التهابات المهبل شكوى شائعة ومصدر ازعاج للنساء من مختلف الأعمار ولكنها أكثر شيوعاً خلال سنوات الإنجاب عند المرأة.
يتسبب هذا الالتهاب بحدوث إفرازات مهبلية وحكّة وألم ويؤثر كثيراً على جودة الحياة. ترجع التهابات المهبل في غالب الأحيان إلى حدوث تغيرات في التوازن الطبيعي للجراثيم المهبلية والتي تسمى الفلورا المهبلية (Vaginal flora) أو بسبب الإصابة بعدوى. كما يتسبب انخفاض مستويات هرمون الإستروجين بعد سن اليأس أو بعض الاضطرابات الجلدية بحدوث التهابات المهبل أيضاً.
ينجم هذا النوع الأكثر شيوعاً بين التهابات المهبل عن تغير الجراثيم الطبيعية الموجودة في المهبل، بحيث يزداد نمو واحدة من جراثيم متعددة أخرى. في الأحوال الطبيعية يظل عدد الجراثيم الموجودة طبيعياً في المهبل (المُلبّنات lactobacilli) متفوقاً على الجراثيم الأخرى (اللاهوائيات anaerobes) في المهبل. إذا كثر عدد اللاهوائيات سوف يختل توازن الجراثيم ما يسبب التهاب المهبل الجرثومي.
يرتبط هذا النوع من التهابات المهبل على ما يبدو بالعلاقات الجنسية – لاسيما عند تعدد العلاقات أو عند الزواج حديثاً – إلا أنه يمكن أن يصيب النساء اللواتي ليس عندهن ممارسات جنسية.
تحدث الالتهابات الفطرية عند ازدياد نمو الفطريات في المهبل – لاسيما نوع اسمه المبيضات البيض Candida albicans. تسبب المبيضات البيض حدوث التهابات في أماكن رطبة أخرى من الجسم، مثل الفم (السُّلاق thrush) والطيات الجلدية وأسرة الأظافر. يمكن أن تتسبب الفطريات أيضاً بالطفح الحفاضي diaper rash عن الرضع.
يحصل هذا المرض الشائع المنتقل عن طريق الجنس بسبب طفيلي مجهري وحيد الخلية اسمه المشعرة المهبلية Trichomonas vaginalis. يحصل هذا المرض بسبب المخالطة الجنسية مع شخص مُصاب بهذا المرض.
يصيب الطفيلي الطرق البولية عند الرجال عادة، لكنه لا يتسبب بأعراض عندهم في غالب الأحوال. بينما تصيب المشعرة عند النساء المهبل عادة ويمكن أن تسبب أعراضاً عندهن. علاوة على أن الإصابة بهذا المرض ترفع فرصة إصابة المرأة بأمراض أخرى منتقلة عن طريق الجنس.
يصيب التهاب المهبل الخارجي 75% من النساء لمرة واحدة في حياتهن على الأقل.
التهاب المهبل الخارجي حالة شائعة تصيب النساء من مختلف الأعمار.
يوجد كثير من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالتهابات المهبل الخارجية، السبب الأكثر شيوعاً هو الجراثيم، ومن الأسباب الأخرى:
تختلف أعراض التهابات المهبل الخارجية بحسب السبب، وتشمل الأعراض عموماً:
يحدث التهاب المهبل في معظم الأحيان بسبب اضطراب توازن الجراثيم التي تتعايش بشكل طبيعي في المهبل. عادة يوجد في المهبل كميات قليلة من الفطريات لدى جميع النساء، إلا أن تلك الفطريات تظل تحت السيطرة بفضل الجهاز المناعي. يمكن لهذا التوازن أن ينخل في حال:
المهبل منطقة حساسة جداً تعيش فيها جراثيم غير ضارة نعرفها باسم الفلورا المهبلية (Vaginal flora أو النبيت الجرثومي المهبلي). توازن هذه الفلورا (النبيت) لها أثر مهم جداً في المحافظة على صحة المنطقة ودرجة حموضة مناسبة لها. وهذا الأمر يقيك من نمو الجراثيم أو الفطريات الضارة. حيث إن نمو الجراثيم أو الفطريات سوف يتسبب بإصابة المهبل بالالتهاب.
بشكل عام يعتبر النشاط الجنسي من عوامل الخطورة لحدوث التهابات المهبل، لاسيما في الفترة الأولى بعد الزواج، وسبب ذلك هو كثرة تواتر الجماع في هذه الفترة. إن السائل المنوي للرجل قلوي بينما يكون جوف المهبل ذا طبيعة حامضية تحميه من حدوث الالتهابات، وعندما يتكرر الجماع تختل درجة حموضة المهبل الواقية ما يؤدي إلى نشاط بعض العوامل الممرضة من جراثيم أو فطريات أو طفيليات والتي تكون متواجدة بشكل طبيعي في المهبل أو الفرج ولكن بشكل خامل.
لذلك من المهم إدراك أن كثرة حدوث الالتهابات المهبلية في الفترة الأولى بعد الزواج لا يعني بالضرورة وجود مرض أو ضعف في المناعة، والأهم من ذلك لا يعني أن الزوجة لا تعتني بنظافتها الشخصية كما قد يحلو للبعض أن يعتقد.
