الشرج (Anus) هو الجزء الأخير من الجهاز الهضمي ويمتد من المستقيم وحتى فتحة الشرج ويبلغ طوله حوالي 4 سم. يُحاط الشرج بمجموعة من العضلات الارادية واللاارادية والتي تعمل كمصرة (Sphincter) أي جزء مسؤول عن فتح الشرج أو سده. يوجد مصرتان للشرج:
· المصرة الشرجية الداخلية: تقع في القسم الداخلي من الشرج وهي مجموعة من العضلات الملتفة حول الشرج وهي لاارادية.
· المصرة الشرجية الخارجية: تقع في القسم الخارجي أكثر من الشرج، وهي ارادية.
تكون المصرتان مغلقتان تلقائياً. عند وصول الفضلات والبراز الى المصرة الداخلية، تتوسع المصرة الشرجية الداخلية. يؤدي الأمر الى الاحساس بالحاجة لخروج البراز، ولكي يتم ذلك يوسع الانسان المصرة الشرجية الخارجية بشكل ارادي لكي يخرج البراز من فتحة الشرج.
يتلقى الشرج أوامر التوسع والتقلص من الجهاز العصبي، لذا من المهم أن تعمل الأعصاب بشكل سليم لكي يتم التقلص والتوسع السليم. في حال ضرر للأعصاب أو خلل في وظيفتها، فان أمراض عدة قد تحدث في الشرج.
يتشكل الشرج، كباقي أجزاء الجهاز الهضمي من عدة طبقات، والأولى منها (أي الأقرب الى مجرى الجهاز الهضمي) هي الغشاء المخاطي (Mucosa) والتي تعمل على افراز المخاط والسوائل.
تُقدر الاحصائيات بأن واحد من كل خمسة أشخاص يعاني من الشق الشرجي، الا أن ليس الجميع يبحث عن المساعدة الطبية.
الشق الشرجي هو شق في الغشاء المخاطي، غالباً يقترب للمصرة الشرجية الداخلية ويؤدي الى ألم في فتحة الشرج. بعد حدوث الشق الشرجي للمرة الأولى، تتقلص المصرة الشرجية الداخلية لكي تحافظ على الشق من التوسع. الا أن تقلص المصرة الشرجية الداخلية يضر بجريان الدم الى الشق الشرجي ويضر بشفاء الشق الشرجي، مما يسبب المزيد من الألم ويزيد الشق الشرجي ويوسعه. بالاضافة الى ذلك فان تعرض الشق الشرجي للمزيد من البراز يزيد من الألم ويؤدي لاستمرار الشق الشرجي.
عدة عوامل قد تؤدي للشق الشرجي وهي:
· مرور البراز القاسي وكبير الحجم بشكل متكرر.
· الولادة: تؤدي الولادة الى ضغط كبير على الشرج مما يزيد من احتمال حدوث الشق الشرجي.
· العمليات الجراحية في منطقة الشرج.
· التغذية: تؤثر التغذية على البراز وطريقة خروجه، لذا فان الشق الشرجي قد يحدث نتيجة تغذية غير سليمة تؤدي لخروج البراز القاسي أو المفاجئ.
· الاصابات في الشرج: الأمر أقل شيوعاً الا أن التعرض لاصابات في الشرج قد يزيد من احتمال حدوث الشق الشرجي.
· أمراض في الجهاز الهضمي: داء الأمعاء الالتهابي، أورام الشرج وأمراض عديدة أخرى.
يؤدي االشق الشرجي الى الألم في فتحة الشرج، ويُعتبر الألم شديداً جداً، ويستمر لدقائق أو ساعات. يبرز الألم عند الخروج، وخاصةً في حال وجود امساك فيشتد كثيراً.
بالاضافة الى الألم، فان النزيف من الشق الشرجي هو ثاني الأعراض. يكون النزيف بكمية قليلة، وغالباً ما يراه الأشخاص في التواليت أو على أوراق التواليت ويكون اللون أحمراً.
اذا استمر الشق الشرجي لمدة أقل من 6 أسابيع يكون حاداً، ويصبح مزمناً اذا استمر لمدة أكثر من 6 أسابيع.
يُشخص الشق الشرجي حسب التاريخ المرضي وأعراض المريض، بالاضافة الى الفحص الجسدي. خلال الفحص الجسدي قد ينظر الطبيب الى فتحة الشرج لملاحظة الشق الشرجي، حجمه، وموقعه. غالباً يكون الشق الشرجي في اتجاه الساعة السادسة (أي الجزء الخلفي من الشرج) أو الثانية عشر (أي الجزء الأمامي من الشرج)، واذا كان في أماكن أخرى فبسبب أمراض أخرى قد تسبب الشق الشرجي مثل داء الأمعاء الالتهابي.
