تُعد الدّولة الأموية هي ثاني خلافة في الدّولة الإسلامية، وواحدة من أكبرِ الدّول الإسلامية القديمة، وقد سُمّيتْ بهذا الاسم لأنّ بني أميّة هم أوّل من تولوا حكم الدّولة، وكان لهم فضلٌ كبيرٌ في توسعة النّفوذِ الإسلامي، ويعود الفضل بذلك إلى مُعاوية بن أبي سُفيان، وكان نظامُ الحُكم السّائد فيها هو النظام الوراثي.
بدأت الفِتنة تظهر في البلاد الإسلامية أثناءَ فترةِ حكم عثمان بن عفان، ونتيجة لِذلك قُتل عثمان عام 35 هـ، إلّا أنّ الفِتنة لمْ تتلاشَ بعد، ومع قُدوم علي بن أبي طالب حاكماً على البلاد قام بِمحاولاتٍ كثيرةٍ لِحل الفِتنة والنِّزاعات السائدة، إلّا أنّه لم يَتمكن منها جميعها، وفي عام 40 هـ اتفق ثلاثةٌ من الخوارج على قتل كلٍ من علي بن أبي طالب، ومُعاوية بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص، وانتهى الاتفاق بقتل الأوّل فقط.
حَكَمَ ثلاثة وثلاثون حاكماً الدَّولة الأموية، وكان الحُكْمُ الأموي يشمل - ما يشبه حالياً - ستٍ وأربعين دولة، وكان الوليُّ على الحُكْم هو الوَليد بن يزيد، الذي لم يرَ فيه هشام بن عبد الملك أهلاً للخلافة أثناء حُكمه، وكان يسعى لِوضع ابنه مسلمة كخليفة له من بعده، إلّا أنّه تُوفي قبل أن يَفعل شيئاً.
كان الوليد على علمٍ تامٍ بهذه القصة، ولذلك قرر مُحاسبة كلِّ شخصٍ كان مُوالياً لمسلمة بفصل السّلطة الممنوحة له، وساهم هذا في المُطالبة بالثّأر، وهكذا انقسمت الدّولة إلى الكثير من الأطراف؛ وهذا أدى إلى ضعف إدارة للدّولة، ونتيجةً لِذلك استولى العباسيون على الدّولة، وحكموها من بعدهم، وفرَّ ما تبقى من الأمويين إلى قُرطبة.