إذا حدثت التهابات المهبل فإنها يمكن أن تجعل ممارسة الجنس مؤلمة وربما تتسبب بإفرازات مهبلية كريهة الرائحة قد تسبب لك الشعور بالحرج.
لو عانيت من حكة في المنطقة التناسلية مترافقة مع إفرازات مهبلية ملونة أو كريهة الرائحة فننصحك بزيارة الطبيب، لأن التهابات المهبل متعددة، وربما يحتاج الطبيب لإجراء فحوص لمعرفة سببها وعلاج الحالة بحسب السبب.
تسارع معظم النساء عندما يلاحظن إفرازات ملونة ورائحة من المهبل إلى زيارة أقرب صيدلية لشراء أدوية مضادة للفطريات المسببة لالتهابات المهبل لأنهن يفترضن أن الفطريات هي السبب الأول لالتهابات المهبل. هذا الافتراض خاطئ دون شك، لأن الجراثيم وليس الفطريات هي السبب الأول لالتهابات المهبل عند النساء، بينما تحتل الفطريات المبيضات المرتبة الثانية، ومن هنا تبرز أهمية التفريق بين التهابات المهبل الجرثومية والتهابات المهبل الفطرية.
تتضمن علامات التهابات المهبل الجرثومية عموماً وجود إفرازات مهبلية بيضاء رمادية وكريهة الرائحة تشبه "رائحة السمك" وارتفاع حموضة pH المهبل. تصف الكثير من النساء الإفرازات بأنها شبيهة بلبن الزبادي أو عجينية. كما تشكو النساء من حكة مهبلية واحمرار.
تحصل التهابات المهبل الفطرية عندما يحدث فرط نمو في الخمائر (لاسيما فطريات المبيضات البيض). كيف تعرفين أن إصابتك ترجع إلى الفطائر؟ تتميز الالتهابات الفطرية عادة بهيمنة الحكة والحرقة في المهبل وحول الفرج. الإفرازات المهبلية في الالتهابات الفطرية بيضاء تشبه جبنة القريش، ويمكن أن تكون عديمة الرائحة أو برائحة خميرية تشبه رائحة الخبز.
احرصي على معرفة نوع الالتهاب قبل البدء بمعالجته. علاجات الالتهابات الفطرية لن تفيد في حال إصابتك بالتهاب جرثومي، بل وقد تجعل تهيج الإصابة أكبر.
تشير أعراض وعلامات التهاب المهبل إلى التشخيص بقوة. يلجأ الطبيب من أجل وضع التشخيص في كثير من الأحيان إلى إجراء الفحص الحوضي، ويمكن أن يأخذ عينة من الإفرازات المهبلية ويرسلها إلى المختبر. يفحص طبيب المختبر العينة تحت المجهر بحثاً عن المشعرات ويمكن زرع العينة أو إجراء اختبارات أخرى عليها لتحديد الكائنات الممرضة المسببة للعدوى.
يمكن أن يجري الطبيب تنظيراً للمهبل Colposcopy ويأخذ خزعة إذا بدا له عنق الرحم غير طبيعي. يستخدم تنظير المهبل منظاراً دقيقاً مزوداً بضوء لأخذ نظرة عن كثب لعنق الرحم.
هناك كائنات ممرضة متنوعة يمكنها أن تسبب التهابات المهبل، وتختلف المعالجة بحسب السبب. لكن يمكنك البدء بمعالجات منزلية كما يلي:
تحتاجين في حال إصابتك بداء المشعرات أو التهابات المهبل الجرثومية أو ضمور المهبل لمراجعة الطبيب كي يصف لك الدواء المناسب.
لو كنت تعرفين أنك مصابة بالتهاب فطري بسبب تعرضك له سابقاً فيمكنك اتخاذ الخطوات التالية:
وتتضمن الخيارات أمامك كريمات أو تحاميل مهبلية لعلاج الفطريات. تعالج الكريمات التي تباع دون وصفة طبية بعض حالات التهاب المهبل، لاسيما تلك الحاصلة بسبب الفطريات. يمكنك شراء كريمات مضادات الفطريات لو كنت متأكدة فقط أن إصابتك فطرية، كي لا تعرضي نفسك إلى الآثار الجانبية للدواء أو كي لا تهدري أموالك. فمثلاً يمكنك شراء كريمات تحتوي على مضادات فطرية مثل بوتوكونازول butoconazole أو كلوتريمازول clotrimazole أو ميكونازول miconazole. سوف تعطيك الأدوية السابقة نتائج جيدة ويمكنك استخدامها على مدى 3 أو 5 أو 7 أيام. وإذا كان سبب التهاب المهبل ارتكاس تحسسي فيمكن أن تستفيدي من استخدام كريمات مضادة للهيستامين.
كأن تضعي فوطة باردة على منطقة الشفرين من أجل تخفيف الانزعاج إلى أن يبدأ مفعول المضادات الفطرية.
