تمدد الاوعية الدموية الزهري Syphilitic aneurysm

الكاتب: رامي -
تمدد الاوعية الدموية الزهري Syphilitic aneurysm
"

تمدد الاوعية الدموية الزهري Syphilitic aneurysm


ما هو تمدد الاوعية الدموية الزهري



يُعتبر السّفلس أو الزُّهري واحداً من الأمراض المنقولة بالجنس؛ لذا فإنّ وصمة العار المتعلّقة بالمرض، وشعور المريض بالذّنب والحياء، كلّها أمور غالباً ما تدفعه لتجنّب مُراجعة الطبيب، أو عدم إخباره بكافة الأعراض التي يشعر بها، مما يؤدي غالباً لتأخّر التّشخيص، وبالتالي تأخّر البدء بالعلاج.



لا يُعتبر الزُّهَري من المشاكل الصحيّة الخطيرة إذا تم الكشف عنه وعلاجه مُبكّراً، لكنّ التّأخر بالتّشخيص سيؤدي إلى تطوّر المرض من مرحلته الأولى إلى المراحل الثّانية والثّالثة، وقد تبدأ أعراض المرحلة الثّالثة بالظّهور بعد عقودٍ على الإصابة بالزُّهَري، وتتميّز بكثرة اختلاطاتها ومشاكلها، حيث يُصيب المرض القلب والدّماغ والأعصاب، مما يُمكن أن يؤدي إلى الشّلل، أو العمى، أو الخَرَف، أو الصّمم، أو العَجْز، وقد يكون الزُّهَري مُميتاً إذا لم تتم معالجته بالشّكل المُناسب.



تُعتبر أمّ الدم النّاجمة عن الزُّهَري واحدة من أخطر المشاكل التي تحدث في المرحلة الثّالثة والأخيرة للمرض، والتي أصبحت نادرةً في عصرنا الحالي. وسنتطرّقُ في مقالنا هذا إلى الزُّهَري بشكلٍ عام، وإلى أمّ الدم النّاجمة عنه وطرق علاجها وتفادي الإصابة بها.



ما هو الزُّهَري وكيف تتم الإصابة به؟


الزُّهَري هو أحد الأمراض المنقولة بالجنس، وتُسبِّبه جرثومة تدعى اللّولبيّة الشّاحبة. ويُعتبر مرض الزُّهَري مرضاً مُعدياً للغاية وينتشر في المقام الأوّل عن طريق النّشاط الجنسيّ، بما في ذلك الجنس الفموي والشرجي. كما يُمكن أن ينتقلَ عن طريق الالتماس الجسديّ المُقرّب، والتّقبيل الطّويل الأمد، أو عن طريق التماسٍ مع القروح بشكلٍ مباشر. ويحتاج انتقال المرض إلى تماسٍّ مباشرٍ حيث أنّ الجرثومة لا يُمكنها أن تعيشَ طويلاً خارج الجسم البشري، لذا فلا يُمكن أن ينتقلَ الزُّهَري عبر مقاعد المراحيض، أو مقابض الأبواب، أو أحواض السّباحة أو الاستحمام، أو عبر أواني الطعام أو الملابس المُشتركة. كما يُمكن أن تنقلَ الحواملُ المُصابات المرضَ إلى الجنين مُسبّبةً بذلكَ تشوّهاتٍ خَلْقيّة وقد يُسبّب الوفاة، ويُدعى هذا الشّكل من المرض بالزُّهَري الخَلْقي.


يُمكن أن تغيبَ الأعراض في مريض الزُّهَري لفترةٍ ما، مما يجعله مُعدياً لشريكه دون أن يدري أنه مصاب بالمرض، لذا فمن المهم فحص الشريكين عند تشخيص إصابة أحدهما. 


يتمثل تمدد تمدد الاوعية الدموية الزهري أو أمّ الدم النّاجمة عن الزُّهَري بتوسّع في جدار الأوعية الدموية، تحدثُ في المرحلة الثالثة للزُّهَري، حيث تتأثّر جدران الشرايين الكبيرة وخاصةً الأبهر، ويُصيب المرض في البداية الطبقة الخارجيّة من الشريان وهي المسؤولة عن تغذية الشريان، وبمرور الوقت يصبح جدار الشريان مٌتليّفاً مما يؤدي لنقص تروية وتغذية الشريان. يُسبّب نقص وصول الأكسجين والمواد المُغذيّة إلى عضلات الشريان موتها وتلفها، وتتقطّع الألياف الموجودة في جدار الشريان. مع تقدّم المرض يتمدّد جدار الشريان، ويصبح رقيقاً، ويفقد مرونته، ويصبح مُعرّضاً للتمزّق في أيّ لحظةٍ.


لحسن الحظ، فإنّ أمّ الدم النّاجمة عن الزُّهَري نادرة الوجود في أيامنا هذه، وقد ساعد الكشف المُبكّر عن المرض ووجود البنسلين على العلاج الفعال للزُّهَري.


كيف تحدث أمّ الدم النّاجمة عن الزُّهَري؟


يتظاهر الزُّهَري بدايةً بتقرّحٍ غير مؤلمٍ في مكان دخول الجرثوم المُسبّب للمرض، وعادةً ما يُلاحَظ على المنطقة التناسليّة أو المنطقة المحيطة بالشّرج أو باطن الفم، وقد لا يلاحظ المُصاب التّقرح بسبب غياب الألم. وفي مراحل لاحقةٍ يظهر طفح جلدي، مع ارتفاعٍ في حرارة الجسم، ووهنٍ عام، وضخامةٍ بالعُقد اللمفاويّة قد تترافق بفقد وزنٍ وتساقط للشّعر.


يُمكن للزُّهَري في المراحل المتقدّمة أن يصيب القلب أو الدّماغ أو الأوعية الدموية، وتختلف الأعراض السريرية بحسب مكان الإصابة.


من الصّعب مُلاحظة الأعراض في بداية تطوّر أمّ الدم، لكن وبمرور الوقت فإنّ أمّ الدم تكبر تدريجياً وتُسبّب مجموعةً من الأعراض ومنها: الألم الصدريّ، أو ألم الظهر، أو السّعال، أو بحّة الصوت، أو ضيق النّفس، أو انخفاض الضّغط الشرياني، أو فقد الوعي.


تُصيب أمّ الدم النّاجمة عن الزُّهَري الشريان الأبهر، وهو أكبر شرايين الجسم، ويمكن أن تُسبّب ضعفاً في الصّمام الأبهر مما يؤدي لرجوع الدم إلى القلب وقصورٍ في القلب.


تُسبّب أمّ الدم توسّعاً في الشريان، مما يجعل جريان الدم ضمن الشريان أبطأ وأقل فعالية. ويُسبّب بطء جريان الدم تَشكّل خثراتٍ، ويمكن لهذه الخثرات أن تنتقلَ إلى أيّ مكانٍ في الجسم مُسبّبةً حدوث الجلطة، مثل حدوث الجلطة الدّماغية على سبيل المثال.


لسوء الحظ يبقى عدد كبير من المرضى دون تشخيصٍ، ويكون العَرَض الأول الواضح هو تمزّق أمّ الدم الذي يُسبّب نزفاً داخلياً غزيراً، ويتظاهر تمزّق أم الدم بألمٍ حادٍّ في الصدر يشبه طعنة السّكين، وصعوبةً في التنفس، ويكون النّزف شديداً عادةً وقد يكون مُهدِّداً للحياة.


"
شارك المقالة:
15 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook