درب البكرة في منطقة تبوك في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
 درب البكرة في منطقة تبوك في المملكة العربية السعودية

 درب البكرة في منطقة تبوك في المملكة العربية السعودية.

 
كان الاعتقاد السائد من قبل جميع الرحالة والباحثين أن طريق التجارة الرئيس بين الحجر وبلاد الشام الذي يمر بتبوك هو الطريق الذي عرف في الفترة الإسلامية بطريق الحج الشامي، ومدت عليه في نهاية العصر العثماني سكة حديد الحجاز، إلا أن المسوحات الميدانية الأخيرة التي قام بها أحد الباحثين في المنطقة كشفت عن طريق آخر يعرف محليًا بدرب البكرة ويتميز بمسار مباشر يتجه من الحجر إلى البتراء، تحدده أعداد كثيرة من النقوش التذكارية المعينية واللحيانية والنبطية والثمودية واليونانية  
 
ويسير هذا الطريق إلى الغرب من طريق الحج الشامي في خط موازٍ له تقريبًا، ويمتد في مسار واضح مرورًا بحرة عويرض، ثم بمنطقة الجو، ثم بقاع لالا، ثم يطأ حرة الرحاة ويسير في وادي الرويشد إلى أن يصل إلى منطقة أم جدايد، حيث يوجد أكبر تجمع للنقوش النبطية على مسار الطريق. وبعد أم جدايد يعبر الطريق عددًا من الأودية أشهرها: وادي الراشدة، ووادي الأخضر إلى أن يصل إلى نُقَيْب البكرة وهو عقبة يخترقها ممر جبلي متعرج وشديد الانحدار، يمتد بطول كيلو مترين تقريبًا لينـزل بالطريق من أعلى الحرة إلى الأودية المتجهة نحو حوض تبوك، حيث يسير الطريق إلى خشم برك، ثم إلى قصير التمرة، ثم يتجه شمالاً بغرب نحو جبال الزيتة، ثم يدخل الحدود الأردنية ليتجه إلى البتراء مرورًا بالديسة ووادي رم ووادي موسى. وتبلغ المسافة من قصير التمرة إلى تبوك 10كم يسير عليها من يريد التزود بالماء ليصبح على مقربة من تبوك التي كان المرور عليها اختيارًا؛ وبعد سقوط البتراء في يد الرومان وتحويلهم حركة التجارة نحو بصرى أصبح الطريق يتجه لزامًا بعد قصر التمرة إلى تبوك لكي يتجه بعدها شمالاً نحو بصرى مرورًا بمعان، على المسار المعروف الذي مرت عليه سكة الحديد، ويبدو أن قصير التمرة كان مفترقًا لهذا الطريق في حوض تبوك، ويوجد بهذا الموقع برج مراقبة محكم البناء بالحجر بني على هضبة مشرفة على مثلث التقاء الطرق من حسمى والحرة.
 
أما أبرز المعالم الأثرية على مسار هذا الطريق فيمكن حصرها فيما يأتي:
 
 عدة مئات من النقوش العربية القديمة بالخط النبطي واللحياني والثمودي والمسند واليوناني، وأكثرها نقوش نبطية تحدد مسار الطريق بوضوح في المناطق التي يمر بها.
 
 معبد نبطي في منطقة أم جدايد التي تتوسط الطريق تقريبًا. وتحيط بهذا المعبد تكوينات صخرية زينت صخورها بالنقوش النبطية بأعداد كثيرة، بحيث يمكن عدها أكبر تجمع للنقوش النبطية يكتشف في مكان واحد، والمعبد متهدم وقد جرفت السيول معظم جدرانه كما تتناثر حوله أحجار بناء منحوتة تحمل نقوشًا نبطية.
 
 عدد من المحارس وأبراج المراقبة شيدت في بعض محطات الطريق وعلى طول مساره وجميعها مبنية بالحجر.
 
 مجموعات من القبور في بعض المواقع على مسار الطريق عثر في أحدها على شاهد قبر نبطي مؤرخ.
 
 بوابة على مسار الطريق محددة بأكتاف مبنية بالحجر عليها نقوش نبطية.
 
 ويقع معظم مسار هذا الطريق والأجزاء المهمة منه التي تحمل أكبر عدد من النقوش في منطقة تبوك، ويبدو أن هذا الطريق كان مزدهرًا طوال الفترتين اللحيانية والنبطية، ولم يتوقف استخدامه بعد احتلال الرومان للبتراء سنة 106م وتحويلهم حركة التجارة نحو بصرى بدليل وجود عدد من النقوش اليونانية.
 
شارك المقالة:
78 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook