البواسير (Hemorrhoids) هي أوردة متضخمة أو منتفخة مترهلة وبارزة في القسم الأخير من المستقيم تؤدي للألم، النزيف أو عدم الراحة. يمكن أن تبقى البواسير في المستقيم أو تخرج الى فتحة الشرج.
في نهاية المستقيم يوجد مجموعتين من الأوردة:
قد تظهر البواسير من مجموعتي الأوردة وتختلف فيما بينها بالأعراض والعلاج. وظيفة الأوردة هو المساعدة على التحكم بخروج البراز، وفي حال وجود البواسير تتضرر هذه الوظيفة.
البواسير منتشرة جداً وهي أحد الحالات الأكثر شيوعاً. تُقدر الاحصائيات بأن البواسير تُصيب أكثر من مليون شخص عالمياً في السنة، ونسبة الانتشار حوالي 4%. تصيب البواسير النساء كما الرجال، وقد تحدث لدى البالغين في أي جيل، الا أنها منتشرة أكثر مع تقدم السن.
لا يُعرف سبب محدد للبواسير. رغم ذلك يمكن القول أن البواسير تظهر نتيجةً لعدة عوامل تضعف المبنى المتماسك في المستقيم وتؤدي الى تضخم الأوردة وترهلها وظهور البواسير.
عدة عوامل قد تعمل على هذا الأمر وهي:
أبرز أعراض البواسير هي:
تُصنف البواسير وفقاً لمصدرها، حيث أن:
نظراً لاختلاف مصدر البواسير، فان أعراضها وعلاجها قد يختلف أيضاً. قد تظهر جميع الأعراض في كل صنف من البواسير، الا أن الأعراض المذكورة أعلاه لكل صنف أكثر شيوعاً.
تُصنف البواسير الداخلية وفقاً للأعراض وحدتها. يختلف العلاج المطلوب أيضاً وفقاً لدرجة البواسير الداخلية:
درجة البواسير الداخلية |
الأعراض والعلامات |
العلاج |
الأولى |
النزيف تبقى في المستقيم |
العلاج التحفظي |
الثانية |
تتدلى عند الشرج لكنه تعود عفوياً تؤدي للنزيف تؤدي لتسرب البراز |
العلاج التحفظي ربط بالشريط المطاطي المعالجة بالتصليب |
الثالثة |
تتدلى عند فتحة الشرج ولكنها تتطلب الاعادة باليد تؤدي للنزيف تؤدي لتسرب البراز |
العلاج التحفظي ربط بالشريط المطاطي استئصال الباسور |
الرابعة |
تتدلى بشكل دائم ولا يمكن اعادتها الا بالعلاج. يمكن أن يكون باسور مختنق |
استئصال الباسور استئصال مُستعجل اذا كان الباسور مخنتقاً العلاج التحفظي |
التاريخ المرضي والفحص الجسدي هي الطرق الأفضل لتشخيص البواسير. قد يحتاج الطبيب لبعض الاختبارات.
يمكن من خلال التاريخ المرضي ملاحظة تلائم أعراض المريض مع البواسير. الفحص الجسدي يكون مركزاً في فحص الشرج، وخلاله ينظر الطبيب للشرج ليلاحظ وجود البواسير، الجلطة أو أمور أخرى.
تكون البواسير ككتلة متدلية من فتحة الشرج. تبرز البواسير عند الضغط، لذا قد يطلب الطبيب من المريض الضغط على نفسه كأنه يُخرج البراز وعندها تبرز البواسير.
كما انه من الممكن تحديد درجة الباسور الداخلي خلال الفحص الجسدي. قد يحتاج الطبيب الى ادخال اصبعه في فتحة الشرج لفحص المستقيم، هذا جزء من الفحص الجسدي ولا يؤلم ويساعد الطبيب على التشخيص.
اذا وجد نزيف قد يستعين الطبيب بالاختبارات التالية:
يتقسم علاج البواسير لثلاثة مراحل:
يُستخدم العلاج التحفظي في جميع حالات البواسير، دون علاقة لنوعها أو درجتها. يشمل العلاج التحفظي:
يُساعد العلاج التحفظي في الحالات الطفيفة التي تؤدي للنزيف الغير مؤلم، دون أية أعراض أو علامات أخرى.
