تقع مدينة ” هرقليون “، والمعروفه أيضًا تاريخيًا باسم ثونيس، أسفل مياه البحر الأحمر ، قبالة سواحل الإسكندرية، وتحديدا على بعد 4 أميال من شاطىء أبوقير، تم اكتشافها من قبل علماء الآثار في القرن العشرين، وقدروا عمرها بحوالي 1500 سنة، وكان معها مدينة كانبوس أيضاً، وكانت هرقليون تعتبر مركزاً دينياً بارزاً، بجانب كونها نقطة تجارية رئيسية على البحر المتوسط.
يُقال إن المدينة الساحلية، هرقليون هي موطن للمعبد الذي توجت به كليوباترا ملكة.
يُعتقد أن مدينة كانوبوس هي المكان الذي عثرت فيه الآلهة على آخر جزء من جسد أوزوريس المقطع بوحشية، وطبقاً لأسطورة إيزيس وأوزوريس التي يؤمن بها القدماء المصريين، فإن أوزوريس قُتل على يد أخيه ست الذي نثر الأجزاء المقطعة من جثة شقيقه في سائر أنحاء مصر.
وحسبما تقول الأساطير المصرية، نجحت إيزيس في العثور على القطع المنثورة ووضعتها في مزهرية وتم الاحتفاظ بها في مدينة كانوبوس.
ووفقاً لعلماء الآثار، كانت هرقليون تعد ميناءً مهماً لمصر على البحر المتوسط، ووُصفت بأنها «مدخل بحر اليونانيين».
والغريب في الأمر أن المصادفة وحدها هي التي قادت إلى اكتشاف المدينة الغارقة، فقد كان عالم الآثار «فرانك جوديو» يبحث عن سفن حربية فرنسية قبالة السواحل المصرية تعود للمعركة التي نشبت على ضفاف نهر النيل في القرن الـ18، حين عثر بدلاً من ذلك على كنز المدينة المفقود التي شكلت حيرة للعالم كله.
واكتشف العالم ” جوديو” مدينة هرقليون مع ظهور معبد هرقليون القديم، والذى كان مخصصاً لتعبد الآله خونسو وآمون وهرقل، إلى جانب ظهور عدد من التماثيل الضخمة للغاية للآلهة القدماء وملوك العصر البطلمي وزوجاتهم وآنياتهم وبعض مقتنياتهم من أواني ومجوهراتهم الذهبية وبعض المقتنيات الأثرية الأخرى المحتفظة بجمالها.
كما أن هناك أقاويل تفيد بأن مدينتي هرقليون وكانوبوس قد عاصرتا فترة إنشاء مدينة الإسكندرية في عهد الاسكندر الأكبر حيث كانت فترة الحكم الروماني إلى أن غرقت المدينتان أسفل المياه في إحدى المراحل الزمنية.
عثر العلماء على كنوز واكتشافات مذهلة في مدينة هرقليون الغارقة، وتشمل منازل قديمة مبنية من الطين، وكنوز وأحجار كريمة وذهبية، ولوحة سوداء ضخمة، نقشت عليها بعض الكلمات بلغة قديمة.
كما عثر العلماء على عدد من التماثيل الضخمة المحتفظة بملامحها لعدد من الآلة مثل الفرعون المصرى وإيزيس المصرية وتمثال وردى للإله حابي، إله الخصوبة والفيضان عند المصريين القدماء، ومجموعة من التماثيل الأخرى الغير معروفة الملامح.
كما اكتشف العلماء أطلال معبد هرقليون الذي كان مخصصًا لـ”آمون” و”هرقل خونسو”، والعديد من السفن الخشبية المحطمة وأطباق وعملات برونزية وذهبية.
كما تم العثور على عدد من التوابيت بالإضافة إلى الحيوانات المحنطة عقب التضحية بها للإله آمون.
وهناك أقاويل تفيد بأن مدينة ” هرقليون” كانت تتبعها عدة مدن أخرى قبل أن تغرق بأكملها أسفل مياه البحر الأحمر، وجاورها معبد ” خونس بالإضافة إلى 69 سفينة غارقة من يراها فهى محطمة بشكل كبير.