أصل الحكاية كانت زاوية صغيرة قبل وصول جسد السلطان حسن، لم يكن يعلم وقتها أو قبلها بقرون أن يتحول هذا المكان إلى مزارٍ تاريخي، وملجأ لأصحاب المعالي والسمو، وباب للبسطاء والمنسيون في الأرض.
زاوية الرفاعي، هكذا كانت تسمى حتى عام 1869 كغيرها من آلاف الزوايا في مصر، وكانت شهرتها الوحيدة أنها بجوار مسجد السلطان حسن، وكما قال أهل التصوف، إن لكل مقام سر لا يعلمه العامة، ويسخر الله من يريد أن يبني الضريح، ويهب العطايا من أهل الفضل لأهل خاصته.
اختارت خوشيار هانم، والدة الخديوي إسماعيل هذه الزاوية الصغيرة لبناء مسجد سيدي أحمد الرفاعي، ليضم بين جنباته مقبرة العائلة المالكة، وليكون ملجأ لهم وقت الضيق والحزن، أو كما قال البعض إنه تم اختيار هذا المكان لكسب تعاطف المصريين وقتها، لأن الكثير من المصريين سلكوا المذهب الصوفي وتحديداً، الطريقة الرفاعية.. قالت خوشيار وقتها إن الرفاعي جاءها في المنام وأمرها بتشييد البناء.
ورغم أن أحمد الرفاعي الذي نُسب إليه المسجد، ولد في العراق يتيماً، وكفله خاله، وفرإلى المغرب؛ هارباً من اضطهاد العباسيين للعلويين. إلا أن الصغير أصبح له صيتاً ذاع الأرض شرقها وغربها، بعد حفظه للقرآن الكريم، وتلقيه العلم والأوراد من خاله قبل وفاته، ليعيش الرفاعي الذي يُنسب إلى اسم جده السابع، في العراق ويُدفن هناك، ويقام له ضريح في مصر، دون أن يسكن جسده فيه.
لكن قناعة المصريين أن الروح ساكنة داخل الضريح، جعلهم يقدمون إلى زيارته من كل حدب وصوب، يرتلون الأذكار، ويقيمون الصلاوات في مسجد، وينشدون:« واقبل السعد يسعى طالبا مددي.. حتى الزمان اتاني راجيا هممي».
في شكل جديد للعمارة ومتأثراً التصميم بالعصر المملوكي، صُمم المسجد على شكل مستطيل، تبلغ مساحتة من الداخل 1500 متر، منها 1767 للصلاة، وباقي المساحة لدفن الأسرة الملكية وقتها، يشهد المسجد التقاء للفن الإسلامي والمسيحي.
لأنه قام على تصميم المسجد مهندسين أحدهما مسلم والأخر مسيحي، فأراد كل منهما أن يضع الصبغة الدينية على جدران المسجد، ويبرز الفن القبطي في المسجد على جدرانه وسقف المسجد، حيث صمم المهندس الأجنبي أشكالاً تشبه الصليب، ويمثل التقاء للدين الإسلامي والمسيحي، وهي خاصية لن تجدها إلا داخل مسجد الرفاعي.
يبدأ دخولك للمسجد من الجهة الغربية، تجد قبة يعلوها زوايا خشبية محلاة بالذهب، ثم تصل بعد ذلك للحجرة المدفون بها الشيخ علي أبوشباك والشيخ الأنصاري، وفي منصف المسجد يقع المحراب، مكسو بالرخام الملون، وتحيطه أربعة أعمدة رخامية، وبجواره المنبر، المصنوع من الخشب والعاج والأبنوس.
عند وصولك للناحية البحرية من مسجد الرفاعي ، تجد 6 أبواب، لا تتركها قبل أن تمر من كل الأبواب.
يقع مسجد الرفاعي في منطقة القلعة، مصر القديمة بجوار مسجد السلطان حسن.
الرفاعي.. ضريح بلا جسد
مسجد الرفاعي التقاء العمارة المسيحية والإسلامية
مسجد الرفاعي من الداخل
مقابر أسرة محمد علي
تذكرة دخول المسجد
نصائح قبل زيارتك مسجد الرفاعي
عنوان جامع الرفاعي