ورد في عمر بن الخطاب قوله صلى الله عليه وسلم:
عمر بن الخطاب بن نُفيل بن عبدالعزى، أبو حفص العدوي، وأمّه هي حنتمة بنت هشام أخت أبي جهل بن هشام، يلقب بالفاروق، وقد توفي شهيداً في أواخر شهر ذي الحجة من العام الثالث والعشرين للهجرة، أمّا إسلامه فقد كان في السنة السادسة من البعثة، عن عمر سبعةٍ وعشرين عاماً، وممّا ذُكر في أوصافه الجسمية أنّه كان أصلعاً، طويلاً، أشيباً، وأبيضاً تعلوه حمرةٌ، وروى آخرون أنّه كان آدم اللون، وأعسرَ، كان يخضب بالحناء، ويسرع في مِشيته، وقد أعزّ الله المسلمين بإسلامه.
كان رضي الله عنه صادقاً، وذا إخلاص عظيم، لم يقاربه، أو يساميه في خصال الخير والإيمان من أمّة محمد صلى الله عليه وسلم أحدٌ سوى الصدّيق رضي الله عنه، وكان رضي الله عنه مرتقياً في منازل التقوى والخير، وكان قويَّ اللهجة في الحقّ، لا يداري فيه، ولا يداهن، قويّاً في الأخذ به، وهو ممّا يغيظ الشيطان، ويعين عمرَ عليه، فيفرّ منه، وممّا يُذكر من صفاته أيضا أنّه كان متواضعاً، ممّا جعله محبوباً لدى الناس قريباً منهم، مستأنسين بكلامه، متفانين في خدمته، ومن ذلك أيضاً أنّه كان رقيقاً بكّاءً، كثيرَ الخوف من الله تعالى خوفاً ظاهراً جلياً واضحاً في أقواله وأفعاله، وقد كان رضي الله عنه زاهداً في الدنيا لا يملك منها إلّا الشيء القليل، تاركاً بذلك من الدنيا ما لا ينفعه في آخرته، ولم يكن يعني ذلك أنّ زهده كان في ترك الزوجة، أو الولد، أو المال، أو الأهل، وإنّما كان زهده باجتهاده، وعمله، وترفعه عن الراحة والدعة، لمعرفته أنّ الدنيا ما هي إلا مزرعةُ الآخرة، وترفّع بذلك عن حطام الدنيا.
موسوعة موضوع