه بهذا المثل ما يقال في نجد: (اللي ما يحضر عنـزه تجيب تيس).

 

 النار ما تعقب غير رماد:

 

وهذا المثل يقال - عادة - عندما يكون الولد لا يماثل أباه فيما اشتهر به من شجاعة أو كرم أو دين أو أخلاق، فيشبه الوالد بالنار والابن بالرماد الذي تخلفه تلك النار.

 

 لا حلق جارك.. بلّ راسك:  

 

يعني أنه إذا أصابت جارك أو قريبك مصيبة فإنها توشك أن تحلَّ بك، فكن على حذر، وفيه التحذير من إهمال معونة الجار أو القريب على مصيبته لأنها قد تعمُّ. وفيه تنبيه أيضًا على عدم الشماتة بالآخرين، فإنه ليس هناك أحد معصوم من غوائل الدهر.

 

 من جعل نفسه نعجة.. أكلته الدياب:

 

أي من كان في ضعف النعاج صار عرضة لأن يظلمه الأقوياء، ومثله قول الشاعر:

 

 

ومـن لم يذدْ عن حوضِهِ بسلاحِهِ     يُهَـدَّمْ ومـن لا يظلمِ الناسَ يُظلمِ

 من ظهر غيظه.. قلّ كيده:  

 

ويضرب فيمن اشتدَّ به الغضب الذي يخرجه عن طوره ما يؤدي إلى ضعف حيلته وتدبيره.

 

 اللقمة الكبيرة تغصص:

 

ويحمل هذا المثل الزجر عن الطمع الذي قد يعقبه الفشل وخسارة الكل، فمن يأكل بتؤدة يستطيع أن يأكل حتى يشبع، ومن يُكبر اللقمة قد يغص بها فيضطر إلى النهوض وترك المائدة كلها بسبب جشعه.

 

 لو تركض ركض الوحوش.. غير رزقك ما تحوش:

 

وفيه الحث على التوكل على الله مع فعل السبب، لأن الأرزاق لا تأتي بقوة الشخص نفسه ولا بقدرته بل بتقدير الله - سبحانه وتعالى -، ومثله قول الشاعر:

 

 

ولـو  كـانت الأرزاقُ تأتي بقوةٍ     لما  أكلَ العصفورُ شيئًا معَ النسرِ

 ما تطيح السقيفة.. غير على راس الضعيفة:  

 

وهو يعني أن المسكين الذي لا سند له يحمَّل دائمًا أوزار ما يحدث، وتكون الملامة عليه دون غيره، حتى لو كان بريئًا من الخطأ أو كان غيره مشاركًا له فيه.

 

 ماء من تحت تبن:

 

ويقال كناية عن الشخص الذي ظاهره الأدب وحسن المعشر وباطنه السوء والمكيدة، إذ إن التبن يطفو ويتشابك على سطح الماء فلا يراه الرائي حتى يقع فيه.

 

 الناس زي السمك.. القوي يأكل الضعيف:

 

ويقال هذا المثل عندما يتسلط الكبير على الصغير أو القوي على الضعيف، ثم يكون هذا الضعيف متسلطًا على من هو أضعف منه.

 

 اشترِ لنفسك وللسوق:

 

ومعنى هذا المثل أنه يجب تبصُّر الإنسان بالمستقبل وحسابه للأيام، فلو أن رجلاً أراد أن يشتري دابة فاختار القوية أو اختار سيارة جيدة لكان قد اشترى لنفسه وللسوق؛ إذ يستطيع الانتفاع بها ما شاء، حتى إذا احتاج إلى بيعها وجد لها سوقًا ومشترين، ولو أنه اختار الضعيفة أو المسنة لعجز عن أن يجد لها مشترين إذا رغب في بيعها، وفي نجد يقولون: (اشترِ طيب تسمى رابح).

 

 أعطِ القوس باريها:

 

ومعناه: إذا كانت القوس من صناعة الماهر الخبير كانت جيدة، تعين صاحبها على الرمي وتمكنه من إصابة الهدف، أما إذا كانت من صناعة غير الحاذق فإنها لا تؤدي الغرض منها، فلا تجيد الضربة ولا تحسن الإصابة، لذا إذا استعان المرء بغير الخبير فأفسد الأمر أو استعان بالخبير فأجاد قيل: أعطِ القوس باريها