ينفرد المسجد الأقصى بأهميّة دينية وقدسيّة خاصّة في نفوس المسلمين، وهو واحد من المساجد الكبرى على مستوى العالم، كما أنه القبلة الأولى للمسلمين، ويقع في الجزء الجنوبي الشرقي من البلدة القديمة في العاصمة الفلسطينية القدس.
جاء ذكر المسجد الأقصى في القرآن الكريم بقوله تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) { الإسراء: 1 }، ويعتبر المسجد الأقصى واحداً من المساجد الثلاث التي أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بشّد الرحال إليها.
تفاوتت الآراء والأقاويل حول سبب تسمية المسجد الأقصى بهذا الاسم، حيث يقال بأنّ كلمة الأقصى تشير إلى الأبعد وذلك لبعد المسافة الفاصلة بينه وبين المسجد الحرام، أمّا تسميته بالبيت المقدس فتعود إلى أن قدسيته ومكانته في نفوس المسلمين.
يطلق عليها مسمى مئذنة الفخارية، وهي المئذنة الأولى في المسجد من حيث التشييد إذ يعود تاريخ بنائها إلى عام 1278م بأمر من السلطان المملوكي لاجين، وتقع في الزاوية الجنوبية الغربية من المسجد، وهي المئذنة الأقرب لباب المغاربة، وتتخذ المئذنة الطابع السوري التقليدي، وهي عبارة عن قاعدة مربعة الشعل يرتفع فوقها عمود يتألف من ثلاثة طوابق.
شُيّدت هذه المئذنة بأمر من الأمير سيف الدين تنكر الناصري الذي كان يتولّى منصب الحاكم المملوكي على بلاد الشام، وكان ذلك خلال فترة حكم السلطان الناصر محمد بن قلاوون، وتشغل حيّزاً بالقرب من الحدود الغربية للمسجد الأقصى، ويطلق عليها مسمّى منارة المحكمة، وتتخذ هذه المئذنة شكلاً مربعاً.
تأتي بالمرتبة الثانية بعد مئذنة باب المغاربة، ويعود تاريخ بنائها إلى عام 1297م على يد المهندس المعماري القاضي شرف الدين الخليلي بأمر من السلطان المملوكي لاجين، وتشغل حيّزاً في الركن الشمالي الغربي بالنسبة للحرم القدسي وتتبع هذه المئذنة لباب الغوانمة، وتتألف من ستة طوابق، وتعتبر المئذنة الأطول في الحرم القدسي.
بُنيت في سنة 1367م، ويطلق عليها تسمية المئذنة الصلاحية نظراً لقربها من المدرسة الصلاحيّة الكائنة خارج أسوار المسجد الأقصى، وتتوسط موقعاً بين بابي حطة والأسباط، وجاء بناؤها بناءً على أوامر الأمير سيف الدين قطلوبغا.