تعلم كيف تكون قائدًا

الكاتب: رامي -
تعلم كيف تكون قائدًا
"

تعلم كيف تكون قائدًا

إذا أردت النجاح والتميز والإبداع؛ فتخلى عن فكرة الإدارة البحتة التي تتسم بالنظامية البلهاء، وتفعيل القوانين الصارمة، والنظم الكلاسيكية البعيدة تمامًا عن أطر المرونة، والتجديد، والإبداع.
في الواقع، يمكن للجميع الارتقاء على السلم الوظيفي ليصبحوا مدراء، فقط إذا ما تمتعوا بقدر من المهارة في العمل والتميز عن زملائهم، بينما يتحلى القليلون بصفات القيادة التي تتيح للمدير تغيير مجرى مؤسسته وإحداث تغييرات جذرية تصعد بها إلى القمة. فما هي الفروق الجوهرية والخفية بين سمات كل من المدير والقائد؟..

1. السمات الشخصية
يتحلى القائد بخلق رفيع، وشخصية سوية وقويمة، وروح معطاءة، تجلب النجاح للآخرين مثلما تجلبه لذاتها، فتجده يسعى دائمًا لتحقيق المصلحة المشتركة لا المصلحة الفردية فحسب، كما يتألم لإخفاقات الغير وآلامهم، ويسعد بتقدمهم ونجاحهم؛ أما المدير فقد ينصب اهتمامه بقدر أكبر على تحقيق مصلحة مؤسسته، حتى ولو كان على حساب موظفيه وراحتهم وحقوقهم.
وقلما يصاب القائد الحق باليأس والإحباط، فهو متفائل بطبعه، ومتصالح مع واقعه الذي يعلم أنه لا يخلو من المشكلات التي يجب ألا تعرقل مساراته، بل تكون حافزًا لبذل مزيد من الجهد لتخطيها وإحراز مزيد من النجاح والتقدم؛ أما المدير الذي يفتقر إلى مهارات القيادة المرنة، فيسهل انزلاقه إلى مستنقع اليأس إذا ما واجهته مشكلات كبرى، وربما أدى ذلك إلى اتخاذه قرارات حادة تعصف بالآخرين.

2. النظرة المستقبلية
يمتلك &ldquoالقائد&rdquo نظرة طويلة المدى، فيغض الطرف عن تحقيق مكاسب فورية قد تتلاشى آثارها بمرور الزمن؛ لذا قد يهدر الوقت والجهد &ndash وربما ينفق من ماله الشخصي- كي يستثمر في قدرات موظفيه ويطور من مهاراتهم؛ عبر منحهم دورات تدريبية أو إشراكهم في الفعاليات المفيدة، كما أنه لا يبخل على موظفيه بما يملك من معلومات وخبرات.
أما المدير، فلا يهمه ذلك، بل ينظر إلى تحقيق مكاسب فورية، ولا يعبأ كثيرًا بتطور مهارات مرؤوسيه من عدمه، طالما تحقق النجاح المنشود لشركته؛ الأمر الذي يُقصِّر من عمر المؤسسة، أو يجعلها تسير بوتيرة نمطية خالية من التطور والإبداع والتميز.

3. أخلاقيات العمل
يعتمد المدير في التعامل مع مرؤوسيه على سلطته في المقام الأول؛ فيشعرهم بتحكمه في مصائرهم الوظيفية، وسهولة فصلهم في حالة الإخفاق؛ لذا قد يتعامل بقدر من التعالي؛ كأن يتحدث إلى موظفيه بصيغة الأمر، ويجعل &ldquoالخوف من العقاب&rdquo هو الدافع الوحيد لتنفيذ المهام المطلوبة.
ولاشك في أن هذه الطريقة قد تؤدي إلى تحقيق الأهداف المرجوة، لكنها حتمًا تولد في النفوس أسباب الضجر والضيق، بل ربما تؤدي إلى ترك الموظفين العمل طواعية؛ ما يزيد من معدل دوران العمالة ويحول دون استقرار المؤسسة وتطورها.
على النقيض تمامًا، يُشعر القائد موظفيه بأنهم جزءٌ لا يتجزأ من المؤسسة، ويتعامل معهم بروح الفريق الواحد، ويشركهم في اتخاذ القرارات، كما يحرص على عقد الاجتماعات الدورية وإجراء العصف الذهني الذي يُحفز الجميع على التفكير، والتأمل، والخروج بمقترحات إبداعية تعود بالنفع على الجميع.
ولا يتحدث القائد بصيغة الأمر، بل يُجيد النقاش المثمر، والجمع بين الحزم واللين عند طلب إنجاز المهام، كما أنه دائمًا ما ينسب النجاح للجميع، ولا يبخل بمنح المكافآت التي تحفز على بذل مزيد من الجهد، ويؤمن بأن لكل شخص &ndashأيًا كانت مرتبته داخل المؤسسة- تأثيرًا قويًا على سير العمل أجمع، فلا يُستهان به تحت أي ظرف.

4. الأوقات الصعبة
في الإدارة، لن تحظى المؤسسة بتضحيات كبرى من قبل العاملين مثل تلك التي نراها في ظل القيادة؛ فإذا عصفت بالمؤسسة ظروف قاسية؛ كالأزمات المالية العابرة التي تتسبب في الإخلال بالالتزامات تجاه الموظفين؛ كتأخير الرواتب، أو مضاعفة الجهد المطلوب من الموظف بشكل مؤقت، قد لا يجد الموظفون أمامهم سوى الرحيل وترك تلك المنظومة التي لم تكن لتعبأ يومًا بظروفهم وآلامهم كي يدفعوا هم ثمن البقاء.
ويختلف ذلك كثيرًا في مؤسسات القادة، التي إن عصف بها أي ظرف طارئ، تجد الموظفين يردون الجميل لصاحب العمل، ويقفون كالحصن المنيع ضد أي عقبة قد تتسبب في هدم ما تم بناؤه؛ فقد تُعلن حالة الطوارئ من جهة، وتتصاعد الهمم ويزداد الجهد ويتحلى الجميع بروح التحدي والصبر من جهة أخرى، فقط لاجتياز الأزمة العابرة بسلام.
الخلاصة:
بعد توضيح الفروق بين القائد والمدير، إن كنت تمتلك مشروعًا أو بصدد تدشين مشروع خاص، فقف مع نفسك لتعرف السمات التي تتحلى بها، وما إنْ كنت حقًا بحاجة إلى تلقي دورات تدريبية متخصصة تعزز لديك مهارات القيادة الناجحة؛ كي تتمكن من قيادة حياتك المهنية والشخصية بنجاح.

"
شارك المقالة:
100 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook