يختلف الحكم على النساء كليًا عن نظيره مع الرجال في نفس الأفعال، فعندما يُنظر للرجل على أنه ذو سلطة، يُنظر للمرأة على أنها متسلطة؛ ما يطرح السؤال: كيف أتأكد من أنني ألقي الضوء على الصورة التي أريدها بصفتي رائدة أعمال؟ وبمعنى آخر: كيف أكون قيادية ناجحة؟
عادةً ما يتم الحديث عن أهمية التمييز لوضع تصور استباقي عن الأفراد، وهي استراتيجية للتمييز والحصول على الدعم في العمل، وفي النهاية المضي قدمًا. وواقع الأمر، أن هذه هي المرحلة الأولى من نموذج PVI، التي تساعد رائد الأعمال على تحقيق أحلامه المهنية من خلال تنمية الإدراك والرؤية والتأثير، ولكن إذ كُنت امرأة، فهل يبدو أي من التعليقات القادمة مألوفًا؟
لقد سمعت هذه المخاوف نفسها مرارًا من كثير من النساء في مناصب قيادية بشركات كبيرة، يتصف معظمهن بالذكاء والحماس، لكنهن يرين أن التفرقة الجنسية تعيق قدراتهن على تشكيل صورتهن، فعلى سبيل المثال، قالت إحداهن: “أشعر بتكدس الرجال ضدي، فإذا ما تحدث أحدهم أو تحدّى شخصًا، اعتبروه تنافسيًا، أما إذا فعلت المرأة الشيء نفسه، وصفوها بالمتسلطة”.
وبالطبع، ليس هذا هو الحال مع جميع النساء في العمل، لكن إذا كنت تشاركين بعض هذه المخاوف أو تشعرين بإحباط، فإليك هذه النصائح:
لا يوجد شيء “غير أنثوي” عندما يتعلق الأمر في مجال عملك بالحزم والتعبير بقوة عن وجهة نظرك، فاتخاذ أفضل القرارات يتم عادةً بمساهمة الجميع بأفكارهم، فلا يمكنك تغيير شركتك وعملائك ونفسك بالتزام الصمت.
إذا كنتِ تخشين التحدث، فاسألي نفسك، “ما أسوأ ما يمكن أن يحدث؟، وما أفضل ما يمكن أن يحدث؟”، فقد لا تجدين تبريرًا لمخاوفك أو تحفظاتك، فالمكافآت والمكاسب تفوقان المخاطر بشكل كبير.
لقد اكتشفنا عند التشاور مع بعض العميلات حول هذا الأمر، أن المشكلة الحقيقية لا تكمن غالبًا في “هم”، بل في “أنتِ”؛ إذ استخدمت تلك العميلات اختلاف الجنس كعذر، فقد كن يفضلن عدم التحدث في جميع الاجتماعات، وليس مع الرجال فقط، حتى أدركن أنهن بحاجة إلى تطوير استراتيجية بناء الثقة بالنفس، بما في ذلك قراءة كُتب عن تطوير الذات، وحضور دورات للتدرب على الحزم.
اطلبي النصيحة من الناجحات في مؤسستك، وشاهديهن وهن يعملن، وتعلمي كيف يستخدمن “القواعد” لمواصلة النجاح.
أخبري مديرك- خلال مراجعة الأداء الدورية- أنكِ تتطلعين إلى أن تكوني أكثر حزمًا، وأكثر راحة في التحدث وسط المجموعات، واطلبي مشورته، وابحثي خلال الاجتماعات عن إجابة لأسئلة مثل: “هل صادفت عدوانيًا أو صدامًا؟” “ما الذي كان يجب عليّ فعله بشكل مختلف؟”
لا يمكنك تغيير الرجال في مجال عملك، بل تغيير نفسك فقط؛ لذا اختاري المعارك التي تخوضينها بذكاء وحنكة، وتجنبي تأجيج الصور النمطية السلبية؛ أي لا تكوني عاطفية بشكل مفرط، وركزي على الحقائق وليس الشخصيات… إلخ، فإذا كان الإحباط لايزال يراودك، فابحثي عن عمل في مكان آخر؛ وهو ما قالته المغنية الأسطورية “جانيس جوبلين”: “لا تتنازل عن نفسك، فأنت كل ما لديك”.