من الممكن أن تؤثر العديد من جوانب الدورة الإنجابية للمرأة على النوم. على سبيل المثال, ففي الأشهر الثلاثة الأولى للحمل, تعاني نسبة كبيرة من النساء من الإرهاق طوال الوقت, وقد ينمن لساعتين إضافيتين ليلاً إذا سمحت لهن جداول أعمالهن بذلك. وبينما تستمر فترة الحمل, تُقلص التغيرات الهرمونية والتشريحية فعالية النوم؛ إذ تمضي المرأة فترة أقل في النوم. ونتيجة لذلك, يزداد الإرهاق.
وعادة ما تصاحب فترة النفاس رغبة شديدة في النوم وإرهاق قاتل, ذلك أن قدرة الأم على النوم بشكل فعال لم تعد إلى معدلاتها الطبيعية حيث إنها تقع تحت قبضة دورات نوم صغيرها المتقلبة بين النوم والاستيقاظ, ولأن الرضاعة تثير الشهية إلى النوم وتزيد من الرغبة فيه. ويبحث العلماء الآن ما إذا كانت اضطرابات النوم أثناء الحمل من الممكن أن تساهم في اكتئاب ما بعد الوضع وتهدد الصحة الجسدية والنفسية العامة للأمهات حديثي العهد بالأمومة.
والنساء من غير الحوامل قد يعانين أيضًا من تقلبات شهرية في عادات نومهن. ففي المرحلة الثانية من دورة الحيض, أي ما بين التبويض وفترات الطمث التالية, يغلب النعاس ويدخلن في نوم حركة العين السريعة أسرع من المعتاد. وقليل منهن يعانين من النعاس الشديد. ويبحث الآن العلماء العلاقة بين مثل هذه التغيرات التي تطرأ على النوم, والتغيرات الدورية في درجة حرارة الجسم, ومستويات هرمون البروجستيرون ليعرفوا ما إذا كانت هذه الأنماط الفسيولوجية ترتبط أيضًا بالتقلبات المزاجية السابقة للطمث.
وأخيرًا يعاني عدد كبير من النساء أثناء سن اليأس هبّات حرارية من شأنها مقاطعة نومهن لدرجة أنها تؤدي أحيانًا إلى الأرق المزمن. إن العلاجات التي تستهدف التقليص من أعراض سن اليأس من شأنها تحسين جودة النوم .
بالنظر إلى قصة النوم من المهد إلى اللحد, نجد أننا ركزنا على التدهور المنتظم في قدرتنا على النوم بشكل مناسب, والزيادة في العديد من الاضطرابات التي تنشأ خلال فترات الحياة المختلفة. وعلى الرغم من أن ما سلف هو وصف دقيق للاتجاهات التي من الممكن أن تتجلى في الكبر, إلا أن هذا لا يعني أن كل إنسان مقدر له أن يعاني من كل ما سلف شرحه في هذا المقال. هناك القليل من النقاط الأساسية الخاصة بالشيخوخة والنوم تستحق الذكر, ألا وهي: