جاءت دلالة تسمية سورة الفرقان بهذا الاسم لأنّ القرآن الذي أُنزل على النبيّ محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- فرّق ين الحقّ والباطل ،وبين النّور والظلام ،وبين الكفر والإيمان، وهو اسم ذُكر في السورة، في قول الله تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا)، ولفظة (الفرقان) هي مصدر فَرَقَ بين الشيئين؛ أي فصل بينهما، وقال البقاعيّ: (وتسميتها بالفرقان، واضح الدّلالة على ذلك، فإنّ الكتاب ما نزل إلّا للتفّرقة بين الملتبسات، وتمييز الحقّ من الباطل، ليهلك من هلك عن بينة، ويحيى من حيّ عن بينة، فلا يكون لأحد على الله حُجّة، ولله الحُجّة البالغة)، وممّا يوضّح دلالة هذه التسمية هو ما جاء بها من تقديم ذكر القرآن على ذكر العبد كما جاء في الآية المذكورة، فلفظة (الفرقان) سبقت لفظة (عبده)؛ فالاهتمام في هذه السورة منصبٌّ على إبراز معجزة القرآن وصفاته العظيمة التي اتّصف بها، فاستدعى ذلك تقديم ذكر الكتاب على العبد.
سورة الفرقان سورة مكيّة في مجمل آياتها، عدد آياتها سبعٌ وسبعون آية، وقد نزلت بعد سورة يس، وفيها سجدة في الآية رقم ستين، وتدورها حول إثبات صدق القرآن وصدق الرّسالة المحمّديّة وحول عقيدة الإيمان بالبعث والجزاء، كما تضمّ بعض القصص للعِظة والاعتبار.
تقوم سورة الفرقان على ثلاث مرتكزات ودعائم أساسيّة، وهي:
موسوعة موضوع