اقترح مجموعة من خبراء البرمجيات، قبل عدة سنوات ، منهجية جديدة للعمل أسموها أجايل “Agile” أو الإدارة الرشيقة والمرنة للأعمال، بيد أن الأمر لم يتوقف على هذا المجال فحسب، بل صار شائع الاستخدام في شتى المجالات الأخرى.
ووضع مؤسسو الـ أجايل 12 مبدأً لمنهجيتهم الجديدة سنأتي على ذكرها فيما يلي، لكن ما تتوجب الإشارة إليه في هذا الصدد أن هذه المنهجية الجديدة بمثابة استجابة للمتغيرات المتسارعة والمتلاحقة التي يتعرض لها القرن الجديد.
وهو الأمر الذي يعني أن الطرق والمنهجيات القديمة في إدارة المشاريع أمست بالية، وغير ذات جدوى، والاستمرار في اتباعها واستخدامها ليس إلا إهدار للوقت والجهد معًا.
إن مبادئ الـ أجايل الاثنى عشر يتم اختصارها، عادة، إلى أربعة أساسية، وهي المبادئ التي تُعرف باسم بيان مبادئ الأجايل Manifesto for Agile Software Development، وهذه المبادئ هي:
تقوم منهجية الأجايل Agile ، من بين ما تقوم عليه، على البساطة والاختصار؛ إذ إنها تحاول تقليص الخطوات الطويلة والمعقدة إلى أخرى يسيرة وسهلة، كما أنها تبتعد عن التعقيد الذي لا جدوى منه.
ولذلك لا تهتم منهجية الأجايل بالتوثيق المفصّل لكيفية عمل هذا المنتج أو ذاك ولا طريقة استخدامه، وإنما تركز على المنتج ذاته، وبعد عمليات التطوير والتحسين الدائمتين يتم الوصول إلى النسخة النهائية من المنتج التي تحظى بالرضا التام من قِبل العميل، وتأتي عملية التوثيق للأشياء المهمة وبشكل مختصر ومبسّط.
في هذه المنهجية المبتكرة لا يتم منح الأدوات ووسائل اللوجستيات الأخرى نصيب الأسد من الاهتمام، وإنما ينصب الاهتمام الأول والأساسي على الأشخاص؛ فبدونهم لا يمكن للأدوات أن تفعل شيئًا.
إن الفلسفة الأساسية التي تحاول هذه المنهجية الوفاء بها هي إرضاء العميل، وتلبية احتياجاته، وإشباع رغباته، ومن هنا كان التعاون مع العميل، ومحاولة الاستعانة به في الوصول إلى أفضل صورة يريدها من المنتج إحدى أهم الأدوات التي تساعد في تحقيق هذا الهدف.
كل الخطط، هنا، مرنة، قابلة للتغيير والتطوير، وفقًا للمعطيات الجديدة والمستجدات الطارئة، ووفقًا لرغبات العميل كذلك، فليس هناك شيء اسمه الاتباع الحرفي للخطة الموضوعة سلفًا، بل الخطة الأساسية هي الاستجابة للتغيير، التطوير الدائم.
MVP أو التطوير الدائم:
هذه الأحرف الثلاث هي اختصار للكلمات الثلاث minimum viable product أي تقديم صورة أولية للمنتج وفقًا لتصورات العميل، وإجراء التحسينات والتعديلات عليها فيما بعد.
وخلافًا للطرق التقليدية في إدارة المشاريع، لا يقدم الأجايل منتجًا للعميل ويقول له “هذه هي الصورة النهائية للمنتج الذي تريده”، بل على العكس من ذلك تمامًا، يتم الالتقاء بالعميل ومعرفة الفكرة الأساسية “الريادية” التي يفكر فيها، وبعد فترة من العمل على هذه الفكرة يتم تقديم نموذج أولي Proto Type وأخذ رأي العميل فيه، والحصول على الـ Feedback ثم العمل على تنفيذ رغباته وتوصياته مرة أخرى.
وهكذا، فإنه يتم الوصول إلى المنتج النهائي بعد سلسلة طويلة من النماذج الأولية، والتي هي عبارة عن عملية تحسين وتطوير دائم لهذا المنتج.