توجد أهمية كبيرة لعلاج البواسير بالألياف، وتكمن أهمية الألياف في جعل البراز أكبر حجماً وأكثر ليونةً مما يقلل من الاصابات التي قد يتلقاها الشرج والباسور من البراز.
تليين البراز يمنع الامساك، ويمنع الضغط الزائد في منطقة الشرج، مما يُسهل على الخروج وبذلك يتم تجنب بواسير جديدة. توجد الألياف في الخضار والفواكه، ويُنصح بتناول 20-35 غم في اليوم على الأقل.
توجد أدوية تحوي الألياف ويمكن تناولها أيضاً مثل بزر القطوناء (Psyllium) أو ميثيل سيلولوز (methylcellulose). تعمل جميع هذه الأدوية على امتصاص المياه الى داخل الجهاز الهضمي، مما يزيد من حجم البراز وبذلك يُضخم البراز ويلينه.
قد تبرز بعض الأعراض الجانبية للألياف مثل الغازات، لذا من المفضل البدء بكمية قليلة من الألياف وزيادتها تدريجياً لتجنب الأعراض الجانبية.
الأدوية الملينة هي الأدوية التي تلين البراز وتؤدي للاسهال. تُستخدم لعلاج الامساك لأن الأخير قد يؤدي للمزيد من البواسير.
تُستعمل بعض الأدوية كمرهم موقعي لتخفيف الألم والانتفاخ الناتج من البواسير. تشمل هذه الأدوية الكورتيزون وهو نوع من الستيرويد. لا يجب تناول هذه الأدوية لأكثر من أسبوع لأنها تؤدي لأعراض جانبية.
حمام المقعدة هو عبارة عن حمامات صغيرة للشرج تُملأ بالماء الساخن وتُستخدم يومياً لمدة 15-20 دقيقة لعدة مرات في اليوم. هدف حمام المقعدة هو تسخين منطقة الشرج وبذلك يتم زيادة جريان الدم للشرج، كما أن الأمر يؤدي لاسترخاء المصرة الشرجية الداخلية وبذلك يُساعد على البواسير.
يتوفر حمام المقعدة في الصيدليات والمتاجر.
الاجراءات الجراحية هي المرحلة الثانية من العلاج وتُستخدم عند تدلي البواسير، الألم أو تكرر البواسير.
كما أنها تُستخدم عند فشل العلاج التحفظي. توجد العديد من الجراءات، وهي اجراءات بسيطة يمكن اجراءها في العيادة دون الحاجة للتخدير أو غرفة عمليات.
الاجراءات ناجعة جداً وذو نسبة نجاح عالية. تُستعمل الاجراءات للبواسير الداخلية من الدرجة الثانية أو الثالثة فقط.
العمليات الجراحية هي الطريقة الأخيرة التي يمكن علاج البواسير بها.
هي الطريقة الأكثر نجاعةً، ونسبة نجاحها تُقدر بحوالي 95%. خلال العملية يتم استئصال البواسير (Hemorrhoidectomy) ، ويمكن فعل ذلك بعدة طرق وبعدة أجهزة. تختلف الطرق التي يستخدمها الأطباء ولكل طبيب أو مركز جراحي طرقه المفضلة.
غالباً يتم استئصال الباسور ومن ثم اغلاق الجرح الناتج من ذلك. خلال أقل من أسبوعين يعود المريض للحياة الطبيعية.
تُجرى العمليات الجراحية لاستئصال البواسير في حالات معينة وهي:
أغلب المضاعفات قليلة الحدوث، والعمليات الجراحية امنة بشكل عام. كما أن بعض المضاعفات قد تحدث بعد العملية وتختفي بعد مرور أيام أو أسابيع. رغم ذلك من المهم معرفة المضاعفات لأن بعضها ليس هيناً. أهم المضاعفات هي:
غالباً يكفي العلاج التحفظي لعلاج البواسير الخارجية. في حال فشل العلاج التحفظي أو عند ظهور الجلطة، فان البواسير الخارجية تحتاج لاجراء عملية جراحية لاستئصالها.