بدأت الدعوة الإسلاميّة بعد أنّ كلّف الله نبيّه محمّد عليه الصلاة والسلام بحمل الرسالة إلى البشريّة جمعاء، فكانت بداية البعثة النبويّة في أهل مكّة من قريش وغيرهم وهم أقرب الناس إلى النبيّ عليه الصلاة والسلام، وكانت بداية الدعوة بشكل سريّ، وذلك حمياةً للأتباع الذين كانوا قلّةً بين الناس، ولأنّ أهل الكفر والشرك من مكّة وما حولها يحملون الشرّ والحقد على كلّ من يدعو لغير عبادة أصنامهم وآلهتهم المزعومة، فقد كانت مصدراً لتجارتهم ومكانتهم بين الناس، كما أنّ الدين الإسلاميّ سينزع السيادة من كبرائهم وظلمتهم، ويساوي بين الفقير والغنيّ ويأخذ الحقّ من القويّ للضعيف وينصر المظلومين وهذا ما لا يريده الكفّار، ويمكن أن نقسم تاريخ العالم الإسلامي إلى:
وعند الحديث عن التاريخ الإسلاميّ فنحن نُعنى باللحظة الأولى لبعثة النبيّ المختار عليه السلام، وأحداث ما بعد البعثة، حيث انتهت فترة الدعوة السريّة المذكورة آنفاً لتبدأ مرحلة الجهر بالإسلام، ودعوة الناس إليه وذلك امتثالاً لأمر الله تعالى وأمر رسوله بالصدع بالدعوة، فكان أن عاندت قريش رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فآذته أشدّ الأذى، وعذّبت أصحابه الكرام رضي الله عنهم، فلجأوا أوّل لجوء في تاريخ الإسلام إلى الحبشة حيث النجاشيّ الذي عُرف بعدله وإنصافه، فاستجاب النجاشيّ لطلب الحماية للمهاجرين المسلمين وأظلّهم برعايته.