لم يعد خافيًا على أحد أن الإدارة تسهم بشكل أساسي في نجاح أو فشل أي شركة أو مؤسسة تجارية، وإذا قلنا إن أساليب الإدارة هي ذلك النشاط الذي يُطوع الموارد البشرية؛ لتحقيق أهداف الشركات، فلو نجح قسم الإدارة في استثمار تلك الموارد فستشهد الشركة نتائج ملموسة الأثر، وإذا أسيء استخدامها فمصيرها الفشل.
وشهدت الفترة الأخيرة تراجع مستوى الكثير من المؤسسات أو الشركات التجارية، نتيجة التحديات أمام هذه الشركات بسبب سوء الإدارة، الأمر الذي أدى إلى حدوث خلل كبير في السوق العالمي، خاصة على مستوى الخدمات التي يحتاجها الأفراد، إذن، يُمكننا القول إن الإدارة تُعَدّ واحدة من أهمّ الوظائف في العالم، ولأن المُوكل بها مسؤول عن 65% عن مدى إقبال الموظّف على العمل وأداء المهام بالشكل المطلوب، فهو يلعب دورًا أساسيًا في نجاح الموظّف والشركة.
نتطرق في السطور التالية إلى أبرز أساليب الإدارة وإسهاماتها في تعزيز التنافسية داخل الشركات أو المؤسسات التجارية، ونشر روح العمل بين موظفي الشركات.
الإدارة بالنظام التشاركي
الإدارة بالنظام التشاركي تعني إشراك الموظفين في عملية اتخاذ القرارات على كل المستويات التي تتعلق بمستقبل الشركة، سواء على المدى القريب أو البعيد، وذلك من خلال عقد اجتماعات مع الموظفين والتباحث في كل ما يدور في ميدان عمل الشركة وتجميع الأفكار المختلفة، وطرح التساؤلات والاستفسارات، بجانب استعراض المهارات التي تتعلق بكل موظف.
في هذا الصدد، كشف أحد مديري شركة «أبل» الأمريكية عن سر نجاح الشركة ووصولها للقمة، وهو الإدارة بالنظام التشاركي؛ حيث يتم فتح نوافذ عديدة لطرح الآراء والمقترحات والعمل على تنميتها، وهذه هي الخلطة السرية لكبرى شركات العالم الرائدة في الصناعات التكنولوجية، التي تعتمد في الأساس على الابتكار والإبداع.
بلا شك، أن الإدارة التشاركية، تُعزز من تنافسية الشركات؛ لأنها تعمل على تهيئة ميدان العمل لاستقبال الأفكار الجديدة والمبتكرة التي تعزز من نجاحه، وهو ما يؤدي في نهاية المطاف إلى تحقيق الأهداف المطلوبة، ويُعتبر هذا الأسلوب في الإدارة مناسبًا عندما يفهم الموظّفون أولويّات الشّركة وأهدافها.
تقتصر الإدارة بنظام الشبكة على توفير قنوات اتصال بين فريق العمل للتعاون الجماعي في تحقيق أهداف الشركة، وتكون هذه القنوات فعالة بشكل مستمر ومتواصل؛ بحيث تكون وسيلة يتم الاعتماد عليها في حل كل المشكلات التي تحدث بين أفراد الفريق أو في بيئة العمل، وطرح واستقبال الأفكار وتبادل مفاهيم التكنولوجيا الحديثة التي تُولد بشكل لحظي في سوق العمل.
وتُعد الإدارة الشبكية واحدة من أهم أساليب الإدارة الحديثة التي تعتمد عليها كبرى الشركات العالمية في تحقيق أهدافها، ولهذا الأسلوب أثر بالغ في نظام العمل داخل المؤسسات؛ لأنها تُسهل على الموظفين التواصل بين المسؤولين أو الإداريين وطرح أفكارهم حول منظومة العمل وعرضها على المسؤولين بالشركة.
إذن، ينبغي على رواد الأعمال وأصحاب الشركات الحفاظ على قنوات الاتصال التي تربط فريق العمل بنظام الإدارة حتى يتمكّنوا من العمل بفاعليّة، مع الحرص على عقد الاجتماعات التفاعلية؛ لمناقشة الأفكار بشكل مباشر وتوضيحها وبحث آليات تنفيذها بالشكل الصحيح، حتى تكون النتيجة إيجابية.
ربما يؤدي الإداريون داخل الشركات دور المدرب لموظفي الشركة؛ لتنمية مهاراتهم ومدهم بالمعلومات الكافية التي تُساعدهم في تطوير العمل وأداء المهام المطلوبة على أكمل وجه، وهذا لا يعني التدخل المباشر في أساليب صناعة المهمة أو إنجازها بدل الموظفين في الشركة، ولكنه يُعد تدخلاً من أجل التطوير والتحديث لقاعدة المفاهيم التي يمتلكها الموظفون، وهو الأمر الذي يُساعدهم حتى يصبحوا بارعين في عملهم؛ من خلال تفاعلٍ منتظم تُحدّد فيه الأهداف.
عندما تكون شخصًا مميزًا في مجالك وتعمل في شركة تنتهج أسلوب التناوب الوظيفي وتصبح مديرًا في موقعك، ستصبح جاهزًا لأن تكون مديرًا موجهًا، فهذا الأمر يتعلّق بنقل الخبرات وتطوير فريق العمل الذي يعمل في موقعك؛ ليصبحوا خبراء، وهو ما يحقق في نهاية المطاف أهداف العمل والقدرة على التنافسية.
وعندما يتراجع أداء أحد الموظفين لمهام عمله هنا يحل دور الإدارة الموجهة؛ حيث يُمكن للمدير الموجه حثه على اتباع الأساليب الحديثة والمفاهيم المتطورة ومده بالمعلومات؛ حتى يستعيد مستواه الحقيقي.