تُعرَف جرثومة الحمل طبِّياً بداء المقوسات (بالإنجليزيّة: Toxoplasmosis)، ويُعزى حدوثها إلى نوع من الطفيليّات المعروفة بالتوكسوبلازما، أو المقوسة الغونديّة (بالإنجليزيّة: Toxoplasma gondii)، ومن الجدير بالذكر أنَّه لا تتجلَّى علامات الإصابة بهذه العدوى لدى العديد من الأشخاص، ولكنَّها قد تُؤدِّي إلى حدوث مشاكل خطيرة لدى البعض منهم، تحديداً أولئك الذين يُعانون من ضعف جهازالمناعة، أو الأطفال الذين تعرَّضت أمَّهاتهم لهذه العدوى لأوَّل مرَّة خلال فترة الحمل بهم، واستناداً إلى الإحصائيّات فإنَّ مُعدَّل الإصابة بداء المقوسات يتجاوز الستين مليون شخص في الولايات المُتَّحِدة،وتجدر الإشارة إلى أنَّ التوكسوبلازما قد تنمو وتتضاعف في غضون سبعة أيّام من دخولها جسم الإنسان، ولكن تستغرق الأعراض فترة تتراوح من أسابيع إلى أشهر قبل ظهور أعراض الإصابة، وقد لا تظهر أيضاً، بحيث تبقى العدوى في جسم الشخص كامنة مدى الحياة، وقد تتمّ إعادة تنشيطها في بعض الحالات.
قد ينتقل الطفيلي المُسبِّب لداء المقوسات من خلال عِدَّة طرق، وفيما يأتي بيان لأبرزها:
تتماثل أعراض الإصابة بداء المقوسات مع أعراض الإنفلونزا، بحيث يتضمَّن ذلك المعاناة من الحُمَّى، أو صداع الرأس، أو آلام الجسم، أو التعب بطريقة غير اعتياديّة، وتترتَّب على الإصابة بهذه العدوى إلى جانب ضعف نظام المناعة مجموعة من الأعراض الأخرى، والتي يُمكن بيان أبرزها على النحو التالي:
يتمّ إخضاع المرأة بشكل روتيني لاختبارات الكشف عن مناعة داء المقوسات قبل الحمل، أو أثناء الزيارة الأولى قبل الولادة، حيث يُمكِّن فحص الدم من تحديد ما إذا كان الجسم قد تعرَّض لهذه العدوى، ويُشار إلى أنَّ اختبار بزل الحبل السرِّي (بالإنجليزيّة: Cordocentesis) يُمكِّن من الكشف عمَّا إذا كانت العدوى قد حدثت أثناء الحمل أم لا.
لا يُوصي الطبيب باتِّخاذ أيِّ إجراء في حال لم تتسبَّب العدوى بداء المقوسات بالمعاناة من أيّة أعراض، أمّا في الحالات التي يكون فيها المرض شديداً، أو مُستمرّاً، أو ترتَّب عليه حدوث بعض المضاعفات، والتأثير في العيون، أو أعضاء الجسم الداخليّة، فقد يَصِف الطبيب دواء البيريمياثين (بالإنجليزيّة: Pyrimethamine)، والسولفاديازين (بالإنجليزيّة: Sulfadiazine)، وقد يتطلَّب الأمر الاستمرار باستخدام هذه الأدوية مدى الحياة في حالات الإصابة بفيروس الإيدز، ويجدر الذكر أنَّ البيريمياثين من شأنه أن يتسبَّب بانخفاض مستويات أحد فيتامينات ب المعروف بحمض الفوليك في الجسم، ويترتب على ذلك تناول مُكمِّلات فيتامين ب طيلة فترة استخدام هذا الدواء.
يعتمد علاج داء المقوسات أثناء الحمل على مدى إصابة الجنين بالعدوى وشِدَّتها، ويتضمَّن العلاج في معظم الحالات وصف المُضادَّات الحيويّة وفقاً للمرحلة من الحمل؛ وذلك بهدف تقليل احتماليّة انتقال العدوى إلى الجنين، ويُشار إلى أنَّ سبيراميسين (بالإنجليزيّة: Spiramycin) يُمثِّل المُضادَّ الحيوي الذي يُنصَح باستخدامه في الثلث الأوَّل والثاني من الحمل، في حين يُستخدَم كلٌّ من دواء البيريمياثين والسولفاديازين إلى جانب ليوكوفورين (بالإنجليزيّة: Leucovorin) خلال الثلث الثالث، ونهاية الثلث الثاني من الحمل، ويتمّ اعتماد دواء البيريمياثين والسولفاديازين في الحالات التي يكون فيها الجنين مُصاباً بهذه العدوى كعلاج لهذه الحالة، ويُشار إلى أنَّ لهذه الأدوية بعض الآثار الجانبيّة، سواء على صحَّة الأمّ أم الجنين، وبالتالي لا يُستحسن استخدامها مالم تكُن هناك ضرورة مُلحَّة لذلك.
تنطوي على الإصابة بداء المقوسات زيادة خطر حدوث بعض المضاعفات، ويجدر الذكر أنَّها قد تختلف اعتماداً على العُمر، والحالة الصحِّية للمُصاب، ويُمكن بيان ذلك على النحو التالي:
تُساهم العديد من العوامل في زيادة خطر المعاناة من المشاكل الصحِّية المُترتِّبة على الإصابة بداء المقوسات، ويُمكن بيان أبرزها على النحو التالي: