تُعد روملى حصار من أهم وأشهر القلاع الإسلامية عامة والعثمانية خاصة، والتي ببنائها على الشاطئ الأوروبي للبسفور تم غلق البوغاز تماماً، ولذلك عرفت باسم قاطهة البوغاز، بل إن منظر البوسفور هناك يُعد من أروع المناظر الطبيعية، وقد بنيت تلك القلعة في عام 1452 ميلادي، أي قبيل حصار مدينة القسطنطينة، وقيل إن تمام بنائها حدث في وقت قصير جداً لا يكاد يصدق، إذ بلغ أربعة أشهر ونصف الشهر.
ومن الملاحظ أنه تكثر في هذه القلعة الزوايا الداخلة والخارجية بالسور، وعلى ذلك اتخذت شكلاً غير منتظم على هيئة خطوط متعرجة متكسرة، وتبلغ مساحتها 250 متر × 125 متر، وميزة هذا النمط من التخطيط هو أن يترك الجند أعداءهم وهم يتقدمون داخل إحدى الزوايا ثم يندفعون عليهم من أعلى الأسوار وعلى الدروب، فيفتكون بهم فتكاً ذريعاً، وقد شبه هذا النمط بالزنبرك إذا ضغط عليه ثم يترك فيندفع بقوة فُيصيب ما يقابله.
يحتوي السور الأساسي (الستارة) للقلعة على 15 برجاً منها ثلاثة أبراج ضخمة، ويتقدم هذا السور عند حافة البوسفور سور أمامي أو حزام براني يشتمل هو الآخر على برج، وهذا الحزام أو السور الأمامي غالباً ما يكون أقل من السور الأساسي ارتفاعاً، ويبعد عنه مسافة تعادل ربع ارتفاع السور الأساسي، ولهذا السور الأمامي قيمته الدفاعية، إذ أنه يمنع العدو الهاجم من شن هجومه مباشرة على السور أو الأسوار الأساسية، ويعطل من تقدمه لفتح الثغرات التي تمكنه أن ينفذ منها داخل المدينة.
كما أن السور الأساسي يحتوي على 15 برجاً كما سبق القول منها ثلاثة أبراج ضخمة وهي: برج خليل باشا الواقع على حافة البوسفور وهو برج ذو 12 ضلعاً ويبلغ قطره 23.30 متر، وارتفاعه عن سطح البحر 35.35 متراً، والبرجان الآخران يقعان فوق التل الكائن وراء برج خليل باشا، وهما برجا مستديران الأول منهما هو الواقع في الزاوية اليمنى، يعرف ببرج ساروجا باشا ويبلغ قطره 23.80 متراً وارتفاعه 28 متراً.
بينما يعرف الثاني وهو الواقع في الزاوية اليسرى ببرج زغنوس باشا، ويبلغ قطره 26.70 وارتفاعه 21 متر، وهذه الأبراج متعددة الطوابق، فمثلاً برج ساروجا باشا يشتمل على سبعة طوابق وبكل طابق منها عدد من الأذرع تؤدي إلى حجرات صغيرة مقبية.
العربية