تجد سيدات كثيرات استراتيجيات عناية منزلية تساعدهن على التخلص من الأعراض المزعجة. وتشمل هذه الاستراتيجيات السماح للهواء بالتدفق حول المهبل بقدر الإمكان عن طريق ارتداء ملابس فضفاضة وارتداء ملابس داخلية وألبسة قطنية. ويفيد نزع الملابس التحتانية في الليل.
يمكنك تسكين بعض أعراض التهابات المهبل الخارجية (التهاب الفرج) باستخدام حمامات المقعدة sitz bath، وهي الجلوس في ماء ساخن يغطي حتى الوركين فقط. وتساعد إضافة زيت شجر الشاي أو كمية قليلة من الخل أو الملح إلى الحمام في قتل الجراثيم إن كانت هي سبب الالتهاب. احرصي على ألا تجلسي طويلاً في الحمام، واستخدمي منشفة لتجفيف المنطقة المتأثرة تماماً بعد أن تكملي الحمام.
يوجد عدد من الأعشاب التي تساعد على تخفيف الأعراض، أو حتى القضاء على الجراثيم والفطور بفضل خواص مركباتها، ومن أشهر تلك الأعشاب والعلاجات الطبيعية:
الكركم له خواص مضادة للفطريات. يمكنك حل مسحوق الكركم في الحليب وأن تشربي منه مرة في اليوم حتى تزول الأعراض.
شجر الأزداريشتا شجر يشبه الماهوغاني وينمو في الهند. الأزداريشتا له خواص مضادة للجراثيم رائعة ونستخدمه كثيراً لعلاج المشاكل الجلدية. يفيد تناول الأزداريشتا في القضاء على الجراثيم الضارة في المهبل.
يمكن تناول الثوم نيئاً أو على شكل كبسولات (كبسولة إلى كبسولتان يومياً) أو يمكنك استخدام الثوم مباشرة في المهبل أو على محيطه. قشرّي فصوص الثوم ولفيها بقطعة شاش وأدخليها في المهبل. يساعد تكرار هذا كل 3-4 ساعات على التخلص من الالتهاب.
تساعد هذه العشبة على طرد السموم من البدن. تساعد إضافة ملعقة صغيرة من أوراق الرغاموي الجافة في ماء ساخن وشربه كشاي على طرد السموم من الجسم وتسكين أعراض الالتهاب.
خذي كيس شاي وضعيه في كوب ماء ساخن، أزيليه واتركيه حتى يبرد في الثلاجة. يمكن وضع كيس الشاي على المنطقة المصابة لتخفيف الالتهاب فيها.
قد تعاني بعض النساء من التهابات المهبل بشكل متكرر، وتسأل العديد من النساء عن كيفية التخلص من هذه المشكلة، لذلك نقدم لك بعض النصائح المفيدة بهذا الخصوص:
قد تؤخر الإصابة بالتهابات المهبل حدوث الحمل، ويرجع ذلك لأسباب عديدة نذكر منها:
النقطة الهامة هي ضرورة معالجة التهابات المهبل قبل حدوث مضاعفات، ومن المهم معرفة أنه بعد المعالجة وزوال الالتهاب لن يكون له أي تأثير مستقبلي في عرقلة حدوث الحمل.
من ناحية أخرى، تصاب الحوامل بالتهابات المهبل بنسبة أعلى من باقي النساء بسبب التغييرات الهرمونية الحاصلة في فترة الحمل والتي يمكن أن تؤثر على توازن الجراثيم في المهبل. ترجع أسباب التهابات المهبل أثناء الحمل لثلاثة أسباب: جرثومية، وداء المشعرات والالتهابات الفطرية.
يعالج الطبيب داء المشعرات بجرعات عالية من المضادات الحيوية، حيث يستخدم في العادة واحد أو اثنين من المضادات الحيوية: metronidazole أو تينيدازول tinidazole. يجب علاج كلا الزوجين، ويجب تجنب ممارسة الجنس حتى الشفاء.
يصف الطبيب في حال الحمل مضادات فطرية على شكل كريمات أو تحاميل مهبلية. وسوف يصف تلك الأدوية لمدة أسبوع مرة واحدة قبل النوم. سوف يحتاج تأثير الأدوية الفطرية بضع أيام قبل أن يبدأ، وفي هذه الأثناء يمكنك استخدام الكمادات الباردة لتسكين الأعراض.
بما أن درهم وقاية خير من قنطار علاج، نقدم لك بعض النصائح الفعالة للوقاية من هذه المشكلة ومنع الإصابة بها:
تقع النساء المصابات بداء المشعرات أو التهاب المهبل الجرثومي تحت خطر كبير للإصابة بالأمراض المنتقلة عن طريق الجنس كالسيلان والإيدز، كما تم ربط أنواع معينة من التهابات المهبل ولا سيما الجرثومية بحدوث الداء الحوضي الالتهابي PIV - Pelvic Inflammatory Disease والذي يسبب إصابة الطرق التناسلية الأنثوية العلوية بالعدوى والالتهاب وما ينجم عنه من نقص الخصوبة. وربما تتسبب التهابات المهبل عند الحوامل بالولادة المبكرة (الخداجة) أو أن يولد الطفل بوزن قليل.