في أغلب الحالات فان التاريخ المرضي والفحص الجسدي يكفيان لتشخيص الشق الشرجي، ولا حاجة لاختبارات أخرى. قد يستعين الطبيب بالاختبارات التالية في حالات معينة:
هدف علاج الشق الشرجي هو:
الألياف
توجد أهمية كبيرة لعلاج الشق الشرجي بالألياف، وتكمن أهمية الألياف في جعل البراز أكبر حجماً وأكثر ليونةً مما يقلل من الاصابات التي قد يتلقاها الشق الشرجي من البراز، وبذلك لا يتقلص الشق الشرجي ويتلقى الدم الكافي لشفائه. بعض الأشخاص يحتاجون فقط لتغيير التغذية وتناول الألياف وبذلك يُشفى الشق الشرجي، الا أن للبعض الاخر توجد حاجة لعلاجات أخرى لاحقة. توجد الألياف في الخضار والفواكه، ويُنصح بتناول 20-35 غم في اليوم على الأقل.
توجد أدوية تحوي الألياف ويمكن تناولها أيضاً مثل بزر القطوناء (Psyllium) أو ميثيل سيلولوز (methylcellulose). تعمل جميع هذه الأدوية على امتصاص المياه الى داخل الجهاز الهضمي، مما يزيد من حجم البراز وبذلك يُضخم البراز ويلينه وبذلك لا يتعرض الشق الشرجي للاصابة ويُشفى.
قد تبرز بعض الأعراض الجانبية للألياف مثل الغازات، لكن الأمر يزول مع مرور الوقت.
الأدوية الملينة
الأدوية الملينة هي الأدوية التي تلين البراز وتؤدي للاسهال. تُستخدم لعلاج الامساك لأن الأخير قد يزيد من شدة الشق الشرجي.
حمام المقعدة (Sitz Bath)
حمام المقعدة هو عبارة عن حمامات صغيرة للشرج تُملأ بالماء الساخن وتُستخدم يومياً لمدة 15-20 دقيقة لعدة مرات في اليوم. هدف حمام المقعدة هو تسخين منطقة الشرج وبذلك يتم زيادة جريان الدم للشق الشرجي، كما أن الأمر يؤدي لاسترخاء الشق الشرجي والمصرة الشرجية الداخلية وبذلك يُساعد على شفاء الشق الشرجي. يتوفر حمام المقعدة في الصيدليات والمتاجر.
العلاج بالأدوية
تُستخدم الأدوية لعلاج الشق الشرجي في حال الشق الشرجي المزمن أو عند فشل العلاج بالوسائل السابقة. تعمل الأدوية المستخدمة على العضلات في الشرج، المصرة الشرجية الداخلية وحول الشق الشرجي وتؤدي لاسترخائها مما يخفف الألم ويزيد جريان الدم فيساعد على شفاء الشق الشرجي.
ألم الرأس.
ضغط الدم المنخفض.
ممنوع منعاً باتاً تناول النيتروجليتسرين مع أدوية مثل الفياغرا بفارق 24 ساعة.
النيفيديبين (Nifedipine).
الديلتايازم (Diltaiazem).
نجاعة محصرات قنوات الكالسيوم مشابهة لنجاعة النيتروجليتسرين في علاج الشق الشرجي، الا أن أعراضها الجانبية أقل اذا ما استعملت كمرهم.
العلاج الجراحي
يمكن اجراء العمليات الجراحية فقط في حال الشق الشرجي المزمن وفشل العلاج بالأدوية. هناك عدة عمليات وهي:
سلس البراز (Fecal Incontinence) أي خروج البراز تلقائياً دون تحكم به. غالباً يظهر سلس البراز بعد العملية، الا أن الحالات المستمرة هي قليلة.
الغازات.
العدوى: قد تنتقل العدوى خلال أو بعد العملية وتؤدي لالتهاب في الشرج.
النزيف.
قليلاً ما تحدث المضاعفات، لكن على الطبيب والمريض معرفتها جيداً.
تُقدر نسبة نجاح العملية بحوالي 97% وحتى 100% في بعض الدراسات.
اختيار العلاج المناسب لعلاج الشق الشرجي
من الواضح أن امكانيات عديدة موجودة لعلاج الشق الشرجي، ويجب اختيار العلاج المناسب لكل حالة. في الحالات الحادة للشق الشرجي (أي أقل من ستة أسابيع) يبدأ العلاج بالألياف، الأدوية الملينة وحمام المقعدة. تُقدر نسبة النجاح بحوالي 86%. في الحالات المزمنة (أي أكثر من ستة أسابيع)، أو عند فشل العلاج أعلاه، فان امكانيات العلاج هي:
تُقدر نسبة نجاح هذه العلاجات بحوالي 90%.
اذا لم يستجب المريض، وعانى من الشق الشرجي المزمن لأكثر من ثلاثة أشهر أو المتكرر، يجب اجراء العملية الجراحية بضع المصرة الداخلية. العملية الجراحية أفضل من العلاج بالأدوية في هذه الحالات.